عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد مطش يكتب: كلنا لها

محمد مطش يكتب: كلنا لها
محمد مطش يكتب: كلنا لها

عاشت مصر بل الانسانية باسرها اسبوعا مظلما تغلب علية اسوء حالات الحزن والضياع وفقدان الامل، اسبوعا غابت فيه معانى الهدوء والسكينة والطمأنينة حالة من الترقب والخوف لما حدث من ذهول لهول الواقعة وريبة المنظر انه اسبوع تفجير كنيستي الاسكندرية وطنطا.



اصبح العالم ينظر لما حدث في حالة من الشفقة والاسى للضحايا والشهداء والمصابين في محاولة منهم لتقديم العون وبذل النفيس للقضاء على الارهاب الاسود في ابشع صوره واشكاله. ما حدث ليس الغرض منه طائفي او مذهبي لتشتيت وحدة الصف ولتفريق نسيج المجتمع بل هو تدمير للطبيعة البشرية المحبة للسلام والهدوء والسعادة. عاشت كلا المدينتين بكل المجتمع كله حالة من الذعر والقلق لم يسبقها من قبل مثيل ليس فقط بسبب القنابل شديدة التفجير بل لبشاعة المنظر الذى ظلت صورته عالقة في الاذهان ليوم تلو الاخر. انها حقا مأساة انسانية يعيشها العالم كله صور لمجازر وحرق وضحايا واشلاء نراها بشكل شبة يومي في الصحف والتلفاز وعبر وسائل الاعلام المختلفة المرئي والمسموع والمقروء والذى بالطبع يتركه اثره السيئة على الفرد والمجتمع على حد سواء. ومن هنا ارى انه لابد من اعادة النظر للتركيبة البشرية في المجتمع ونطرح عدة تساؤلات لعنا نجد طريقنا لحل هذه المأساة وهذا الصراع القائم ولعل ابرز هذه الاطروحات هي، ما هو الدافع الحقيقي لتوغل ظاهرة الارهاب بهذه الصورة البشعة والمتكررة وبصورة يغلب عليها الطابع العنيف والشرس؟ من هي ادوات القوة الظلامية التي استطاعت تجنيد نفوس بشرية لقتل انفسهم وتشريد كثير من الابرياء ؟ من هي المؤسسات التي يجب ان تتدخل وبشكل سريع للحد من هذه الظاهرة ومحاولة لإيجاد حلول حتى يعيش المجتمع في حالة من الامن والاستقرار والسلام؟.

ارى من خلال مشاهدتي لما يتردد في الصحف وعبر برامج التوك شوز ان الهدف الرئيسي من توغل ظاهرة التطرف والارهاب وسيطرتها على عقول وفكر وجدان القوة الظلامية هي فقدان هذه القوة للحد الادنى من التعليم ومبادئ الدين السمحة والوسطية، علاوة على ذلك عدم توفير فرص عمل وتفشى البطالة وعدم قدرة الفرد من ايجاد قوت يومه تجعل من هؤلاء البشر مادة قابلة للتشكيل  والتطويع لأصحاب النفوس المريضة والقوة الظلامية اليائسة.

ومن هنا ارى ان التنشئة الاولى والتربية الصحيحة عليها دور كبير وفعال منذ الصغر فمنذ اللحد لابد من ادخال قيم ومبادئ سوية تقوم على المحبة والاخاء وتقبل الاخر  لتخريج جيل سوى يحمل بداخله وازع وفكر معتدل مهما زادت عليه وطأة وشدة الايام فهو صابر ومتحمل دون تخريب او ضياع. لاشك ان النوادي الرياضية والاجتماعية والمؤسسات الثقافية والفنية ومنظمات المجتمع المدني عليهم دور كبير وهام لتنشئة جيل قوى وبناء لا يخضع او ينساق وراء الافكار الشاذة ولا الرؤى الهدامة.

ان لدور العبادة ايضا دور محوري في تشكيل فكر ووجدان الفرد فعلى كل من الجامع والكنيسة دور كبير في غرس مبادئ التسامح واعلاء قيمة الفرد والمساوة والمواطنة وحب الاخر حتى يستطيع المجتمع ان يعيش مترابطا ومتلاحما مهما مرت علية الشدائد والازمات، لابد من فتح حوار مجتمعي يحضره الشباب والشيوخ الرجال والنساء المسلمين والمسيحين الحكماء ومتوسطي التعليم حتى يتم فتح جسور المعرفة وبناء مجتمع قوى وبناء. وفى نهاية مقالي اتمنى و آمل من المولى عز وجل ان يحفظ الله مصر بشعبها واهلها لأننا مهما غادرنا بلادنا وتركنها لحين فان نهاية المشوار ستكون على تراب مصر الغالية لأننا في الاخر كلنا لها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز