رابح محمود: الأعمال الروائية تشهد حالة عبث غير مسبوقة

حوار- أسماء عاشور

-لا بد من تنشيط قصور الثقافة من أجل رفع الوعي والقضاء على التطرف الفكري
-الدراسة الأزھریة لھا تأثیر عظیم على كتاباتى
-رسالة من عالم آخر تحكى قصص النمل في التاریخ في إطار فلسفي
 
ما بين الرواية والقصة القصيرة تنوَّعت أعماله التي صدرت له حتى، كان آخرها "رسالة من عالم آخر" التي شارك فيها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، لديه القدرة على الوصول بالقارئ لأعماق الفكر والفلسفة فهو يجيب من خلال أعماله على الأسئلة الوجودية، واستطاع في وقت قصير أن يصل لجمهور كبير من خلالها، هذا هو الأديب والكاتب رابح محمود الذي التقته "بوابة روزاليوسف" وأجرت معه هذا الحوار:
 
حدثنا عن رابح محمود؟
رابح محمود، خریج كلیة اللغة العربیة جامعة الأزھر عام 1999، نشأت بقریة غمازة الكبرى التابعة لمحافظ الجیزة، لي عشرات المقالات والقصص القصیرة المنشورة بالعدید من المواقع الإلكترونیة، وفازت إحداھا بمسابقة "صدى البلد" في المقال وھي "مصر 54 وفضیحة لافون"، ولي كتابین الكتاب الأول "الزنقور" وھو عبارة عن نصوص قصصیة، والكتاب الثانى ھو "رسالة من عالم آخر" وھى روایة تنضم إلى الأعمال التى تسرد قصصھا على ألسنة الحیوان أو الطیر.
 
ھل أثرت الدراسة الأزھریة على كتاباتك؟
لا شك أن الدراسة الأزھریة لھا تأثیر عظیم على كتاباتى، تترك أثرھا بین الحین والآخر فى النصوص التى أكتبھا والقضایا التى أثیرھا، وعلوم الشریعة الإسلامیة من تفسیر وحدیث وفقه وتوحید، علوم غنیة بالتراكیب اللغویة الدافعة للإبداع وھى غنیة بالأفكار التى تثیر العقل وتؤید المنطق، والمنھج الوسطى للأزھر یحمل فى ثنایاه أسباب قوته وبقائه وتأثیره وأثره.
 
من أین استوحیت فكرة كتاب "رسالة من عالم آخر"؟
الروایة تحكى قصص النمل في التاریخ في إطار فلسفي یھدف إلى نشر السلام على الأرض، والنمل عالم مثیر مدھش، یعیش حیاة أشبه ما تكون بحیاة الإنسان، وقضیة السلام قضیة أثارت المفكرین والفلاسفة على مر التاریخ، فالمدینة الفاضلة كانت وما زالت ھى حلم یرواد المثالیین فى كل الدنیا.
ومن الآیة التى تحكى قول النمل لقومھا فى قصة النبى سلیمان "یا أیھا النمل ادخلوا مساكنكم لا یحطمنكم سلیمان وجنوده وھم لا یشعرون" كانت
فكرة الروایة، ففى الآیة دلائل واضحة على ما لدى ھذا المخلوق من علم وفھم وإدارك مثیر للدھشة.
 
كيف يتصدى الأدباء والكُتَّاب لانتشار "لغة الفرانكو" خاصة في ظل تأثيره على ھويتنا العربیة؟
ھذه إحدى الظواھر السیئة التى انتشرت فى مجتمعنا، والكاتب له دور عظیم فى التصدى لھذه الظاھرة، فاللغة العربیة لغة ثریة بعوامل الجذب، وثریة بعناصر الجمال والإبداع، وھى كفیلة بالقضاء على ھذه الظاھرة إذا تم تقدیمھا للقارئ بالصورة التى یتقبلھا ولا ینفر منھا، البعیدة عن التقعر والتشدق، لذلك ینبغى على الكاتب أن ینحى الكتابة بالعامیة جانبًا، وألا یلجأ إلیھا إلا فى حدود الضرورة فقط.
 
حالة الزخم الروائي التي تشھدھا الساحة الأدبیة في السنوات الأخیرة ھل یواكبھا حركة نقدیة موازیة؟
الحقیقة أن الأعمال الروائیة في الفترة الأخیرة تشھد حالة من العبث لا مثیل لھا، ومن الصعب أن تلقى كل ھذه الأعمال رؤیة نقدیة لھا، على الرغم من المجھود الذى تبذله بعض الحركات النقدیة مثل "الحراك الثقافى" إلا أنها ليست لديها القدرة على نقد كل ھذه الأعمال. یقوده بعض الأدباء الشباب، وبعض الصالونات الأدبیة.
 
كیف یمكن توجیه الشباب من أجل رفع مستوى الوعى والتنویر؟
لا أجد وسیلة أفضل من القراءة، ومن نشر الروح الثقافیة بین الشباب وتیسیر كل السبل لذلك، بدعم الأعمال الجیدة ونشرھا، وإحیاء المناسبات الثقافیة، وتنشیط قصور الثقافة حتى تقوم بدروھا على الوجه الأكمل وھي كفیلة برفع مستوى الوعى والتنویر والقضاء على أفكار التطرف.