د.جيلان خالد تكتب :"الجوهرة المكنونة "

ما بين فتاة ذابت مشاعرها رقة وفتاة تجمدت مشاعرها فلم تعُد ملامحها تُظهر ما بداخل قلبها من إحساس ..

ما بين فتاة كساها الخجل لدرجة غير محمودة تجعلها تُذنب فى حق ذاتها و فتاة تبجحت عيناها فلم تعُد بها ذرة للحياء ..

ما بين فتاة لم تعرف يوماً في طفولتها للدين معناً غير التشدد وأخرى لم تسمع حتي بكيفية الصلاة الصحيحة ..

توجد واحدة ..

فتاة فريدة من نوعها ..

كالجوهرة المكنونة فى هذا الزمان ..

مع كمال أنوثتها إلا أنها قررت أن تُحافظ عليها منتعشة بين يدى حبيبها تحت أعين الله فى حلال يدوم ببركته ..

مع رقة مشاعرها إلا أنها تُحكِّم فطرتها النقية و عقلها قبل أى فعل ..

مع حياءها الشفاف الذى يكشف فيها عن جانب آخر من كمال أنوثتها ..

 -فالأنثى لا تكتمل جمال أنوثتها  بدون الحياء كما أن الرجل لا تكتمل رجولته إلا بالحياء-

إلا أن حياءها لا يتحول إلى خجل مصطنع .. يمنعها من تحقيق  ذاتها وأحلامها فى الحياة ..

مع صراعها في الحياة في كل درب .. إلا أنها قررت ألا تري غير الله مبتغى من وراء كل هدف ..

فالدين عندها أعمق بكثير من صلاة تُمتم بها الشفاه بدون وعى القلب لإحساس و معنى يغذي الحياة  بجنة الدنيا ..

 

كوني أنتي سيدتى هذه الفتاة ..

حافظى على روحك بريئة كالطفلة ..

لا تجعلي المسئولية تُنسيكى حق الطفلة التي تحيا بين ضلوعك ..

ولا تجعلي الطفلة تُنسيكى حق المرأة على نفسها من حب وإهتمام لذاتها ..

ولا تجعلي الحياة الدنيا -فهى مهما عظمت دنيا ف المقام مقارنة بالحياة الأصلية المنتظرة أو بمعني آخر الآخرة - تأخذكي فى كل درب وتُنسيكى حق الله على روحك ونفسك ..

 

أنتى أجمل جوهرة مكنونة خلقها الله على أرضه ..

فكونى بحياءك وعقلك وضحكتك وصبرك ..

مكنونة فى عقل وقلب كل من يتعامل معكِ..

كوني ذكرى طيبة فى تاريخ كل من يلقاكِ ولو صدفة ..

فلكى فى درب سيدنا النبي صل الله عليه وسلم أسوة  حسنة ..

 فمع كل ما كان يحمله من مسؤلية ..ومع كل ما كان يحياه من ابتلاءات .. كان بسَّاما .. ليس مبتسم .. لكن بسّام ..

فكونى  واحدة من بنات النبي على حق يا سيدتى .. كونى جميلة :)