عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جيهان مأمون تكتب: ثنائية الائتلاف والإختلاف

جيهان مأمون تكتب: ثنائية الائتلاف والإختلاف
جيهان مأمون تكتب: ثنائية الائتلاف والإختلاف

انفصالنا النفسى هو سر غربتنا ، ووحدتنا هى سر وجودنا على هذه الأرض المقدسة ....



الاختلاف سنة كونية اقتضتها الحكمة الإلهية ، الاختلاف العلمى و السياسى

و العقائدى حق مشروع  يدعم حرية الفرد و يعضد التغيير والتجديد ويثري الحياة الفكرية وينمى  المجتمعات ...

و لكن مبدأ الإختلاف في كل شيء و على كل شىء أصبح آفة 

فى مجتمعنا  المعاصر

وصار يخلق نوعا من اختلاط المفاهيم  و التباعد النفسى فاستشرت فتنة

التعصب لمذهب واحد و الاعتقاد بأن كل مخالف مخطىء ، و تفاقمت هذه الآفة فى المناظرات الإعلامية و بين الأحزاب السياسية و على مواقع التواصل الإجتماعية ففقدت الموضوعية بعد أن اشتد التنازع العدوانى والمجادلات العقيمة  مما استلزم خلق  نوع من التعقل لتحجيم الإختلاف و بناء الإئتلاف ....                                                                     

 فشتان الفرق ما بين الاختلاف الموضوعى الذي يثري الحياة الفكرية ويزيدها تطورا وتنوعا وما بين الإختلاف المتعنت المتوتر الذييجعل الهوة تتسع والفرقة تسود ...

فبين الاختلاف والائتلاف هوة قد يملؤها التنابز بالألقاب و التباهي بالأنساب و تكفير الأغراب و قد يملؤها رقى التعبيرات  و نضج التصورات  و حسن الإصغاء والإنصات

وللإختلاف ضوابط ومعايير أخلاقية وحدود وقواعد وآداب ، الإختلاف يجب أن يبنى على الحجة و البرهان والاحترام المتبادل و قبول رأى الطرف الأخر بالرفق و الحسنى والابتعاد عن الإتهام والخصام و العصبية ، فإسقاط الطرف الأخر بغرض الإنتصار لهوى النفس لا يعد نجاح بل يعد عجز و إفلاس لأن هدف أى حوار هو الوصول للحقيقة...

الرقى والتقدم لايكمن في التماثل السياسي ولا العقائدى و لا الفكرى و لكن يتمثل فى سلوك درب الحرية الفكرية بموضوعية وعقلانية و بنظرة تفاؤل لتبعث من جديد حضارتنا التى حملت شعلة التقدم و الرقى فى بدء الإنسانية ...

يقول تعالى : * ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين* الأنفال : 4

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز