عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب: فرض الحجاب في المدارس

نورهان حاتم البطريق تكتب: فرض الحجاب في المدارس
نورهان حاتم البطريق تكتب: فرض الحجاب في المدارس

ﻻ يختلف أثنان على أن الحجاب فريضة على كل مسلمة بالغة .ولكن ستظل لها حرية الأختيار إذا كانت ترغب فى الحجاب أم ﻻ .فقد ترفضه في الوقت الحالي وتقبله فيما بعد. المهم أن  نبتعد عن فكرة اﻹجبار في إرتدائه حتى ﻻ يسبب أذي نفسي للفتاة قد ينتج عنه كراهية غير مبررة له من جانب الفتاة لمجرد تمسك بعض اﻷهالي بفكرة الالتزام به.



ففرض الحجاب لم يعد يقتصرعلي اﻷسرة فقط ولكن تعدي اﻷمر إلي المؤسسات التعليمية .فأصبحنا نري الحجاب جزء أصيل من بعض مدارسناوخصوصاً الحكومية وقد يكون شرط أساسي للالتحاق بها. فقد تلجأ مديرة المدرسة إلي إتباع أساليب العنف والضرب لكى تجبر

البنت على إرتدائه . وبالتالي فإن البنت أمام خيارين ﻻ ثالث لهما وهما إما أنها تترك المدرسة وأما أن تلتزم بالحجاب .فأغلب البنات ترجح الحل الثانى وهو أن ترتديه خلال المدة التى ستقضيها في المدرسة.والسؤال هنا ماهي أوجه الأستفادة من إرتدائه بضع ساعات طالما في النهاية ستخلعه بمجرد خروجها من المدرسة؟ وهل نجحت مديرة المدرسة في توصيل رسالتها بأسلوب الترهيب والتخويف الذي إتبعته؟  وما الجدوي من رؤية عشرات الفتيات يضعن الحجاب أمامها فقط وهي تعلم أنه عن غير اقتناع؟

فالحجاب برئ من كل هذه اﻷساليب التى ليس لها أساس من الصحة .ﻷن الحجاب يقوم على الترغيب ﻻ الترهيب وعلي التحبيب ﻻ التخويف. فالمدرسة قادرة على أن تنشئ جيل من الفتيات يلتزمن بالحجاب من خلال تخصيص حصص دينية لها علاقة بالموضوع يمكن من خلالها توضيح أهميته و فضل الالتزام به وتفسير فكرة أنه درجة من درجات التقرب إلي الله. وفي النهاية يبقي لها اختيار.

فلتتخلي مدارسنا عن الفكرةالتى تحاول دوماً ترسيخها وهي أن الفتاة غير المحجبة مصيرها النار وأنها فتاة غير ملتزمة سيعاقبها الله على عدم إلتزامها بالحجاب.فنحن نتسرع في إصدار اﻷحكام على غيرنا ونفترض جزاءها عند الله و قد تكون عند خالقها أفضل من اﻵف المحجبات.فقد تفعل من الخيرات الكثير ولكنها ليست مستعدة اﻵن لفكرة إرتداء الحجاب.

فإذا إرتدت كل فتاة الحجاب عن إقتناع لما رأينا بعض البنات في الشارع محجبات ومﻻبسهم تندرج تحت غير المحجبات .وقد تكون تصرفاتها وأفعالها  تسئ للحجاب الذي ترتديه. ولكن سيظل المجتمع بعاداته وتقاليده يري أن الفتاة المحجبة أفضل من الغير محجبة ولذلك تفضل البنت إرتدائه لكى ﻻ يجليدها المجتمع بنظراته وكﻻمه.

فالحجاب هو خطوة تحتاج إلى تفكير وإقناع يقوم على المناقشة وإبداء الآراء وتبادل الحجج والبراهين وقراءة متعمقة في أصول الدين

فإذا رأت البنت أنها أهل لهذه الخطوة الجادة فلتلتزم بالحجاب وإذا كانت غير ذلك فلتبتعد عن هذه الخطوة على اﻷقل حتى تقتنع . أما عن المدرسة فعليها أن تحترم قرار البنت الغير راغبة في إرتدائه. وأن نتعامل علي أنها كائن له كل الاحترام والحرية داخل المجتمع.  فاﻹجبار على الحجاب لم يخلق سوي جيل من الفتيات يحملن شعار ( أهي طرحة والسﻻم ) والتعنت أختزله في فكرة غطي شعرك وأفعلي ما شئتى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز