عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد مطش يكتب: الملاذ الآمن

محمد مطش يكتب: الملاذ الآمن
محمد مطش يكتب: الملاذ الآمن

حالة من القلق والدهشة والحيرة تنتابني حينما اتجول بشكل عشوائي وفى مواعيد مختلفة من اليوم وارى معظم المقاهي ممتلئة بفئات عمرية متعددة ولكن يغلب عليها التواجد الكبير للشباب من الجنسين . وأتساءل دائما ما هذا الكم الكبير من الشباب ماهي الاسباب والدوافع التي تجعلهم متواجدون في مثل هذه التجمعات الغريبة التي يغلب عليها النميمة والافراط في استخدام الألفاظ السيئة والسلوكيات الفوضوية بعيدا عن روح ولاذه التواجد في النوادي الرياضية او المقاهي الثقافية او المراكز البحثية او حتى في عملهم اليومي اثناء فترة العمل. وجدت نفسى اقترب من هؤلاء الشباب اتابع لسوكهم اسمع لآرائهم عن ما يحدث ويدور حولهم ارى تصرفاتهم فوجدت ان الاسباب عدة ولكن قد يكون الدافع الرئيسي لهم من التواجد وبصورة متكررة على المقاهي هي محاولة منهم للهروب من الواقع ومحاولة ايجاد عالم يخلو من المشاكل والصعاب والتفكير في الانتاج والعمل والمصابرة. وجدت شباب يفتقدون لمعاني وقيم مهمة وكثيرة مثل اعلاء قيم الوطن والاحساس بالهوية والانتماء وجدت ايضا كثير من الشباب يفتقد روح العزيمة على العمل والانتاج والشعور بأهمية ما يقيمون به حتى لو كان عملا محدودا او صغيرا. وجدت شبابا يفتقد القدوة ولكن في الوقت ذاته يرغب في فتح نقاش وحوار مثمراً مع اصحاب الخبرات والعقول الرصينة حتى يستطيعوا ان يعبروا عن انفسهم ويروا تقديرا ممن يتحدثون معه ونتاجا ملموسا لما يطرحونه.  احزنني ايضا وجود فتيات في سن المراهقة ومرحلة التعليم الجامعي يدخنون السجائر والشيشة ضاربون بعرض الحائط قيم ومعايير المجتمع يرون فيما يفعلون شيء عاديا لا يجب الوقوف عليه او حتى اللوم والتقييم. في حقيقة الامر انها مشكلة كبيرة مشترك فيها الاسرة والجامعة والهيئات والمؤسسات المهنية والمراكز والاندية الثقافية والرياضية .  وان كنت ومازلت ارى انه لابد من فتح باب للحوار المثمر والبناء بين الشباب وبين من يعولهم او يتحكم في امرهم ويجب ايضا غرس قيم ومبادئ المواطنة وحب الاخر والانفتاح على ما هو مناسب لنا ومجتمعنا للارتقاء بمستقبل المجتمع واعلاء قيمة الوطن. تتعدد الاسباب والاطروحات حول هذه القضية الكبيرة ونظرا لما تمثله من خطورة على الفرد والمجتمع فكان لابد من طرح عدة تساؤلات اتمنى ان تلقى صدى لدى المعنيين بالأمر حتى لا يقع ابناءنا في مشاكل كبيرة نحن في غنى عنها جميعا. اولى هذه التساؤلات هي لماذا ترك الاباء ابنائهم للتواجد في مثل هذه التجمعات دون عرض البدائل المفيدة والمثمرة لهم ولأوقاتهم؟ لماذا حتى الان لا نرى دورا بارزا وفعال للمنظمات الحقوقية والتي تهتم بحقوق الانسان في الدفع بهم للمشاركة الايجابية والفعالة في المجتمع المدني بدلا من الضياع والانفلات؟ ما هو الدور الرئيسي التي يجب ان تودية وزارة الصحة والمراكز العلاجية  في تقديم برامج توعية لخطورة التدخين على صحة الفرد ومن حوله؟ متى ستنهض الهيئات والمؤسسات الحكومية في مراقبة سلوك موظفيها ووضع ضوابط ومعايير حتى لا يتسكع الموظف  اثناء عمله اليومي ويضيع وقته هباء في مثل هذه التجمعات الفاشلة.؟ كلها تساؤلات تلعب فيها الاسرة دورا كبيرا بالإضافة الى الدور الهام والكبير لمؤسسات الدولة المختلفة. انها ظاهرة اصبحت للأسف عامة واعتقد انه من المفترض حتى لا تتكرر ما شهدنها في احدى الكافتيريات الكبرى بالقاهرة من قتل وفوضى واستخدام سلاح ان نجد البدائل المفيدة والمسلية والممتعة لتكون هي المنفس والمقصد لكثير من الشباب. اعتقد ان للفن بأشكاله المختلفة لابد ان يكون له دور كبيرا للتصدي لمثل هذه الظاهرة المجتمعية بتقديم اعمالا فنية تلفظ التدخين وتحذر من خطورته واضراره. اتمنى ان تكون رسالتي القصيرة قد عرضت الموضوع بشكل بسيط على ان يتدبر كل انسان حاله ويسلك الطريق الصحيح وان يقوم بوضع البدائل له سواء في الاندية او المراكز الثقافية او مراكز الشباب او السينما والمسارح وقاعات العرض المتحفي لتنمية النواحي الرياضية والثقافية والصحية بدلا من جعل الكافتريات والمقاهي هي المأوى والملاذ الامن. 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز