عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «13»

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «13»
تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «13»

«هاشتاج عواجة»



أه «يا عواجة» لو كنت حيا الآن، كنت سترى ابنك العبيط، الذي كان يجلس بجوار الضريح عاري الدبر، صار مذيعا، وكنت ستلوم نفسك لأنك كنت تسب بلاهته، وها هي قد أوصلته لأن يحقق أعلى نسبة مشاهدة بعدما أضحى ثلثي الناس من فصيلته، وللحق ورث منك يا «عواجة» الولد الكثير، فقد صار مخبرا كبيرا لأب كان يعرف أهل القرية جميعا أنه أول من ابتدع لفظ «مرشد»، وأتعجب أن «الإخوان» لم يفطنوا إلى مصدر اللفظ فصاروا يرددوه من منطلق التباهي وهو في الأصل كان لـ«عواجة».

 

«2»

ولأن الواشي لا ينجب إلا واشيا، فكان حتما ولزاما أن يكون هذا الشين من ذاك الشائن.. لا عليك يا «عواجة» فأنت الآن لا يجوز عليك إلا الرحمة، لكنك تعرف أنني تعودت على هجائك، كما تعود الناس على مصافحة ابنك على «قفاه» بدلا من يده، فلا أحد في أي دولة ما يستقبله إلا ويصفعه على قفاه، فيبتسم ابنك.. فيتعجبون لأنهم لا يعرفون السر الذي نعرفه أنا وأنت، حتى تفاجئوا به يضحك في عزاء والدته ففطن البعض إلى أن ابنك يا عواجة غير طبيعيا.. وها هي «الأهرام» تؤكد ذلك في إحصائية نشرتها أن المصريين من 100 عام كان بينهم 374 أبله و 178 بلهاء، تناكحوا وتكاثروا وملأوا الشاشات وصفحات الجرائد ودواوين الحكومة وتقلدوا أعلى المناصب وننتظر إحصائية هذا العام لنعرف كم تبقى من العقلاء.

 

«3»

ولأننا في زمن غير طبيعي نام فيه الجدود وقام القرود، فلا عجب أن يصبح عاري الدبر وأخته من جوقة العمدة.. بل ويدخل الدوار ويلتقط «السيلفي» مع شيخ الخفراء، «يفرد الحصيرة ويجلس في الحضور مجلس المتحدث» وصار يشي بالناس في العلن بما يسمى «هاشتاك عواجة» و«تويتة ابنه» بعدما كان يشي في الخفاء، فالآن لم يعد «التبجح» يتوارى بعدما بات مغنما.. فالمتبجحون وحدهم يفوزون بالكراسي والمناصب، وصار شرطا أن تقدم مع إقرار الذمة المالية، شهادة تفيد أنك كنت في كثير من الأحيان «بجح»، كأن تكون أبلغت عن أحد أقاربك فتصبح صحفيا، أو أن تجتاز اختبارات هماز مشاء بنميم فتكون مذيعا لولبيا حنجوريا، وتنفتح لك أبواب المال والسلطة.. أو أن تشهد أن أرض جدك ملك لجارك وتحرر بذلك كتابا وتسوق البراهين، ومع ذلك يا «ابن عواجة» ورغم تحطيم الثوابت يبقى ابن العمدة هو ابن العمدة، حاجز ما في نفسك ومن على شاكلتك، يجعل عينيك دائما مكسورة أمامه، تكون صغيرا صغيرا إلى حد التلاشي.

 

«4»

فيا سيادة الرئيس.. أي رئيس الآن أو بعد الآن.. أولاد عواجة خطر على الوطن، إذا كنتم حريصون عليه كما تقولون، الكلاب النباحة مأجورة.. اليوم تنبح لكم وغدا تنبح ضدكم، من لا عقل له خطر عليكم.. فلا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلّا التنفيذ.

نحن الوطن إذا أردتم أن تعرفوه حقا.. ما زال هناك من لا يباع ولا يشترى.. من لديه كلمة حق يقولها، فافطنوا.. فهؤلاء غشاوة تحجب عنك رؤية المخلصين من أبناء الوطن، ليس كل من يعارضكم خائن.. فالقضية ليست أنتم.. إنها مصر.. مصر التي ليست في بلاط الحكم ولا خلف الشاشات ولا في القاعات المكيفة.. مصر العشة.. مصر الغلابة.. مصر الأرض.. مصر الفلاح.. مصر العرض.. مصر الشجاعة.. مصر المرجلة.

 

«5»

وضعت الورق في درج المكتب بعدما قلبت فيه، وكان يحمل رائحة «الخال»، أشعاره.. رثائه لأقرانه.. فرحه.. غضبه.. غصات حلقه.. وشطحاته.. وهنا أيقنت لماذا يهاجم «ابن عواجة»، الخال ، فأجبت على سؤال جدي وهو «إيه حكاية هاشتاك عواجة ومجيبه سيرة خالك»، فحكيت له الحكاية، فطلب مني إحضار ورقة وقلم.. وأخذ يملي علي:

«من غير صباح الخير.. يا «ابن عواجة».. ومنين هيجي الخير والركب معتليه الأسافل.. وإذ استوت الأسافل بالأعالي فيبقى على الدنيا السلام، إحياة عواجة أبوك اللي كان مطية مش نقصانة الزريبة بهايم.. قال هشتاك قال.. أه يامـ....»

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز