عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب: تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على صلة الرحم

نورهان حاتم البطريق تكتب: تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على صلة الرحم
نورهان حاتم البطريق تكتب: تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على صلة الرحم

أثرت شبكات التواصل الإجتماعي علي التجمعات الأسرية بشكل سلبي ودمرت علاقات الناس بأقاربهم فأصبنحنا نختزل طقوس رمضان والمعايدات في بوست نجمع فيه أفراد العائلة من خلال منشن نضع تحته عبارات محفوظة ومكررةومنها( رمضان كريم-عيد سعيد ) وأنتهي اﻷمر علي ذلك و أختفت الزيارات العائلية التى كان يفعلها رب اﻷسرة بعد صلاة العيد إلي والديه وأخواته مصحبا زوجته وأوﻻده فإذا سألت شاب في العشرينات من عمره عن إسم زوج خالته أو في أي صف دراسي يكون ابن عمه لن يجيبك ﻷنه قد يكون لم يري خالته نفسها أو عمه من سنين. فقبل ظهور الفيس بوك كنا نجتمع في البيت الكبير في نهاية كل عطلة أسبوعية لنأخذ بركة الجد والجدة وتتحدث كل عائلة عن أحوالها و ويسردون كل ما دار خلال اﻷسبوع لتبادل اﻵراء وأخذ الخبرات من اﻷكبر سنا .فالجلوس حول طاولة واحدة لتناول وجبة الغداء مع كل أفراد العائلة كل يوم جمعة له مذاق وطعم مختلف أصبحنا نفتقده كثيرا. فبعد التطور التكنولوجي الذي نعيشه أصبح فرد أو اثنين على الأكثرمن كل عائلة يذهب ﻹجتماع العائلة ومن يحضرمنهم يكون كالحاضر الغائب بمعنى أنه يكون ممسكا بهاتفه المحمول يتمعن في شاشته ويتفحص فيها.



فقد يبتسم من حين ﻷخر لهذا الجهاز في الوقت الذي يكون فيه عابسا في وجوه أشخاص جالسة معه متجاهﻻ كل مايقولوه وقد ينسحب من هذا اللقاء اﻷسبوعي متحججا بالخروج مع اﻷصحاب أو بالجلوس على الكافيهات. فتشعر الجدة بالحزن الشديد لما وصل إليه أبناؤها وأحفادها وتحس أن كل ما فعلته من أجل إسعادهم وإرضائهم ذهب هباء وضاع في الهواء بسبب التابلت والموبايل وما عليه من ( فيس بوك-انستجرام،-فايبر -واتس آب) إلي أخره.

فنحن نفتقر إلي سياسة ترشيد الاستهلاك في استخدام الإنترنت بمعنى أننا أصبحنا نجلس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة مما أدى إلى غياب واضح في المناسبات اﻹجتماعية وإختفاء ملحوظ للطقوس التى كنا نقوم بها .فالتفكك اﻷسري أصبح ظاهرة موجود داخل العائﻻت المصرية والخلل تغلغل وتوغل بين أفراد اﻷسرة الواحدة. فأصبح اﻷب يترك ﻹبنه رسالة مكتوبة يطلب فيها اﻹطمئنان عليه.

واﻹبنه تترك ﻷمها رسالة صوتية تخبرها فيهابالمكان الموجود فيه. فالمشاعر اﻹنسانية والإنفعاﻻت الصوتية وتعبيرات الوجه ترجمنها إلي جمل مكتوبة وإيموشنات خالية من اﻹحساس والشعور إتجاه من نتحدث معهم.فإذا تقابﻻ شخصان وحدث بينهما مشاجرة قد تكون نظرةالعين كافية للتصالح وإعادة العﻻقة من جديد أما عن طريق الفيس بوك فقد تنتهي المحادثة ببلوك. فقد وصل بيننا الحال أن نستبدل أصدقاء المدرسة والطفولة بأصدقاء ﻻنعرف عنهم شيئا ونتحدث معهم وكأننا نعرفهم من سنين ونتخلي عن صديقةالعمر ﻷنها ليس لديها حساب على الفيس بوك.فإلانترنت اﻵن هو معيار الصداقة وتقاس مدي علاقتك بالبشر على أساس عدد اﻷشخاص الموجودة بالشات.

فنحن نخسر كثيرا دون أن نشعر بسبب شبكات التواصل الاجتماعي. فنحن أصبحنا ﻻ نشعر بالغير وﻻنشارك أقاربنا في أفراحهم وأحزانهم ﻷننا لخصنا هذه المواقف في كلمات مرصوصةمثل مبروك وسﻻمتك وكفي وتشعر أنك قد فعلت ماعليك أتجاه هذا الشخص وتنسي أنه بحاجة إلي تفاعلك معه في الفرح ومواساتك له في الحزن حتى زيارة المريض التى نؤجر عليها من الله أصبحنا نؤديها من وراء الشاشات وكأن الكﻻم هو الذي يخفف اﻵﻻم وليس وجودك بجانبه الذي يشعر من خلاله بمكانته عندك. فالله خلقنا على هذه اﻷرض لنتفاعل ونتعايش مع بعضنا البعض ونفتعل مواقف يمكن من خلالها تكوين عﻻقات إجتماعية ملئية بالحميمية والحب فالمشاركة الوجدانية من أسمى العﻻقات اﻹنسانية وإلا لماذا خلق الله الناس وهو يعلم أنك قادر على العيش لوحدك مكتفيا بالتكنولوجيا الحديثة فنحن دائما بحاجة إلي مساعدة الناس والتحدث معهم وجها لوجه سواء كان في أماكن العمل أو مع الجيران وغيره فالتعامل مع البشر يجعلنا نشعر أننا على قيد الحياة ﻷننا ﻻ نعيش على هذا الكوكب بالكمبيوتر فقط. فكلما كنت بعيداً عن اﻹنترنت والوسائل التكنولوجية الحديثة كلما كنت محافظاً على هاتقاتك الاجتماعية متمسكاً بعاداتك وتقاليدك متواجداً في تجمعاتك اﻷسرية مشاركا في المناسبات العائلية .فمقياس السعادة يتطلب التخلي عن الفيس بوك وغيره .

فنسبة نجاح أي خروجة مع الأصدقاء أو اﻷقارب يتوقف على نسبة شحن الموبايل فإذاً وجدت أن النسبة لم تتغير من لحظة خروجك حتى عودتك فأعلم أن الفسحةكانت مبهجة والتجمع كان مثمر .وإذا كانت النسبة غير ذلك فأعلم أن الخروجة لم تجدي شيئاً وكان من اﻷفضل لك البقاء في المنزل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز