عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سمية عبد المنعم تكتب : الذئب

سمية عبد المنعم تكتب : الذئب
سمية عبد المنعم تكتب : الذئب

الوقت ليل،والليل يعنى أن يسود البيت كله ظلام حالك .هكذا عودهن الاب،وهكذا اعتدن عدم الاعتراض.



ثلاثة أجساد أنثوية فائرة تختبيء بين الأغطية وتغوص مرتعدة ، ينطلق صوت خطوات مترنحة تقترب من باب حجرتهن ،تكتم كل منهن أنفاسها ،وتخنق دموعا تتزاحم في الاحداق.

صرير الباب يعلن موعد الليلة ،والليلة ككل ليلة ،يزداد تكور الاجساد وتشبثها بالفراش ،تنتهي الخطوات عند أطراف السرير،تمتد يدان غليظتان تتحسسان الاجساد في شبق وقح ، والقهر يسكن الصدور، واليدان تطولان، تقارنان،تزنان،وتقرران.

وتسحبان ...

هذا الجسد أكثر ملاءمة لمزاج الليلة،"الصنف إياه" كان ثقيلا يحتاج لتلك البضة.

الارض مضجعهما ،بجانب السرير ،لا حاجة لمغادرة الحجرة، اليدان تكملان طريقهما ،فثياب تخلع وقلب تمزق ، والانفاس تكتم اكثر.

ينسحق الجسدان الاخران فوق السرير ،وتدفن كل منهما وجهها تحت الغطاء ،والاذان تصم...رغما عنهما  تصم. 

على الباب تقف الأم،تغرق قلبها ووجهها دموع القهر والذل .تشيح بوجه مهزوم عن مشهد الجسدين.

تنظر ثانية في لوعة وتصرخ:

_ كفى ...إنها ابنتك أيها الكافر.

نطقت بها ،رغم معرفتها نتيجتها نطقت بها .

وككل ليلة...ينهض الاب كثور هائج يمسك بشعر الأم ويجرها كبهيمة ، وبسلاسل حديدية يقيدها الى السرير ،ويعود ...أمام عينيها يعود.

لم تكف عن الصراخ، ولم يكف عن المضاجعة.

تجذب الصرخات أطفالا ثلاثة ينطلقون في فزع إلى الحجرة ،ينظرون إلى المشهد ولا يفهمون ،يظن احدهم ان أباه يضرب أمه، فيصرخ "بابا ...ماما"

تختنق اللوعة في عيني الابنة وتدفن عينيها بين جفنيها في الم ، تصرخ الام المقيدة في الطفل:

_ لا تقل بابا ...بل هو جدك  ..بل ابوك...جدك.

وتظل تردد في هيستريا وصراخ الأطفال يعلو والمشهد كما هو.

اخيرا ينتهي الاب ، يغادر الحجرة كثور انهكه طول الصراع في الحلبة.

تنهض ابنته والذل يغرقها..وككل ليلة ...تنطلق لتفك قيود امها وتنتحب بين يديها .

وتهرع الفتاتان الاخريان كل نحو طفلها ، تحتضنه وهي لا تدري أتحبه لانه ابنها أم تكرهه لانه نتاج رعونة وغدر ابيها ....

يدركن انه ولأول مرة ينسى تقييدهن جميعا ...يتبادلن نظرات ذات مغزى وتطلق الام نحو غرفته نظرة يغرقها الكره ..توميء البنات الى أمهن في تفهم و...وينهضن.

يمسكن بالسلسة الحديدية ونحو غرفته يتوجهن .

أربعة أجساد تلتحف بالغضب و....والإصرار.

لوهلة لم يفهم شيئا ،كانت المفاجأة أثقل عليه من قدرته على التفسير وهو المعتاد على اذلالهن وتعذيبهن دون أن تجرؤ إحداهن على الاعتراض ، فما الذي يحدث؟!

تتكفل الأم ومعها اثنتان بشل حركته بينما تقوم الاخرى بتقييده الى السرير ...هكذا كان الأمر أسهل مما توقعن.

تنطلق صرخاته دون جدوى ...مثلما كن يصرخن تحته كل يوم دون جدوى.


١١‏/٣‏/٢٠١٧، ٤:٢٨:٠٥ م: Abdelgawad Abokab: ماذا سيفعلن بي ،هل يقتلنني ،هل يعذبنني كما كنت أفعل بهن؟

تتبادل أربعتهن نظرات انتقام ،تسرع إحداهن إلى المطبخ وتعود بيدها أربعة سكاكين ،يشهق الاب في فزع وقد فهم ما ينتوين فعله،يصرخ برعب،لكن صرخاته لا يسمعها أحد ،فأمام اعينهن تجسدت مشاهد الذل والقهر والعار التي قاسيناها على يديه النجستين سنين طوالا.

يقتربن وكل منهن تشهر السكين في إصرار و....

وينهلن عليه في قسوة ..وينهلن ..وينهلن

مع كل طعنة يحررن أرواحهن من ذل سكنهن طويلا.

تنفجر الدماء من كل موضع به وتسقط رأسه فوق كتفه إعلانا  لموته ومازالت الطعنات تقطع لحمه وتشق عظامه..

وتقطع...
وتقطع.
 


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز