عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب: اليوم العالمى للمرأة

نورهان حاتم البطريق تكتب: اليوم العالمى للمرأة
نورهان حاتم البطريق تكتب: اليوم العالمى للمرأة

هو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام وفيه تحتفل المرأة بانجازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية عالميا وجاء هذا اليوم على اثر عقد اول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمى والذي عقد في باريس عام 1945.



ويعتبر هذا اليوم في بعض الدول مثل الصين وروسيا إجازة رسميه للنساء .ولكن يتلخض هذا اليوم في مصر في جمله واحدة ( عمله اكل ايه النهارده علي الغدا) والسؤال هنا اي إنجاز تحتفل به إنجاز الجواز وﻻ تربية العيال فهي مهما تصل من مناصب ومهما تتولي من مسئوليات يظل هناك سؤال واحد يتردد على اذنيها وهو ( مش هنفرح بيكى بقا) فهي تربت في بيت تسمع فيه ( اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ضلع-يا مخلفه البنات يا شايله الهم للبنات ) فنحن نعيش في مجتمع يري اننا ناقصات عقل ودين فإذا كانت تعمل وتطبخ وتذاكر ﻻوﻻدها وتتابعهم في المدرسه وتذهب بهم الي النوادي .

فماذا كانت ستفعل اذا كانت بكامل عقلها . عن اي يوم نتحدث ومازالت المرأه تتعرض لتحرش يوميا وانتقادها بصوره مستمره مثل ( البسي واسع شويه - امشي عدل ) وأصبحت هي المذنبه وهو الضحية والمجنى عليه.وعلي الرغم أن قانون التحرش ينص علي السجن لمدة تتراوح من 6شهور إلي 5سنوات وغرامة قد تصل إلي 50الف جنيه .إلا أن عدد البﻻغات قليل جدا مقارنة بنسبة التحرش الموجوده في الشارع المصري والسبب في ذلك فوبيا (الناس قالت والناس هتقول - انتى عايزة تفضحينا وتجبلنا الكﻻم) وغيرها من العادات والتقاليد التى وضعتها العائﻻت المصرية لتعرقل بها بناتها وتحجم بها حريتهم كذلك الفتاه التى تأخر سنها في الزواج تواجه معاناه كبيره في مجتمعها الشرقي وكأنها مجرمه تستحق العقاب فالمجتمع كله يجلدها بنظراته وألفاظه الجارحة باعتبار أن وراء هذا التأخير سبب قد تكون ( معيوبه) فنحن اسرع الناس في إصدار أحكام كالرصاص على غيرنا دون المراعاه لمشاعر غيرنا وسلب حقها في اختيار الشريك المناسب لها أما عن المرأة المطلقة فهي( كالبضاعه المستعملة ) وبالتالي فهي مباحه لكل الرجال فعندما يعرف انها مطلقه يدرك بأن أبواب الزواج العرفي تفتح له ﻻنه تربي أن الزوجه المحترمه ﻻتطلب الطﻻق من زوجها فهي أمام خيارين يا أما ان تستمر في زواج فاشل و تستسلم لضياع عمرها من أجل موروثات خاطئه اخترعها المجتمع ليسلسل بها نفسه يااما أن تخرج لمواجهة مجتمع يكشر عن أنيابه لها بمجرد معرفه حاﻻلتها الاجتماعية الموجوده في البطاقه اما عن المرأة الكادحه والمناطق االنائية فالضرب المبرح والإهانة والايذاء النفسي روتين حياتها الزوجيه والاغرب من هذا انها تجد له المبرر لما يفعله معها ( أصل انا اللي عصبته بس هو طيب-مش مخلينى عايزه حاجه انا والعيال-مش بيأكلنا ومكفينا) وكأنها بقره في مزرعه مواشي هي تري أن الإهانة بمثابة ضريبة واجب الدفع مقابل الأكل والشرب.

فإذا بحثت عن البيت التى نشأت فيه البنت ستجد انها رأت أمها تتعرض لضرب وتسكت وكذلك جدتها فهي جيل يورث الجيل اللي بعده أن الكلمه الأولي والأخيرة للرجل وتدعيم فكره أن المجتمع ذكوري بطبعه ولقد كشف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن نسبه مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي 23.1 في عام 2011، وان معدل البطالة بين النساء بلغ أكثر من 4 أضعاف بين الرجال في عام 2010، وأن نسبه المقيدات في الجداول الانتخابية يصل إلي 41% في حين أن نسبه الرجل تصل إلي 59%.

فبعد هذه الدراسه أدركنا لماذا ﻻيطالب الرجل بيوم عالمى لنفسه ﻻنه يعى جيدا أنه يمثل القوه العظمى في المجتمع وانه صاحب الهيمنه الاكبر في كافه المجالات .

فهذا اليوم مجرد برواز جميل لصوره تحمل بداخلها مبادئ عدم المساواة وعدم الإنصاف للمرأه. ومن المفترض أن الافﻻم السينمائية والدراما التلفزيونه هي الجهة المنوط بها لتصحيح عادات وتقاليد المجتمع .

ولكن يبدو ان صناع الافﻻم والمسلسلات كان لديهم نفس الفكر العقيم اتجاه البنت المصريه .

فهناك العديد من الافﻻم التى رسخت لفكره التميز بين الولد والبنت ونذكر منها فيلم( اخواته البنات ) حيث كان ( الفنان محمد عوض)يجسد دور الولد الوحيد علي أربع البنات وكان يتعدي عليهم بالضرب والإهانة لمجرد أن أمه( أمينه رزق ) كانت تزرع بداخله ان مفهوم الرجوله ان يتدخل في شئون حياة اخواته الخاصة وﻻيجوز ان تتنفس واحدة منهم دون إذنه.

وفيلم ( الطالبات) ( للفنانه ماجده) الذي اخذت تبحث عن مهرب من اضطاد أمها لها وتحكمات اخوها التعسفيه الي ان وجدت الحل في أن تتزوج (الفنان زكي رستم) باعتبار انه الشخص الوحيد الذي كان يلبي لها احتياجاتها ويوفر لها كل سبل الراحة فوافقت علي الزواج من ( عمو عزيز)الذي كان عمره يزيد عن عمرها ثﻻث أضعاف وبمجرد الزواج تحول الأب الحنون الي زوج ظالم مستبد .

ومسلسل ( عايزه اتجوز) للفنانه ( هند صبري) الذي جسدت فيه دور( عﻻ ) الذي كانت تبحث عن عريس قبل أن تصل إلي سن الثﻻثين .

وتغافلت الدراما تماما عن انها دكتوره صيدﻻنيه وعن دورها في المجتمع والبرامج السياسية التى تزعم أنها تنير العقول وتعمل على تشكيل الراي العام ساعدت في ظهور بعض من يدعون الاسﻻم ( المتاسلمين ) من خﻻل منابرها لنشر أفكار مسممه مثل اعﻻن رفضهم ان تتولي المهندسه ( ناديه عبده) منصب محافظ البحيرة باعتبار أنها سيده وﻻيجوز ﻻمراه أن تتولي إمارة .

وأن مقياس عفه البنت هي الختان. ويجوز للبنت أن تتزوج وهي في عمر الثمانيه وغيرها من الأفكار التى تؤكد أننا نعيش في العصر الجاهلي وليس في القرن الواحد والعشرين حتى الاعﻻنات التجاريه لن تخلو من اهانه المرأة فظهرت اعﻻنات لمنتج زيت في شوارع القاهرة يحمل اسم ( انتى عانس! ؟) فالاعﻻن يحتاج إلي ألفاظ تجذب المستهلك وليست ألفاظ تجرحه .

فهل يدرك صاحب الفكره أن القوه الشرائيه ستكون من النساء أقصد من العوانس اما عن جمعيات حقوق المراه فهي جميعات شكليه حماسها يتلخص في الشعارات وﻻ يوجد لها اي دور فعال في المجتمع فهي عبارة عن ندوات يتم بثها على شاشات التليفزيون وعمل لقاءات مع رؤساء الجمعية فقط ﻻ غير بل بالعكس ظهرت جمعيات مثل جمعية ( سي السيد ) تناهض جمعيات حقوق المرأة وتناصرالرجل وتطالب بعودة عصر( أمينه وسي السيد ) وهذا مافعلته عروسه في ليله زفافها فبدﻻ من أن تكون ملكه متوجه في مثل هذا اليوم قامت بغسل رجلين زوجها في الكوشه علي مرئ ومسمع الناس فهي تربت على هذه المبادئ وهي أن أمها امينه وابوها سي السيد .

فإذا أردت أن تنصف المرأه ﻻتحتفل بها في يوم ولكن اجعلها تشعر بالاحتفال طوال والسنه واعدل كفه ميزانها المائل واعطها كافه حقوقها مثل الرجل.

فالمرأة هي البنت التى تغتبرب لتعيش في سكن الطالبات بحثاً عن العلم وتسافر أيضا من دوله لدوله اخري من أجل منحه دراسية بحثا عن مستوى تعليمى افضل .فالمرأة هي التى تلعب الدورين الاب والام في حاله سافر الاب. وﻻ ننسي دور المرأة المعيله التى تصل نسبتها اإلى 26% اي مايقرب من الثلث.

فالمرأة هي نصف المجتمع وهي التى تربي النصف الآخر فقبل أن تتلفظ بلفظ يهينها أو يقلل من شأنها تذكر دائما انها امك التى كانت السبب في وجودك في الحياه وهي اختك التى تقاسمت معك كل أطوار حياتك بحلوها ومرها وهي زوجتك التى تشاركك في تكوين أسرتك وهي الابنه التى ستكون عكازك في شيخوختك.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز