عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب : اﻷدمان وتعاطي المخدرات

نورهان حاتم البطريق تكتب : اﻷدمان وتعاطي المخدرات
نورهان حاتم البطريق تكتب : اﻷدمان وتعاطي المخدرات

تعتبر المخدرات آفة انتشرت وتوغلت بين شبابنا بشكل مبالغ فيه.فظاهرة التعاطي تفشت في العالم العربي والإسلامي بصفة عامةوفي المجتمع المصري بصفة خاصة .



فالمخدرات المرض الوحيد الذي كلما حاول المدمن أن يشفي منه يضطر الرجوع إليه بسبب ضعف اﻹرادة.

فهو كالعدوي التى تحاول دائما أن تهاجم جسده لكي تتمكن منه.و إن تمكنت يصعب التعافي منها وقد يكون اﻷمر مستحيل عند بعض المدمنين والسبب وراء ذلك هو قوة تأثيرها مع اﻹرادة المسلوبة من جانب الشخص واﻻستسﻻم التام لها .

فتناول المخدرات أمر غيرمرغوب فيه .ﻷنه لايوجد عاقل يريد أن يصبح مدمنا .و لم نسمع عن إنسان استيقظ من نومه وقرر أن بتعاطي المخدر .

فالموضوع في بداية اﻷمر مجرد تجربة قد تكون لتسلية مع اﻷصدقاء أو لكى ينسي الدنيا و متاعبها أو حتى معتقدا أنه بهذه الطريقة يسرق من الدنيا بعض اللحظات التى تجعله ينسى مسئوليات ومتطلبات الحياة التى ﻻ تنتهي خاصة إذا كانت ظروفه المادية ﻻتتكيف مع متطلبات الحياة باعتباره رب أسرة ومطالب بأساسيات الحياة من مأكل لملبس لتعليم لعﻻج إلي أخره من هموم الدنيا ودوامتها التى ﻻ نخرج منها.

فالمدمن عندما يجرب أول مرة يعتقد أنه صاحب إرادة حديدية وله المقدرة الكافيةللسيطرة على رغباته.

فيظن أنه صاحب القرار في مسألة التعاطي ولكنه في حقيقة اﻷمر هو منساق وراء مخدر أصبح هو سيده وقائده ﻷنه دون أن يشعر ينجرف وراء التعاطي ويقع في الفخ المنصوب له.

فالمخدرات ﻻتقتصر على الطبقات الغنية أو من يملكون المال علي أساس أنهم الفئة القادرة على شرائه فحسب بل بين كل طبقات المجتمع بمختلف مستوياته وطوائفه.

فالطالب داخل المدرسة يتناول المخدرات رغم أنه مازال مسئول من أهله وﻻ يمتلك إلا مصروفه الذي ﻻ يقارن أمام ثمن اﻷقراص المخدرة.

فالمدارس الحكومية مليئة بمدمنين وليس بطﻻب خاصة التعليم المهنى والفنى .

والمدمنين التى تدعي أنها تتعاطى من أجل أن تنسي. ماالذي يريد أن ينساه طﻻب المدراس الدولية وأعضاء النوادي الكبري .

وماهي نوعية الهموم التى يتعايشون فيها وهم طبقة كل طلباتهامجابة.

فلا يحملون هم لمصاريف المدرسة وﻻ يشعرون بالغﻻء من عدمه و ﻻ يقعون في ضائقة مالية ويبحثون عن مخرج لها وعلي أساسها تكون المخدرات مهرب منها.

وسائقين النقل العام والتكاتك في ظل ظروفه الاقتصادية المتدينة فقد يجبر زوجته للخروج للعمل ويحرم أوﻻده من التعليم بحجة أنه غير قادر على مصاريف تعليمهم.

كيف يمنكه شراء اﻷقراص المخدرة التى تجعله يومياً سبب في بحار دماء ﻻتنتهي على الطرقات. مخطئ من يظن أن المخدرات مرتبطة بأصحاب اﻷموال فقط .

فنحن وصل بنا الحال أن نري في شوارعنا طفل عمره سبع سنوات .

قد يكون متسرب من التعليم و يمسح سيارة بيده واﻷخري بها سيجارة.

فهي ظاهرة اجتماعية ﻻتفرق بين كبير وصغير غنى وفقير .

فالمخدراتقد تصل إلي ربات البيوت تحت ستار مسكنات تقضي على ألام جسدها وتعطي لها الطاقة التى تجعلها تواصل يومها من حيث تربية أوﻻدها وتلبية احتياجاتهم وأعمال منزلها من ترتيب إلي تنظيف. ......ألخ.

فالرياضيين الذين هم رمز الصحة ﻻتخلو أجسامهم من هذه السموم من أجل تحقيق الانتصار في مباراة رياضية.

فالمجتمع دون أن يقصد ساعد في نمو هذه الظاهرة وتوحشها فيما بيننا من خلال غياب عنصر الرقابة سواء كان في البيت فأغلب الشباب المدمن ﻻيري أهله إﻻ عند النوم فقد يكون أبوه مسافراً أو حتى موجود ولكنه يواصل الليل مع النهار من أجل لقمة العيش .

إلي جانب أن اﻷم تجهل احتواء ابنها في سن المراهقة. وهناك صفة دائما يتحلى بها اﻷمهات وهي أن كل الشباب يدمن إلا إبنها الي أن تدرك الحقيقة متأخرة بعد فوات اﻷوان.

غياب الوعي الدينى عن الشباب خصوصا في سن المراهقة فقد يكون قد وصل إلي سن البلوغ وﻻ يعرف شيئاً عن الصلاة وﻻيدرك أي أسس دينية يتبعها في حياته اليومية.

فوسائل الإعﻻم تفتقر إلي البرامج التى تخاطب فئة الشباب حتى البرامج الدينية معظمها موجهة إلى كبار السن .

غياب البرامج الطبيبة التى توعي الأهالي كيفية التعامل مع إبنهم حال ظهور أعراض التعاطي عليه.

غياب دور الرقيب في المدرسة متمثﻻ في مدير المدرسة فمن ضمن مهامه أن يمنع المخدرات أن تتخطي بوابة مدرسته وأن يتعامل مع المدرسة على أنها خط أحمر.

وكذلك المدرس فمهمته تقويم سلوك الطالب وتعديل سلوكه وإرسال رسائل غير مباشرة للطالب من خلاله تبين مخاطر المخدرات وتوضحها.

غياب الرقابة في النوادي فﻻبد أن يكون لحارس اﻷمن دور فعال أكثر من ذلك وأن يقوم بتفتيش اﻷعضاء بطريقة جدية ومشددة.

ووضع كاميرات في اﻷماكن المغلقة والتجمعات الشبابية التى من السهل أن تنتشر فيما بينهم فرص التعاطي محاولة منهم للحد من هذه الظاهرة اللعينة.

وهناك نقطة بالغة الخطورة وهي المصحات الموجودة لعﻻج الأدمان داخل مصر.

فالمصحة العﻻجية هي شباك اﻷمل الذي يطل منه أهالي المدمن علي اﻷمل من جديد بعد صدمتهم في إبنهم ولكن قد يكون اﻷمل وهم تعيشه اﻷهالي .

ﻷن المصحة قد تكون معبر آخر لوصول المخدرات إلي المدمنين وقد يكون وراء ذلك ممرضة منعدمة الضمير .

دكتور مرتشي يثاوم المريض ويتﻻعب بأوجاعه من أجل الوصول إلي أكبر قدر من المال.

في ظل غياب مدير المستشفى لفترات طويلة عن المستشفى بسبب انشغاله بعيادته الخاصة مثلاً رغم أنه من المفترض الشخص المنوط به للتخلص من هذه اﻷشكال الضالة وتعيين كوادر تتحلي بالضمير قبل المهنية وفوق كل هذا ﻻبد أن تخضع جميع المصحات للإشراف الجاد من قبل وزارة الشباب والرياضة.

وأن تضرب بيد من حديد على كل من يخالف قواعد المهنة وأن تغلق بعضها فور إثبات حدوث جرم أو خطأ.

فنحن نحتاج إلى قوانين رادعة وحازمة تفرض على كل من يتاجر في هذه السموم أو يرو ج لها .

فكل من يكون سبب في تغيب عقول شبابنا ﻻيستحق سوى اﻹعدام .

فعلي مؤسسات الدولة جميعها أن تتكاتف سوياً وتعمل جاهدة لتحصين شبابنا سواء كان دينياً أخﻻقيا اجتماعياً أو قانونيا حتى ﻻ يكونوا فريسة سهلة لهذه السموم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز