عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"الأعلى للثقافة" يناقش صورة المرأة فى قصص الأطفال

"الأعلى للثقافة" يناقش صورة المرأة فى قصص الأطفال
"الأعلى للثقافة" يناقش صورة المرأة فى قصص الأطفال

كتب - عبد الجواد محمود

أقام المجلس لأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هيثم الحاج على القائم بتسيير أعمال المجلس، مساء أمس، مائدة مستديرة تحت عنوان "صورة المرأة فى قصص الأطفال"، نظمتها لجنة ثقافة الطفل،  أدارتها مقررة لجنة ثقافة الطفل وكاتبة أدب الأطفال فاطمة المعدول، بمشاركة وحضور نخبة من الأدباء المختصين فى مجال أدب الأطفال وهم: الكاتب يعقوب الشارونى، والناقد الدكتور محمد سيد عبد التواب، والكاتب محمد مستجاب.



بدأت الكاتبة فاطمة المعدول الحديث، مؤكدة على أهمية طرح هذا الموضوع للمناقشة بتلك المائدة المستديرة، خاصة أن العام الجارى هو عام المرأة المصرية، ثم انتقلت الكلمة للأديب يعقوب الشارونى، الذى أعد دراسة تضمنت موضوع المائدة، وقد حملت عنوان "تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى" وعلى وجه خاص "تطور صورة المرأة والطفل فى أدب الأطفال المصرى والعربى"، حيث أكد الشارونى على الصورة السلبية للمرأة فى كتابات رواد أدب الأطفال العربى، وهى تلك الصورة التى دائمًا ما تظهر المرأة فى ثوب الخاضعة والمستسلمة، التى لا رأى لها، ويقتصر دورها على تلبية طلبات الرجل.

وعزز الشارونى آراءه تلك بمقتطفات من بعض قصص الأطفال، مثل قصة "الفأرة البيضاء" بقلم عادل الغضبان، واصفًا تلك القصة بأنها تؤكد على فكرة الطاعة العمياء باعتبارها فضيلة، وتدور أحداث القصة عن طفلة ماتت أمها، فتولى والدها تربيتها، وهذا الأب اسمه "حريص"، مشيرا إلى أن اختيار اسم الأب هذا له دلالة عميقة، ثم أبدى الكاتب يعقوب الشارونى ملاحظته لتلك الجملة التى تؤكد حديثه السابق حول الصورة السلبية للمرأة، وقد وردت فى أولى صفحات تلك القصة وتتحدث عن الطفلة بطلة الرواية: "كان كل همه أن ينتزع من نفسها رذيلة الفضول التى كانت تصيب أكثر الناس، فما كانت تخرج أبدًا من حديقة المنزل المحاطة بالأسوار، ولا كانت ترى أحدًا غير والدها"، وأكمل الشارونى حديثه مؤكدًا أن القصة تضيف أيضًا عن البطلة أنها: "قد ألفت هذا الصنف من العيش وأحبته"، ثم انتقل لآخر صفحة بالقصة مشيرًا للجملة الآتية: "وشفيت وردة من رذيلة الفضول"، وأضاف الشارونى أنه هكذا تؤكد تلك القصة أن الطاعة العمياء المطلقة تعد فضيلة، يجب أن تتحلى بها الإناث!! كما تؤكد أن الفضول أو حب الاستطلاع والبحث عن المعرفة، رذائل يجب على المربى انتزاعها من نفوس الصغار، وأنها تعيب أكثر الناس، ولابد من الشفاء من هذه الصفات!!

أما عن ما تحتويه مؤلفات أدب الأطفال حديثًا، فتناول الدكتور محمد سيد عبد التواب من خلال كتابه "صورة المرأة فى أدب الأطفال"، صورة الفتاة التى تواجه مشكلات مجتمعها، وتجد لها الحلول بنجاح، وأضاف عبد التواب تحديدًا عن دور الفتاة فى رواية "مغامرة زهرة مع الشجرة" للشارونى، حيث أن "زهرة" هى تلك الفتاة التى تعد بطلة الرواية، وهى فى الثانية عشرة من عمرها، وتتصف بالشجاعة ومعرفة حقوقها، وتحمل المسؤولية، والقدرة على مواجهة الصعاب، كما أن لها دور قيادى كبير برغم صغر سنها، فتتمسك بالدفاع عن قضيتها متحدية الكبار بعالمهم، إلى أن تنتصر فى النهاية، وهو ما يؤكد على التغير البارز للصورة السلبية للمرأة بكتابات رواد أدب الطفل الأوائل، ويضيف عبد التواب أن أعمال الشارونى تمتاز باهتمامه بالفتاة وإبراز دورها الإيجابى فى الحياة، كما أنه يجعلها شخصية محورية فى أعماله.

كما أشاد الشارونى بقصة "فلة تتذوق الفنون" للكاتبة فاطمة المعدول، موضحًا أن بطلة القصة هى الطفلة "حبيبة" التى تصورها المؤلفة كفتاة تتذوق الفنون وتقدرها، كونها تحب الرسم والموسيقى، كما تهتم بجمال البيئة، وبالجمال بوجه عام من حولها، وهو ما يعد مثالًا يحتذى به، لا يشوبه أى من السلبيات حول صورة المرأة فى قصص الأطفال.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز