عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محيى النواوي يكتب : إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه

محيى النواوي يكتب : إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه
محيى النواوي يكتب : إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه

" شهدت الإنتخابات الرئاسيه الأخيرة في فرنسا سطوع نجم " إيمانويل ماكرون" .



وهو من مواليد عام ١٩٧٧م. بمدينة آميان.. وعمل كمصرفي في بنك "روتشيلد" في فرنسا قبل دخوله العمل السياسي .

نجح في تأسيس حزب سياسي وسطي ليبرالي أجتماعي.. يحمل أسم "إلي الأمام".. هو شعار حملته الإنتخابيه.. وكان نائب الأمين العام لرئاسة الجمهورية للرئيس "أولاند" ،وشعل منصب وزير الإقتصاد الإقتصاد والصناعه والإقتصاد القومي.

ورغم هذه السلسه من النجاحات إلا انه لم ينجح في إمتحان القبول في المدرسه العليا رغم دراسته في ثانويه هنري الرابع.. حسبما ذكرت ( فرنس ٢٤).

"فإيمانويل ماكرون" الذي كان بهذا الحضور.. أيضاً أمتلك حضوراً وسطع نجمه في الأسابيع الأخيرة من الحمله الانتخابيه.. وأصبح من المنافسين الخمس المرشحين للوصول إلى قصر الإليزيه.. حيث استطاع "إيمانويل ماكرون" لفت الأنظار من خلال حملته الإنتخابيه التي حملت شعار "إلي الأمام".. وفاز بنسبة ٦٥.٥٪ علي أرب منافسيه "مارين لوبن" مرشحه حزب الجبهة الوطنيه.. صاحبة ال ٤٨عاماً.

ولكن هنا أود أن أضع عنوان فرعي لهذا المقال.. وهو "هل ضاع حلم الوصول إلى قصر الإليزيه من آل لوبن؟.." فبدأيه مع "جان ماري لوبن" السياسي الفرنسي الشهير الذي حصل علي المركز الثاني في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية عام ٢٠٠٢ وكاد أن يصبح رئيساً للجمهورية الفرنسية.. فيحنما قرأت ما جاء في كتاب "ما بعد إسرائيل" للأستاذ أحمد المسلماني.. أنه عندما ألتقي ب"جان ماري لوبن" في قصر عتيق علي أطراف باريس.. وجد "لوبن" فارغاً تماماً لا فكر ولا فلسفة ولا مبادئ.. فقط حفنه مقولات هائمة تفتقد المعرفة والأخلاق معاً.. تذكرت وقتها ما كتبته صحف فرنسا حين أوشك "جان ماري لوبن" أن يكون رئيساً للبلاد: "إن فرنسا تفتقد قدرتها على التوجه السليم بعد أن أصابها الجنون".. وظهرت لافتات في أماكن عديدة تقول: "جان ماري لوبن..أخرج من هنا".

 

كانت رؤية "لوبن" رؤيه عنصريه..هي العداء للمسلمين والعداء لليهود سواء بسواء.. ونسب إليه البعض قوله: "لقد أشتريت منزلي في الريف حتي أتمكن من مشاهدة الأبقار بدلاً من رؤية العرب".. ونسب إليه آخرون هجوماً علي اليهود يحمل الكثير من السخريه.. فأنا من وجهة نظري أن طريقه "لوبن" ليس "عنصريه" بل "ما بعد العنصريه بكثير".

أستكملت أبنته "مارين جان ماري لوبن" رئاسة حزب الجبهة الوطنية عن أبيها.. وخاضت الإنتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢، وحققت مفاجأة كبري بحصولها علي المركز الثالث بعد الرئيس "فرانسوا أولاند" والرئيس الأسبق "نيكولا ساركوزي"! ولكن أختلفت الإيدلوجيه الفكريه العنصريه ل "مارين لوبن" عن أبيها.. فأصبحت تهاجم العرب والمسلمين بأستمرار.. ولكنها لم تعد تهاجم اليهود.. بل أصبحت تكيل المديح لليهود وتكيل العداء للمسلمين! دافعت "مارين" عن "نتنياهو" و"ليبرمان"، وساندت مواقف إسرائيل ضد الفلسطينيين.. وقالت للتليفزيون الإسرائيلي: "أنا لست ضد اليهود ولست ضد الصهيونية ولست ضد إسرائيل.. أنا لست معادية للسامية.. إن الذين يقفون وراء معاداة السامية في فرنسا هم المتطرفون المسلمون"! وهكذا تحولت "مارين جان ماري لوبن" من الهجوم علي المسلمين ومعاداة اليهود إلي التحالف مع إسرائيل ومعاداة الإسلام.. وكان اللافت مع هذا التحول هو حصولها علي أعلي نسبة حصل عليها اليمين المتطرف في تاريخ فرنسا! وفي الانتخابات الاخيرة هددت بالخروج من الناتو وفاز "إيمانويل ماكرون" ليصبح أصغر رئيس لأقدم جمهوريه في أوروبا.

إن المنحني الذي اتخذه آل "لوبن" لم يكن مقبولاً بأي حال، ليس فقط بعدائهم للعرب والمسلمين ولكن أيضاً بعدائهم لليهود قبل التحول فقد كانوا يعادون اليهودية كدين واليهود كبشر، ولكنهم لا يعادون إسرائيل كدوله استعماريه ولا صهيونية كإيديولوجيا عنصرية.

هل أنتهي حلم آل "لوبن" للوصول إلي قصر الإليزيه.. بعد اخفاقهم ثلاث مرات في الوصول له؟..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز