عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوي سلامه تكتب : اوعى تبصى وراكى

نشوي سلامه تكتب : اوعى تبصى وراكى
نشوي سلامه تكتب : اوعى تبصى وراكى

فى الطبيعى العباره دى بتتقال لو حد بيعاكس مثلا ً فلازم تكملى السير ومتعبريهوش ، او لو كلب بيجرى وراكى فى الشارع ولو بصيتى وراكى هيلحقك ، او حتى لو مهمومه واليأس مسيطر عليكى فاللى حواليكى دايما يقولو لك بصى لقدام  بعمل وكملى  فمينفعش ترجعى للخلف  ، بس الحقيقه الجمله دى اتقالت فى موقف مختلف تماماً يستدعى الدهشه ويستدعى الحكى عنه .

طبعاً مع ازدحام الشوارع وزياده عدد السيارات الغير طبيعى اللى فجأه حسسنى ان العربيات بقوا يلاقوها فى البخت والا على علب الجبنه البيضا ، ومع ازدياد المسافات لقضاء المصالح ، وللراحه النفسيه والجسديه  وتجنب شدة الاعصاب ،  وتوفيراً للوقت  ، والهروب من الركنات ، والمساهمه فى تقليل ازدحام الشوارع ، ، وتوفيراً للبنزين بقيت ألجأ برغبتى الكامله لاستخدام المواصلات نوعاً ما ، وحسبما يكن طريقى ، وحسبما تكون الوسيله معقوله بالنسبه لى .

فى مدينتى الصغيره  على طريق السويس  يتوفر لنا اتوبيسات تقلنا حتى مصر الجديده او مدينه نصر تبعاً لخط السير المحدد لها ، تذكره هذه المواصله سته جنيهات ذهاباً وسته أخرى للعوده ، ولكنها مريحه وتجد فيها مقعداً بل وأيضا مكيفه ، ولها مواعيد منتظمه واماكن محدده للتوقف ، ووجدتها لطيفه فلماذا استقل سيارتى قاطعه طريق السويس يوميا ً، واعرض نفسى لكل ما ذكرته سابقاً ، ولكن لطول المسافات التى ارغب الذهاب اليها بحثت ايضا عن وسيله تكمل المسافه ، فلم اجد انضف من التاكسى او اوبر او كريم ، فاصبحت استقلهم من مصر الجديده حتى الزمالك او المهندسين بمعنى النصف الاخر بعد النيل ، يتكلف الطريق ذهابا وايابا حوالى مائه جنيه ، والاهم من ذلك الوقت .. نعم فالسير فوق الارض اصبح بالنسبه لى العذاب الكبير ، فنقف بالساعه محشورين على كوبرى ، او نفق، او حتى بسبب تعطيل سير من حادث او ارتباك مرورى ، ثم وجدتنى ادفع كثير يومياً ، بينما لو استقليت سيارتى سيسقط بند التوفير ولكن سأتعب وستثار اعصابى وساتعرض لتلفيات ، اذن ماهو الحل ؟؟

طبيعى لن استسلم واجلس فى منزلى هربا من كل ذلك ، فقررت ان اخرض تجربه المترو ، واعرف محطاته واقارن بينه وبين ماسبق حتى اجد ما يناسبنى ، وبالفعل توجهت لمحطه الكوربه حيث يصلنى اتوبيس منطقتى ، واستقليت المترو حتى العتبه ، دفعت جنيه واحد ذهابا وجنيه ايابا ، انبهرت من النظام والنظافه والراحه والعربات المكيفه ، حتى الناس محترمه هادئه ،  الاهم من ذلك كله انى فى خلال عشر دقائق كنت فى وسط البلد !! لم اصدق حينما قالو لى خلاص دى اخر محطه احنا وصلنا ؟؟ طب انا ملحقتش اتفقد اى حاجه ،وجدت ايضا انى استطيع ان استبدل الاتجاه بنفس التذكره ( ام جنيه ) لاتجه الى حلوان مروا بالجيزه !! كل ده بجنيه ؟؟

وقررت ان استمر فى التجربه واستقليت الخط الاخر حسب ارشادات السير بنفس التذكره ، ولكنى وجدت قطارا كئيباً، مظلم ، مزدحم ، لا تستطع التنفس ولا الوقوف حتى ، وجدت بشر كثيف وكأنه يوم الحشر ، ان لم يكن كذلك فعلا ً ، هو انا كنت بحلم والا ايه ؟؟ ليه كده ، اشمعنى خط مصر الجديده موش كده ، وليه الناس والمحطه هنا وبالأخص الجيزه قذره ، رائحتها كريهه، سلالمها متسخه، الناس يلقون فى الارض ولا يحاولون الوصول لصناديق القمامه ، ليه مافيش رقابه زى محطات اخرى ؟؟ وايه الناس اللى بتشرب سيجاره من سيجاره دى ، طب ذنبنا احنا ايه من الدخان ده ؟؟ والزحمه والكتمه 
رجعت بعدما تفقدت المحطات كلها وانا كلى حزن على انبهارى الاول .

وفى مره اخرى اقترحت علىّ صديقه ان استقل خط حدايق القبه اللى هو ( المرج) اذا كنت اريد الوصول للزمالك وان ذلك افضل وكويس وجميل والكلام ده ، والله يسامحها بقى ، بس هذه المره استقليت سيارتى حتى اصل لهذه المحطه ، لانى كل ده بعمل اختبارات لافضل وسيله مواصلات تريحنى من القياده وللاسباب السابقه الذكر ، وللأسف ، نفس الوضع المذدرى، القذاره فى كل مكان ، حتى لاستطيع ان اركن سيارتى كنت متأففه كارهه للمكان ، المحطه باليه ، المكان غير نظيف شكلا ً ورائحةً ، لا أعرف لماذا يتمسك الناس بالتبول فى الشوارع والمحطات  بهذه الكميات ويتركون منازلهم ، ولفت نظرى الازدحام الشديد فى عدد المنتظرين ، وقفت معهم وسألت لأتأكد عن خط السير ، موش هتكلم عن الباعه الجائلين اللى فارشين ، لا ، خالص ، اصل فيه الاشد بعد شويه .

وقفت ثلثى ساعه كامله منتظره،و وصل القطار مكتظ بالناس ، اشبه بمن ضاق عليه قميصه وبنطاله ، وقفت كما أنا ، معتبره أنه لن يتوقف طبعا ، وساستقل  مابعده ، ولكن لسوء حظى انى كنت اقف فى طرف الرصيف ، انفتح الباب ووجدتنى يُقذف بى الى الداخل حشراً بقوة دفع أتتنى من الخلف ، وعندما حاولت ان التف برأسى ، وجدت كورال جماعى يهتف (متبصيش وراكى اخلصى )، دى موش أغنيه ، ولا ده حلم ، أنا صاحيه ، طب أيه ، ليه كده ، انتو أتاكدتوا الاول قبل ما تركبوا وتحشرونى معاكو ، طيب انا موش شايفه حاجه ، الدنيا مظلمه جداً، طب ازاى نقف كده ؟!!!

جائتنى ردود .. انتى راحه فين ياابله ؟ متخافيش العربيه دى بتاعه ستات فى بعضينا ( وده انيل فى حد ذاته بالمنظر ده ) ، حتى شنطتك وورقك ده على راسك علشان لو وقع هيتمرمط،  وبعدين لقيتنى بأميل ورجلى موش على الارض ، وبعدين صريخ لان الستات مسكت فى بعض ، وبعدين لقيت واحده وقعت من طولها بس علشان مافيش مكان ولا دم ولا اى حاجه سندوها وهى واقفه ، المهم الدنيا ضلمه فعلا ، وبسذاجتى سألت ، هو ازاى النور مقطوع والمترو ماشى ياجماعه ، ده انتوا  هتفطسوا  لو التكييف فضل كده ، فتحول الصراخ الى ضحك هزلى ، تكييف ايه ياابله ، دى اللمبه محروقه ومافيش اصلا  غير المروحه اليتيمه دى بصى فوق ، ونوروا بالموبايل اللى لفت نظرى جدااا، كلهم معاهم موبيلات ومشغولين بيها بالرغم من قرف المكان .

ثم جائنى صوت معرفش منين ، شكله اول مره تركبى مترو ، انتى مال وشك جايب الوان كده ليه وعرقانه ،، طبعا انا استجمعت ثباتى وعملت زى فيلم عسل اسود وكانى بقدم على فيزا للمترو ، وقلت بصوت هادى ، لا طبعا المترو ده مبركبش غيره كل يوم ولولا المترو مكنتش انزل شغل ابدا ، المترو ده روحى ودمى وكيانى ، بس اول مره اخد الخط ده علشان عندى مشوار الناحيه دى ، بس كده ، فردت اااااااه عشان كده بقى شكلك مستغربه قوى ، موش هتكلم عن اللى كانت بتبيع شرابات وطرح وملاقيط وحاجات ازاله الشعر ، وعلى فكره باعت واشتروا ، نفسى اعرف طلعو الفلوس ازاى ؟؟ وقبلها شافو ازاى ، طب كانت تبيع حاجه للعرق وترحمنى 

كل ده انا اخدت قرار فى ثانيه واحده ، ان المترو ده لازم يتحرق بجاز او يحسنوه ، بس ازاى ، قلت لنفسى كل المسافه دى بجنيه ، طيب لو زاد شويه وزودوا عدد القطارات ، فالزحمه تخف ، فيبقى نظيف وفيه نور ، طيب الناس قذره كده ليه فى الخطوط دى ، المحطات عامله كده ليه ، هو موش الناس دى كلها فى القاهره والا ايه ، ليه مافيش غرامات ، ليه المترو الجميل اللى كنت بقول فيه شعر فى خط العباسيه العتبه ، هنا عايزه ارثيه وادفنه ، ياترى هتفرق مع حاملى الموبيلات دول كلهم بلا استثناء ان التذكره تزيد بس يرتاحو ويحسوا بآدميه ؟؟ اهو كلها افكار فى دماغى بس انا موش هركب الخطوط دى تانى خلاص ، المهم دلوقت هنزل ازاى ، وهنا تركت صوتى يظهر لآتسآل ، فجائنى نفس الرد ، اول ما المحطه  تيجى متبصيش وراكى وهنزقك قبل ما الباب يقفل ... وزقونى



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز