عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ولاء الدين بدوى يكتب: رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ

ولاء الدين بدوى يكتب: رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ
ولاء الدين بدوى يكتب: رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ

المسلمون يولون سجادة الصلاة أهمية كبيرة وتربطهم بها علاقة خاصة، فهي لا تمثل لهم مجرد بساط يؤدون عليه فريضة الصلاة،



سجادة الصلاة حصير أو بساط أو زربية تسع للصلاة . وفي صحيح مسلم حديث نبوي عن رسول الله فيه سماها الخُمرة بضم الخاء. عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ ." والخمرة هي فراش صغير على قدر الوجه يعمل من سعف النخل يسجد عليه المصلي يتقي به حر الأرض وبردها ".

الرحلة الاولى

ان الاشتغال بموضوع سجادة الصلاة ينفتح على أبعاد ومقاصد جليلة ؛ولعل اهمها لرصد أنعكاس الرؤية الفنية الآسلامية على لوحة السجاد ؛وهى رؤية تمتاز بالتنوع الممتد امتداد الجغرافية الآسلامية فكان هناك السجاد التركى والسجاد الفارسى والسجاد العربى داخل النوع الواحد ويمكن رصد العديد من الانواع وهذا دليل على الحرية الفنية التى كان يتمتع بها الحرفى والصانع فى الحضارة الاسلامية الى درجة يمكن الخلوص الى استنتاج غير مبالغ فيه ؛وهو ان سجادة الصلاة تتعدد وتتنوع بتعدد  الاقاليم الاسلامية  والتنوع الثقافى والبيئى والاجتماعى .

أضافة الى ذلك فقد جاءت سجادة الصلاة لتعكس الآثر النفسى والوجدانى للمسلم فموقع بصره يتماوج ويتناغم مع محيطه المكانى ؛اذ تحضر الاقواس والاعمدة محاكية لمحراب الصلاة؛كما ان الازهار والالوان تحمل سجاد الصلاة الى كون صغير يلخص تأمل المصلى فى الكون الكبير.

كما ان رفعة مقام الصلاة وجهت الصانع الى اختيار مواده من أطيب المصادر ؛فكان ان ركز على الصوف والحرير وابتعد عن عناصر حيوانية غير طاهرة ؛مما يجلى الرؤية الفنية الاسلامية التى توحد بين الوسيلة والغاية ولا تفرق بينهما على مستوى الانجاز فالطيب كما هو مقرر فى القيم التربوية والحضارية التى جاء بها القرأن الكريم وبينتها سنة المصطفى الامين.

لذا تعتبر حياكة السجاد اليدوى من اقدم المهم والحرف اليدوية ؛حيث يمكن ارجاع ذلك الى فترات موغلة فى القدم وبالرغم من ان معظم المؤرخين يتفقون على ان ظهور النول يعود الفضل فيه للمصريين القدماء ؛فأن البعض يعيد حياكة السجاد الى شعوب المايا والبعض الاخر يزعم بأن بدايات حياكتها فى الصين القديمة .

ويرجع تاريخ أقدم سجاد اكتشف فى منتصف القرن الحالى الى حوالى 2500 سنه خلت ؛مع العلم ان تاريخ السجاد يمكن ان يكون اقدم من هذه الحقبة .

الا ان المواد الاولية التى تستعمل لنسج السجاد يمكن ان يكون بالاساس على الصوف والحرير والقطن ؛وتتكون من مواد كيماوية عضوية يصعب حفظها وتخزينها لمدة طويلة من الزمن ؛وكل الابحاث والحفائر التى عثر من خلالها على بقايا قطع السجاد او اثره انجز معظمها فى اسيا.

وعلى الارجح فأن حياكة قطع السجاد يمكن ان تكون قد ظهرت فى العديد من الاماكن عبر العالم وفى نفس الحقبة التاريخية ايضا.

وكلمةالسجاد والتى تسمى فى المغرب العربى "الزريبة" وجمعها"زرابى" قد ذكرت فى القران الكريم فى سورة الغاشية عند قولة تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

* وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ .

                                                     صدق الله العظيم

وقد اشتقت كلمة "السجادة" من السجود كما يطلق عليها بالاضافة الى الزريبة "بساط" والبساط هو كل ما يبسط على الارض ؛وقد جرى تداول كلمة زريبة فى القيراون وتونس وبنزرت وقابس والرباط وطنجة والجزائر وتلمسان .

وتعود هذه الكلمة الى الزريبة المنسوجة بتقنية العقدة وبصوف بشكل منتظم ومنذ العصور القديمة ؛كانت قارة اسيا تعد المركز الاساسى لانتاج الزريبة حيث ان اقدم نماذج الزرابى المعروفة لدينا والمصنوعة بتقنية العقدة يمكن ان تكون تلك التى وجدت فى تركستان الصينية وتعود للقرون الاولى.

وقد كان هناك جانب نفعى لقطع السجاد عند بداية ظهورة وتطورت وسائل استخدامه مع التغيرات التى حدثت للمستويات المعيشية للمجتمعات مع الزمن وغيرها من العوامل الى كانت تؤثر بأستمرار على عملية تشكيل التصاميم الخاصة  بهذا المنتج.

يتبع

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز