عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب : بيزنس دور الأيتام

نورهان حاتم البطريق تكتب : بيزنس دور الأيتام
نورهان حاتم البطريق تكتب : بيزنس دور الأيتام

لماذا لم أكتب هذا المقال أمس احتفاﻻ بيوم اليتيم؟ ﻷن قناعتي الشخصية مدركة تمام الادراك أن هذا اليوم ماهو إلا يوم مزعوم مجرد وهم بنعيشه مثله مثل أشياء كثيرة في حياتنا .



ففكرة الاعﻻن عن هذا اليوم وإظهار الفنانين والمشاهير مع اﻷطفال وتصوير أشخاص لم يمن الله عليهم بنعمة الإنجاب تحث الناس علي التبنى وكفالة اليتيم ما هي إلا اضحوكة نضحكها بها على أنفسنا.

فإذا أردنا أن نبحث عن كذبة إبريل فلن نجد أفضل من جملة أول جمعة من إبريل.

دور الأيتام ماهو إلا مشروع تجاري للكسب المادي و للاستيلاء على أموال التبرعات .فاليتيم ما هو إلا سلعة تستخدمها مافيا الجمعيات لعمل سبوبة من ورائه .

ففي كل جهة معروف لنا أن هناك عدد من الموظفين المرتشين .وأننا أصبحنا نعيش وسط مجموعة مهرة لديهم القدرة البارعة في عمليات النصب والاحتيال .

ولكن لن أصدق أنا هناك موظف أو جمعية استباحت أكل مال يتيم. كيف يضع هؤلاء اﻷشخاص رؤوسهم علي مخداتهم وهو يقدم طعام ﻷوﻻده حرام وهناك طفل بات جائع كيف أحل لنفسه أن يضع علي أجساد أبناؤه مﻻبس هم أحق بها .

أيغفل عن قول الله تعالى( إن الذين يأكلون مال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )(ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا) ولكى تكتمل صورة الوحشية وعدم الإنسانية وانعدام الرحمة من القلوب لم يتوقف اﻷمر على نهب اﻷموال ولكن تعدي إلي انتهاكات وتعذيب للأطفال .

فأنت كمسئول أو كصاحب دار أحللت لنفسك ما حرمه الله واستوليت علي حقه فمن باب الحياء أو حتى من أجل التخلص من شعور اﻹحساس بالذنب أن تعوضه تعويض نفسي وأن توفر له الحياة الكريمة ولكن ﻻ أستطيع أن أتخيل كمية الجبروت التى يتحلي بهاأصحاب الدور فلن يكتفي بسلب الحقوق المادية ولكن تمادى اﻷمر إلي التدمير المعنوي أيضا.

فالمشرفة أو صاحبة الدار هي بمثابة أم بديلة لليتيم فكيف ﻷم تعمل في مكان خيري مثل هذا أن تطلب من الولد أن يلتقط البيض المسلوق من الماء الساخن .أو طفل منهار من البكاء ويطلب الاستغاثة من كل أفراد الدار لكى ينجدوه وهو يقول( ﻻ أريد الاستحمام بالماء البارد ولن أكرر ما فعلته من قبل ) القطة بتحادي على عيالها في عز البرد يعنى تشبها بالحيوان فيه ظلم له.

دي درجة من الجحود ملهاش وصف.وهناك دور أخري تضم الشاب البالغين وأخري للشبات فالتعذيب والإهانة فيه يأخذ شكل مختلف .

فكل دار ولها الانتهاك الخاص بها فالصفة المشتركة في هذه الدور أن كل منها لها تخصص في ذل ومهانة أيتامها .

فالمراهقين من الأيتام قد يقتحم غرفهم الموظفين بالسلاح اﻷبيض والتعدي عليهم بالضرب المبرح وقد يصل اﻷمر إلي الطرد.

وعلي لسان أحد المقيمين ( كل شوية يدخلوا يطردونا عشان عارفين ان إحنا هنرجع زي الكﻻب عشان ملناش دية وﻻ حد هيسأل علينا لو مرجعنهاش ).

إلي جانب التجريح اللفظي الذى يتردد على لسان المشرفين ( أحنا لقيناك على باب الدار-أمك كانت عايزة تخلص منك فجبتك لينا-هو أنت متعرفش أبوك مين)وغيرها من العبارات التى ﻻيجوز كتابتها أخﻻقيا.

وكأن المشرف عرف يختار أبوه وأمه قبل مايجي للدنيا .

