عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق تكتب:مبادرة متحدي الصعاب

نورهان حاتم البطريق تكتب:مبادرة متحدي الصعاب
نورهان حاتم البطريق تكتب:مبادرة متحدي الصعاب

أطلق شاب وفتاة مبادرة تسمى ( متحدي الصعاب) وهي عبارة عن ﻻفتات تحتوي على مجموعة من المطالب يتم رفعها في شوارع مختلفة ومن حين ﻵخر .ولم يجد أصحاب المبادرة سوي هذه الوسيلة التى يمكن من خلالها كتابة الصعوبات التى تواجههم في حياتهم اليومية بعد أن كتب عليهم القدر الجلوس على كراسي متحركة بعد تعرضهم لحوادث الطرق .



ومن هنا كانت بداية رحلتهم التى تعتبر بمثابة تحويل مسار لحياتهم بمعنى أنهم انتقلوا فجأة من أشخاص أصحاء إلي أعضاء في فئة يطلق عليها ذوي الاحتياجات الخاصة . وكان عنصر المفاجأة سﻻح ذو حدين يا إما الاستﻻم للأمر الواقع والانكسار والانعزال عن العالم يا إما التأقلم على الوضع الجديد والتكيف معه.

وبالفعل سلك المعاقان الطريق اﻹيجابي وقرروا الاعتماد الكامل على أنفسهم وفي حال وجود أي عوائق سيتم تدوينها علي اللافتة على أمل أن يرأهاالمسئولون.

وكان أول تحدي لهم هو إعﻻن زواجهما ولن يتوقف الأمر علي ذلك بل أختاروا مكان السكن بعيدا عن أهاليهما .

ووقع اختيار عش الزوجية في محافظة أخري غير المحافظة التى إعتادوا العيش فيها حتى يثبتوا أنهما قادرون على تحمل المسؤولية كاملة والاعتماد الكلي على أنفسهما دون الحاجة إلي طلب المساعدة من أحد. وكانت محتوي أول ﻻفتة رفعها كﻻهما سويا( بطلوا كلمة الله يشفيك احنا مصابين حوادث وكنا بنمشي زيك وأنت معرض أنك تعمل حادثة وتبقي زينا ).

والثانية كانت تفعيل وظائف5% من خلال ﻻفتة مكتوب عليها( عايزين نشتغل مش عايزين صدقة من حد إحنا مش شحاتين) والثالثة كانت( عايزين مساكن في الدور اﻷرضي عشان من حق كل شاب معاق أنه يتجوز ويفتح بيت ويبقي عنده أوﻻد كمان) والرابعة (محتاجين نخلص ورقنا من المصالح الحكومية زينا زي أي حد فمحتاجين مكاتب مخصصة لينا ومنزل بديل عن السلم عند كل مدخل وأساسير يمكن الانتقال به من طابق إلي أخر بسهولة حتى يتم الانتهاء من اﻹجراءات المطلوبة ) والخامسة( تهيئة وسائل المواصﻻت بالشكل الذي يجعلها تستوعب الكرسي المتحرك ويمكن للمعاق استخدامها من خلال الاتصال بهم والاستعانة بهم عند الحاجة إليهم ووضع أرقامهم على اﻷنترنت من خلال برنامج يمكن تحميله على الهاتف المحمول) وتتوالى لافتة تلو اﻷخري حالمين أصحابها أن يتحقق محتواها في القريب العاجل طامحين أن يصل صداها إلي كل معنى باﻷمر ﻷنه من المفترض أنه الشخص المنوط به لتذليل هذه الصعاب.

وتبقي نقطة واحدة بالغة اﻷهمية ألا وهي رد فعل الناس اتجاه هذه اللوحات وكيف استقبلوا فكرة الشابين خصوصاً أنهم على كراسي متحركة.فليس غريباً علي مجتمع أعتاد أن ينظر للمعاقين نظرة الشفقة ومصمصة الشفايف أن يتعامل مع هذه اللفتات على أنها وسيلة للتسول فمنهم من أمسك بيدهما ليضع فيها مبلغ من المال .والسؤال هنا هل هذا الشخص قرأ ماهو مكتوب على اللافتة أم عيناه بنظرتها المحدودة لم تتمكن فقط إلا من رؤية جلوسهم على الكراسي المتحركة.

أما عن البعض اﻷخر فأتهمهم أنهم أصحاء ويدعون أنهم من ذوى الاالاحتياجات الخاصة لكسب استعطاف الناس و جلب المال من ورائه. فإذا إفترضنا أن هدفه اﻷساسي هو تحقيق المكسب المادي باستخدام الكرسي المتحرك فلماذا قرر حمل هذه اللافتات وكيف استطاع أن يشعربالمعاق ووصل إلي هذا الحد من الإحساس بالشكل الذي جعله يكتب عن أهم خمس صعوبات تقابل المعاق في حياته اليومية .

فاﻷصحاء ﻻيشعرون بأوجاع غيرهم .فهناك حكمة تقول أنه ﻻيشعر بك إلا من مر بنفس ظروفك وعاش نفس تجربتك. فإذا كانت هذه رؤية المجتمع التى تشكلت إتجاه أصحاب المبادرة فما بالك بالفكر الذي سيتكون لدي المسئول عنهم .فقد يكون هناك اتهامات جديدة ستواجهه إليهم من جانبهم لم نسمع عنها بعد

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز