دينا أبو الوفا تكتب: "إن مع العسر يسرا"
عارفين ......
يجب ان أعترف ، أننى لا اعتبر نفسى شخصاً متديناً بدرجه كبيره و لكنى بين الحين و الاخر أعشق التأمل فى ملكوت الله سبحانه و تعالى و اتساءل عن سر حكمته فى بعض الأمور.
و لست أدرى ان كان من حقى ان اتساءل أم من الواجب تقبل الأشياء كما هى .... و جهلى هنا مرة أخرى يعود الى ضعف علمى فى أمور الدين .
فتوصلت لقرار ان بعض الأمور سأجد لها تفسيرا منطقياً و ما لا أصل فيه الى فهم سأتقبله بلا نقاش ، ليس تفضلاً منى حاش لله و لكن إيمانا و يقينا منى ان الله سبحانه و تعالى لم يخلق شىء صدفه و لا شىء فى الكون وجد هباءاً ... ما عاذ لله.
و من الأمور التى استوقفتني كثيراً و رأيت انها من اروع الا شياء فى الوجود هو خلق الله ، للشىء و ضده
فنرى الشمس و القمر، النهار و الليل
البر و البحر ، الارض و السماء
الصيف و الشتاء ، الربيع و الخريف
المد و الجزر ، الماء و النار
و غيرهم من المضادات الكثير و الكثير
التى تضفى على الحياة معنى
لان مضاد الشىء أى نقيضه او خلافه ، يرسخ المعنى و يقوى من قيمة شىء على الاخر
و ما يجعل تلك الحقيقه غاية فى الروعة و الإبداع ، اننا قد نستمد و نستنتج من خلالها قاعده أساسيه فى الحياه وجب تطبيقها ، لانها تؤدى تباعاً الى القناعة و الرضا بكل ما قد تجلبه لنا أقدارنا
دعونى أفسر و أوضح اكثر ، لعلى أقرب إليكم وجهة نظرى .......
أليس شعورنا بالبرد القارس ، هو ما يزيدنا اشتياقاً للدفأ ليحتوينا بين أحضانه
أليس الظلام بقسوته و جهله هو ما يجعلنا ننتظر بلهفة بذوغ النهار لنبصر و نعى جمال الكون من حولنا
أليس الحزن الذى يسكن القلب أحياناً ، هو ما يحفزنا ان نسعى وراء ذلك الذى يبدله فرحةً
فلولا دموع الحزن لما عرفنا لدموع الفرح طعماً
و لولا البعد عمن نحب ،لما انتظرنا بشوق لقاء يروينا مزيدا من العشق
و لولا الالم الذى يعتصر صبرنا ،لما فرحنا بذلك الذى ياتينا بعد طول غياب
ليلمس بيده جروحنا فيشفيها
و لولا مرار الوحده الذى تجرعناه سماً ايام و ليال ، لما كانت الصحبة الطيبه ترياقاً و شفاء
قِسْ على ذلك كل ما يمر بك من محن و أعلم انها زائلة لا محاله
فإن حكم الله نافذ و سيبدلها يوماً هناء
فقد وعدنا الله عز و جل فى كتابه العزيز وان وعد الله حق
"ان مع العسر يسرا"