أما عن البنات فالوضع كان أكثر خسة وحقارة فهناك بعض الدور كانت بمثابة أوكار مشبوهة وشبكة قذرة تديرها صاحبة الدار من أجل المال وعن أي مال ينفع يأتى على حساب الشرف.

وهناك دور أخري تزعم أنها تخاف الله وﻻ تحب أن يسلك بناتهم سكة الحرام فتقوم بتزويجهم باﻹكراه لكبار السن لمجرد أنه ثري عربي يبحث عن فتاة لزواج منها لمدة معينة ( شهر مثﻻ ) .

فالبنت مجرد صفقة لصاحبة الدارتريد أن تجلب من ورائها أعلي سعروالمسن يتجول بين فتيات الدار ليحصل على أصغر مافيها أمﻻ أن تعيد له شبابه وفي نفس الوقتعندما يريد أن يخلص منها ﻻ احد سيمنعه وﻻ احد سيطالب بحقوقها.

كما أن القانون ينص على أن بمجرد زواج البيت تصبح مسئولة من زوجها مسئولية كاملة وﻻ يجوز لها أن تقيم في الدار مرة أخرى .

يعنى فى حال وقوع الطﻻق يصبح المصير المحتوم للبنت هو الشارع ( موت وخراب ديار) .

كما أن هناك مادة في القانون تقول أنه بمجرد وصول الشاب أو الشابة لسن القانونى يصبح له الحق في أن يمتلك شقة تضمن له الحياة الكريمة حال خروجه من الدار .

ولكن نتيجة جهل اﻷوﻻد بهذا القانون تذهب هذه الشقق في جيوب أصحاب الدار .وفي حال حضور اللجان التفتشية يتم تجهيز أوراق مزورة بتاريخ قديم بأسماء اﻷيتام وذلك لتهرب من الوقوع تحت طائلة .

القانون فإذا كان المسئول يجد في كل مرة مخرج حتى ﻻيتعرض للمساءلة القانونية .فإن المساءلة الربانية آتية ﻻمفر منها. أما عن وزارة التضامن الاجتماعى وهي الجهة المنوط بها والمسئولة مسئولية كاملة عن مراقبة هذه الدورة.

فكل ما تستطيع فعله هو اتباع إجراءات روتينية في حال إثبات انتهاك أو جرم وقع من قبل أحد الموظفين والإجراءات هي وقفه عن العمل وتحويله إلي التحقيق.

والسؤال هنا ماذا بعد التحقيق وما هي أقصى عقوبه ممكن أن تقع عليه سنة أو أثنين أوعلى اﻷكثر ثلاثة.

ده إذا افترضنا أنه لن يحاول أن يسلك الطرق الملتوية بكافة الطرق ﻻنكار فعلته.فالموظف أو المسئول الذي يقوم بكل هذه الجرائم والتعديات ليس من الصعب عليه أن يخرج من التحقيق كما تخرج الشعرة من العجين.

فنحن نطلق علي الدار كلمة ملجأ بمعنى أنه المكان الذي يلجأ إليه اليتيم ﻹيوائه. فهو المكان الذي فتح عينه عليه وﻻ يعرف مكان غيره فهو عالمه الصغير الذي يظل يعيش فيه حتى يخرج للعالم الكبير وهي الدنيا.فكيف لطفل يكون انطبعاته اﻷولي ويكتسب خبرات التعلم ويكون صورة مصغرة للعالم المحيط به أن يكون عالمه بهذه البشاعة والقسوة اللانسانية. فهذا المكان يحتاج إلي دكاترة نفسيين وأصحاب القلوب الرحيمة فاﻷيتام ﻻتحتاج الي مشرفين أو موظفين بقدر ماتحتاج إلي أشخاص تتحلي بالحنان وتكن لهم بر الأمان الذي يتمثل في تعويض النفس عن إحساس الفقد الذين يشعرون به دائما وإشباع الحاجة الملحة الموجودة بداخلهم وهو الاحتياج المستمر ﻷهليهم. فدار اﻷيتام مفتوحة طوال السنة وليس يوم واحد.

فهم بحر ثواب لنا فنحن الذين نحتاج إلي زيارتهم لشعور بالراحة النفسية والطمأنينة أكثر مما يحتاجوا هم إلينا .فمجرد رؤيتهم تشعر أن الله قد من علينابنعمة الأب والأم.أعطاك نعمة السند والأمان دون أن تطلبها فاللهم أطل لنا في أعمارهم.

وﻻ يختلف اثنان على أن الجنة غاية نبغي جميعاً الوصول إليها. فالجنة تتخلص لنا في قول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة -وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى )
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز