عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ياسمين سعيد تكتب : طعام.. صلاة.. حب

ياسمين سعيد تكتب : طعام.. صلاة.. حب
ياسمين سعيد تكتب : طعام.. صلاة.. حب

 رحلة للبحث عن السلام الداخلي...



 

تزخر ذاكرة السينما بمئات الأفلام التي تعتمد على نصوص أدبية من روايات أو قصص أومسرحيات أو سير ذاتية ؛فدائما هناك علاقة وثيقة بين الأدب والسينما.. علاقة لها أثرها وتأثيرها يتجلى على الشاشة متمثلا في الإيقاع العام والترتيب في مسار الأحداث وأيضا في طريقة الحكي .. ،ولكن الشرط الذي يعتمد عليه نجاح أي عمل سينمائي مأخوذ عن نص أدبي هي مهارة السينمائيين في كتابة معالجة درامية للعمل الأدبي بحيث يمكن من خلالها خلق عمل سينمائي ببساطة ويسر عن طريق أدوات السينما التي تتمثل في الكاميرا والإضاء والديكور المؤثرات الصوتية  والحركة والتمثيل والمونتاج والإخراج....

أجد ضرورة في هذه المقدمة من أجل الحديث عن فيلم "طعام..صلاة..حب" eat..pray..Love إنتاج عام2010 والذي كان عبارة عن مذكرات حقيقية للمؤلفة إليزابيث جيلبرت تم نشرها عام 2006 تكشف من خلاله عن رحلتها من أجل البحث عن السلام والرضا الداخلي وتخطى صعوبه الاكتشاف الروحاني للنفس.؛هذا وقد حقق الكتاب مبيعات مهولة في ذلك الوقت حتى أنه ظل 110 أسبوعا على قائمة النيويورك تايمز للكتب الأكثر رواجا آنذاك ،كما تم ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة في العالم ،وفي عام 2010 تحول لفيلم سينمائي ليواصل تصاعد حالة الإلهام التي بدأتها السيرة الذاتية.

 

حيث شغفت القلوب لمشاهدة الفيلم  الذي جمع بين جوليا روبرتس وخافيير بارديم بطلي الفيلم وهما تحت تأثير السحر الأول ،يتبادلان اختبارات المحبة غير المقصودة، قبل أن يكتبا بزواجهما نهايتهما السعيدة، وتتوج بذلك البطلة رحلتها غير العادية.

 

رحلة إليزابيث لاكتشاف ذاتها، بدأت من إيطاليا العامرة ما بين المقاهي ومحلات البيتزا والآيس كريم لمدة 4 شهور، متابعة إياها بطقوس تقشفية غارقة في الصلوات والتعبد في الهند ، ومنهما شقت طريقها للتوازن في بالي الإندونيسية، حيث التقت بحبها الجديد الذي أنساها تجربتها الأولى في الولايات المتحدة.

 

يحمل الفيلم العديد من الرسائل الإنسانية العميقة المغلفة بنعومة ورقة من خلال أداء جوليا روبرتس (ليز) التي نجحت  في إثارة الكثير من التساؤلات الداخلية حول مغزى ما يفعله الإنسان في حياته  وعن مغزى وجوده وإلى أين تمضي رحلة الحياة وما الذي يبقى لنا إذا ضاعت روح الحياة ونحن مازلنا أحياء؟ّ! وغير ذلك من الكثير من الأفكار التي تأتي في سياق الرواية والفيلم عبر ليز تلك المرأة المتزوجة التي جعلتنا كمشاهدين نعيش معها حالة الألم الروحي والوجع النفسي ،وهي الحبكة الرئسية في الفيلم مما دفعها للانفصال عن زوجها رغم أنها تحبه ولكنها في لحظة من لحظات اليقظة النفسية شعرت بأنها أصبحت لا تريد تلك العلاقة لا تريد أن تكون زوجة فقط مما تسبب لها أمر ذلك الانفصال في مصاعب  حياتية حتى أصيب بحالة اكتئاب إلى أن تعرفت إلى ذلك الشاب والفنان الشاعرديفيد الذي عشقته جدا معتقدة بأنه بطلها الحقيقي ولكنها أيضا تسأم هذه العلاقة وتمر بنفس المأساة مرة أخرى وتزداد داخلها الاضطربات النفسية ولكنها لم تجد العناية من ديفيد فتقرر الانفصال عنه رغم تعلقها الشديد به..


 ولكنها هذه المرة تحاول التغلب على أحزانها بطريقة أخرى وهي التعرف على ثقافات مختلفة من خلال سفرها لثلاثة دول مختلفة هي إيطاليا والهند وأندونيسيا في محاولة منها لأن تكتشف ذاتها من جديد لعلها تتصالح مع نفسها من خلال معرفتها لمتعة الفن والطعام في إيطاليا والتأمل والروحانية في الهند والتوازن في أندونيسيا.. من خلال أداء بسيط وبديع للجميلة جوليا روبرتس التي بدت وكأنها تمارس حياتها الطبيعية دون تمثيل.. حيت تنجح في ممارستها الروحية عبر حالة التأمل التي تعلمتها في الهند وصولا لأندونيسيا وهي البلد التي ختمت بها رحلتها إذ تذهب لعراف عجوز قد عرفته سابقا وتنبأ لها بأنها سوف تعود إلى المكان ذاته كما تتوثق علاقتها به ويرشدها إلى معارف وثقافات وصداقات جديدة وتتعرف إلى رجل برازيلي يدعى فيليه الذي تشعر نحوه بالصدق وتتوطد علاقتهما حتى تجد نفسها قد حصلت على الحب الحقيقي لتصل لحالة التوازن الداخلي التي كانت تفتقدها منذ بداية الرحلة لتعبر أحزانها وتبدأ حياتها من جديد بعدما تذوقت وعرفت النكهة واللذة الحقيقة من خلال الطعام والصلاة والحب..
وقد تبدو أحداث الفيلم  انتهت ولكنها في داخل البطلة قد بدأت الحياة من جديد

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز