عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

إبراهيم عبد المجيد لبوابة روز اليوسف : إصلاح التعليم ووجود دور ثقافي حقيقي للدولة سيساهم في مواجهة الارهاب

إبراهيم عبد المجيد لبوابة روز اليوسف : إصلاح التعليم ووجود دور ثقافي حقيقي للدولة سيساهم في مواجهة الارهاب
إبراهيم عبد المجيد لبوابة روز اليوسف : إصلاح التعليم ووجود دور ثقافي حقيقي للدولة سيساهم في مواجهة الارهاب

حوار- إسلام أبو المجد

-تجديد الخطاب الدينى يعنى إلغاء قانون إذدراء الأديان .
 
-الشباب المبدع يعاني حاليا ويخلي عن إبداعه لمواجهة ظروف الحياة.

 
 
هو الروائى المصرى الكبير إبراهيم عبد المجيد ، من مواليد الإسكندرية، وصاحب العشرات من الروايات المهمة والمؤثرة والتى استطاع بهاالوصول الى  العالمية من بينها " لا احد ينام فى الاسكندرية ، طيور العنبر ، برج العذراء ، وعتبات البهجه ، والصياد واليمام  ،  البلدة الأخرى، بيت الياسمين ، وغيرها  " . 
 
 كما انه ايضا تولى العديد من المناصب الثقافية ، كان آخرها رئاسة تحرير
 سلسلة ( كتابات جديدة)، لمدة خمس سنوات.
 
 
 
- بداية باعتبارك احد الروائيين الكبار في مصر والعالم العربي هل تري ان مقولة زمن الرواية صحيحة وهل يقلل ذلك من الشعر والفنون الاخري .
 
المقولة صحيحة وليس في مصر وحدها بل في العالم كله والسبب أن العالم في حالة خراب حقيقي . فالإنسان بعد كل هذا التقدم لا يزال يعاني من انفراط في الإنسانية . فالعدل والمساواة قيمة حاربت من أجلها أوربا وقامت من أجلها الثورات الأوربية لكن لا يزال منقوصا كما أن التطور التقني والصناعي جعل الإنسان عبدا لهذا التطور رغم أنه صانعه . فانت لا تستطيع أن تمارس حرية أمام التكنولوجيا ويصبح الإنسان تابعا لها . يشعر بهذا الانسان في المجتمعات المتطورة ومن ثم ظهرت موجة كبيرة في الرواية في أوربا منذ الستينات تُعنَي بالأشياء باعتبارها الحقيقة الأولي ويكون الانسان تابعا لها . سميت هذه الموجة بالواقعية الجديدة . في العالم المتخلف لايزال القهر والظلم فاندفع الإنسان الي عالم الأساطير وظهرت الرواية الغرائبية أو العجائبية وفي كل الأحوال صارت الرواية بديلا عن الحياة . عالما موازيا أجمل للحياة القبيحة او المعقدة .

- لكنك لم تجب هل صارت الرواية أفضل من الفنون الأخري مثل الشعر ؟
طبعا لا . الشعر هو الفن الأكثر فنية باعتباره ينزع الي التصوير والصورة الفنية بشكل شديد الايجاز لكن الشعر جرت عليه تحولات شكلية جعلته يبتعد عن المحافل العامة . التطور في شكل القصيد جعلها مثل السرّ يلوذ به القارئ ويقرأه بعيدا عن الحشود القديمة . أتحدث عن الشعر الفصيح . ذهبت القصيدة إلي أشكال أكثر فنية حتي وصلت إلي قصيدة النثر . والرواية تحاول أن تكون شعرية بتقديم بناء فني مثير وجديد . لا أقصد شعرية اللغة . وتستطيع أن تعرف قيمة الشعر الأعلي تاريخيا حين تجد في كثير من  الروايات يقدم المؤلف الروائي لعمله بمقاطع شعرية من شعراء كبار تلخص ما سيأتي أو تعلق عليه أو تضيف اليه . الروائيون يعبرون بهدوء عن خراب العالم بتقديم عالم أفضل وهذا سر زيادة أعداد الروائيين في العالم كله .
 
 
دائما ما تؤكد انك مهتم بالشباب وتسعى الى دعمهم ، وتبنى أعمالهم وربما قضاياهم ، كيف ترى وضع الشباب اليوم ؟ 
 
نعم دائما أقدر إنتاج الشباب المبدع ، لاننى مؤمن جيدا بأن الإبداع لايتوقف عند مرحلة زمنية معنية ، وأن من واجب المثقف والأديب أن يتسع صدره ويحاول قدر الإمكان أن يقف بجانب الشباب المبدعين .  في تاريخ الفنون لايوجد " نفي " أي أنه مهما قيل عن صراع الأجيال ففي الفن لايمكن مهما كانت المعركة قوية حول شكل الكتابة وطريقتها أن ينفي جيل جيلا آخر . المعركة كانت كبيرة بين الرومانتيكية مثلا في اوربا والكلاسيكية لكن انتهي الأمر بأن يقرأ الناس فيكتورهوجو الرومانتيكي كما يقرأون راسين الكلاسيكي . وكا يقراون المسرح اليوناني القديم الأكثر كلاسيكية . وهكذا في كل صراعات الأجيال والمذاهب الأدبية . وهكذا في مصر فمعركة مدرسة الديوان ويمثلها العقاد والمازني وعبد الرحمن شكري مع أحمد شوقي وحافظ إبراهيم لم تنفي شوقي ولا حافظ . ومعركة جيل الستينات مع من قبلهم لم تنفي يوسف إدريس ولا الشاروني ولا محفوظ ولا يحيي حقي . في الفنون لايوجد نفي لكن يوجد " نسخ " فالجديد ينبت من القديم حتي لو كان معاكسا له والأعمال تصير في النهاية خالدة لكل الاتجاهات والأجيال حسب قيمتها شكلا وإنسانيتها موضوعا ولذلك لا أقف امام الشباب  بل أراهم تطورا طبيعيا للحياة الأدبية والفنية .
 
 
" لا احد ينام فى الإسكندرية " ، لاتزال هى الرواية الاهم والأشهر فى كتاباتك ؟  والمصنفة من افضل الروايات على مستوى العالم ،لماذا حققت كل هذا الشهرة ؟ 

 
رواية لا احد ينام فى الاسكندرية بذلت فيها مجمهودا لمدة ست سنوات ، حيث تحدثت فيها عن الاسكندرية فى الحرب العالمية الثانية ، وهى الفترة التى لم اعايشها ، وبالتالى قبل كتابة الرواية قرأت اغلب الصحف ومذكرات القادة العسكريين وقمت بزيارة الاماكن التى وقعت فيها احداث الحرب "الصحراء ومنطقة العالمين والسلوم ... الخ " ، وقتها كان عندى اربعين عاما وحرصت فى هذه الرواية التى ترجمت الى  اللغات " الانكليزية والفرنسية  والإسبانية " حرصت ان اظهر رائحة المكان وان اعود بالقارئ الى هذا الزمن الجميل بكل تفاصيله . 
 
 و توثق الرواية فى اطار من الدراما  العلاقات المتشابكة والمختلطة  للمجموعات المختلفة من سكان مدينة الإسكندرية خلال فترة الحرب العالميةالثانية، وعلاقة سكان الاسكندرية الأصليين بالقادمين من الصعيد والدلتا وايضا العلاقة بين اتباع الديانات المختلفة ورحلة تعايشهم .
 
 ما هى اهم الجوائز التى حصلت عليها ؟ وكيف كان اثرها فى مسيرة ابراهيم عبد المجيد الأدبية ، خاصة وان هناك جوائز لها ذكريات طيبة وأصيلة فى حياتك ؟  
 
كل الجوائز كان تاثيرها جميلا لكن اقلها كان تاثيرها رهيب , واعني بها جائزة افضل قصة قصيرة على مستوى الجمهورية  حصلت عليها  وكانت  قيمتها ٣ جنيهات فقط ، ووقتها كان عندى ٢٢ عاما ، وكان معى ٣٠ قرشا وقمت بشراء أعداد من صحيفة اخبار اليوم بالمبلغ كله حيث نشرت القصة الفائزة علي
صفحة كاملة مع مقدمة لمحمود تيمور عنوانها  " هذا قصاص موهوب "  ووزعت النسخ على الناس اللى ماشية فى الشارع . 
 
ايضا جائزة نجيب محفوظ التى تمنحها الجامعة الامريكية  كانت من اهم الجوائز  لانها كنت تعطى لفردين احدهما على قيد الحياة والآخر متوفى ، وكانت المتوفاة هي  الراحلة العظيمة لطيفة الزيات هي الفائزة  وكنت اول من يحصل عليها وذلك عن رواية " البلدة الاخرة " ، وكنت فى غاية السعادة ان يقترن إسمى باسم نجيب محفوظ . تُرجمت رواياتي بعدها الي الانجليزية وصارت ست روايات مترجمة والان والسابعة في الطريق فضلا هن اللغات الاخري .
جائزة الدولة التقديرية اسعدتني جدا لأني أظن عام 1964 شاهدت العقاد في التيفزيون يتسلمها من عبد الناصر وكنت شابا صغيرا وتمنيتها لنفسي وحصلت عليها فكانت فرحتي كبيرة . تستطيع أن تقول أن كل الجوائز كان لها تأثير جميل , مصرية أو عربية . وبالمناسبة انا لم أتقدم إلي أي جائزة . تاتيني وحدها أو ترشحني دور النشر .
 
 
كيف اثر انتقالك من الإسكندرية الى القاهرة على كتاباتك وأعمالك الروائية  وايضا حياتك بشكل عام ؟ 
 

نعم انتقالى من القاهرة للإسكندرية كان له اثر كبير ، لانه فى ذلك الوقت لا كان فيه خدمة إنترنت ولا موبايل ، وكان حتى الحصول على تليفون ارضى امر صعب ويستغرق سنوات كثيرة وده طبعا كان بيصعب التواصل مع الكتاب فى القاهرة ، لكن بعد انتقالى للعاصمة الوضع تغير ، اصبح من السهل مقابلة عدد من الكتاب العظماء مثل نجيب محفوظ وأدباء عرب ومصريين وكنا دائما بنلتقى على مقهى ريش . 
 
ايضا وجدت فى مكتبة العم مدبولي رحمه الله  كتبا لم يكن لها مثيل فى الاسكندرية ومهمة جدا بالنسبة لى ، ناهيك عن ان وجودى فى القاهرة ادخلنى العمل السياسى من خلال انضمامي للحزب الشيوعى  المصرى الذي تركته عام  1978،  وتفرغت للأدب والكتابة . 
 
بس الحقيقة اننى عندما أتيت الى القاهرة لم استوعبها وكنت اشعر اننى غريب  فيها ، لغاية ما كتبت بعد ٣٠ سنة"  عتبات البهجة وفى كل اسبوع يوم جمعة ورواية هنا القاهرة " وبعدها بدأت فى التأقلم مع القاهرة  ، الا ان
 اسكندرية لا تزال هى العشق والروح .  
 
هل اثرت الظروف الاقتصادية على وضع الأدباء وخاصة الشباب ؟ وربما دفعهم الى العمل فى وظائف اخرى مع نقص العائد  الوارد من الاعمال الأدبية ؟
 
بالتأكيد طبعا هناك أدباء كثيرون متميزون لكن حياتهم المادية صعبة ، مثلا فى السبعينات كنا بنتقاضى فى القصة ٥ جنيه وده كان يكفى أسبوعين ،اما دلوقتى لو نشرت قصة وأخذت عليها 500جنيه ربما لن يكفى مصاريف يومين ، وده طبعا بيدفع بعض الشباب المبدع الى العمل فى وظائف اخرى كالصحافة على سبيل المثال وده اكيد بيؤثر على  موهبته  . 
 
هل للفن دور حقيقى فى محاربة الارهاب والتطرف ؟ وكيف يمكننا تجديد الخطاب الديني بالشكل المنوض بِه ؟ وما هو تصوركم لمواجهة الفكرالمتطرف ؟ 
 
خلينى اقولك ان دور الفن الحقيقى هو صناعة الانسان ، والفن يمكنه ان يحارب الارهاب بتقديم اعمال جيدة وهادفة ، لكن ليس وحده كفيل بمحاربته ،فالدولة يجب ان تقوم بدورها خاصة فى مسألة اصلاح النظام التعليمى ، وان يتم تشغيل قصور الثقافة وان تكون مفتوحة للناس وبها هامش كبير من الحرية .ايضا لابد من ان تحرص الدولة على تشجيع القراءة خاصة الروايات والقصص وان تكون اسعارها فى متناول الجميع . 
 
اما مسألة تجديد الخطاب الدينى فارى انه يعتمد بالاساس على إلغاء " قانون إذدراء الأديان " ، وترك الحرية للاجتهادات وهو امر متاح لايجب ان يعاقب عليه القانون بأحكام مشددة . ايضا مادة الدين التى يتم تدريسها لابد وان تتضمن آيات لاتدعو او تحض على الحروب ،  خاصة وان هناك آيات لا تتناسب مع العقول الصغيرةوبالتالى نحن بحاجة الى الدعوة للحب واستخلاص الآيات التى تدعو لهذا وتدرسيها.
 
ومن المفارقات اننا نجد شيوخ الازهر يدعون الى الحجاب وانه فرض ويشددون على ارتدائه ، فى حين اننا لو عدنا الى صور البنات التى كانت تدرس فى الازهر فى خمسينيات القرن الماضى نحد انهم ليسوا بحجاب ، فهل كانوا حينها كافرات ؟



للاسف الشديد الرئيس الراحل انور السادات هو من ادخل الوهابية لمصر ، حتى أن اغلب المحال التجارية التى تحمل اسماء دينية نجد انها تضحك على زبائنها بشعارات وأسماء دينية وتقدم يضاعة ليست جيدة . وكل الابراج المخالفة من المباني يسمونها أبراج الصفا والمروة وابراج مكة او المدينة . يعني الدين اصبح ستارا للاحتيال للاسف .
 
البعض يرى ان  الانفاق على دراما رمضان هذا العام مبالغ فيه ، فى ظل ازمة اقتصادية تمر بها البلاد ، علاوة على  كثرة الاعمال الدرامية بهذاالشكل الذى ربما يكون مبالغا ، فما وجهة نظرك فى هذا الطرح ؟ 

 
رغم اننى لا أعمل فى الدراما او السينما ، الا ان سوق الدراما يبدو انه الحصان الرابح ، خاصة وأن الأفلام السينمائية لا تستغرق وقتا طويلا فى العرض لتعرضها للسرقة والنشر عبر الانترنت أو بثها فى قنوات مجهولة تبث من خارج البلاد ، وبالتالى أصبحت السينما خسارة للمنتجين ، اما فى الدراما فالمنتج الان اصبح يتعاقد على بيعها للقنوات قبل البدء فى تصوير العمل ، وربما هذا ما حرك المياه الراكدة فى سوق الدراما . 
 
 
فى نهاية حوارنا معك ، هل هناك عمل مقبل تعكف على كتباته ؟ 

 
نعم انتهيت من كتابة رواية صغيرة ٢٥ الف كلمة لن أفصح عن اسمها ، اتمني ان تعجبكم ان شاء الله .  
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز