في عيد الام نتذكر أم البطل " زوزونبيل"

كتبت - أمل عبد المجيد

لقب الأم المثالية في عيد الأم يمنح للأم التي صنعت قصة كفاح  من أجل تربية أبنائها  ، لكنه ليس بالضروري أن تكون هناك قصة كفاح  للحصول علي اللقب فهناك كفاح من نوع أخر وهو الصبر ، الصبر علي فراق الابناء  فهناك أمهات ثكلي فقدن أبنائهم وحرمن من فلذات أكبادهن وتحلوا بالصبر علي فراق أبنائهم وضربوا المثل في الايمان بقضاء الله  وكان صبرهم وتحمل ألام الفراق سبباً لحصولهم علي لقب الام المثالية .

الفنانة  القديرة عزيزة إمام حسن  الشهيرة بأسم " زوزو نبيل "  كانت أماً مثالية فبالرغم من أنها برعت في تجسيد دور الأم القاسية  والسيدة الشريرة إلا أنها غمرتنا بدفيء المشاعر عندما جسدت أدوار الام الحنون بأفلام الزمن الجميل لكنها كانت تخفي بداخلها مشاعر حزن وألم علي فراق وحيدها نبيل ضابط الجيش المصري . الذي أستشهد بحرب 1973 .

زوزو نبيل التي عشقت الفن منذ طفولتها وكان والدها  يرفض بشدة موهبتها الفنية وأصر أن يزوجها في سن 13 سنة لأبن الجيران الضابط "سامي عاشور "الذي أنجبت منه وحيدها "نبيل" لكن زوجها توفي بعد فترة قصيرة من الزواج ليتركها شابة جميلة في 17 من عمرها فأتجهت للفن فعملت بفرقة "مختار عثمان"ثم عملت بفرقة مسرح رمسيس مع "يوسف وهبي " ومنها أتجهت الي السينما وكان أول أعمالها فيلم "الدكتور" 1937  و بدأت مشوارها الفني الذي قدمت فيه للسينما العديد من الافلام الناجحة وكان  لها بالأذاعة المصرية الحظ الاوفر . فقدمت دور" الاميرة شهرذاد "بصوتها الرخيم علي مدار ألف ليلة وليلة بالاذاعة مع المخرج "محمد محمود شعبان "  و لها العديد من المسلسلات التليفزيونية الناجحة .

كما تقلدت عدة مناصب منها الرقيب علي المصنفات الفنية لمدة 3 سنوات وعملت كمدرس لمادة الالقاء بمعهد السينما ، كما عملت كوكيلا للوزارة بالثقافة الجماهيرية .

وبالرغم من نجاحتها الكبيرة إلا أن حياتها الخاصة كان بها الكثير من المعاناة فبعد أن فقدت زوجها الأول وهي لاتزال صغيرة السن تزوجت بأخر وكان لديه زوجة وأبناء وعلي غير المعتاد طلبت من زوجها أن يحضر زوجته الاولي وأولاده للعيش بمنزلها ولم تكتفي بذلك بل زوجت أبنها الوحيد  لأبنة ضرتها وذكرت  في أحد الاحاديث الصحفية أنها ترفض مصطلح  ضرة لكن تعتبرها شقيقة لها . وتألمت بشدة عندما فقدت أبنها الوحيد نبيل الضابط بالجيش المصري الذي أستشهد بحرب 1973 وحملت لقب" أم البطل"  لكنها فضلت أن تتفرغ لتربية أبنائه الثلاثة ورعاية أسرته وتركت التمثيل فترةطويلة لكنها عادت عام 1989 لتستأنف نشاطها السينمائي مرة أخري وكانت تؤمن بأن الفنان الحقيقي لا يبتعد عن الفن ألا بالموت ، وتركت الحياة في 3 مايو 1996 بعد مشوار فني أمتد لأكثر من 50 عاماً وكان أخر أعمالها فيلم "المرأة والساطور " والذي عرض بعد وفاتها بعدة أشهر .