عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ولاء الدين بدوى يكتب : رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ

ولاء الدين بدوى يكتب : رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ
ولاء الدين بدوى يكتب : رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ

الرحلة الثانية  
تعتبر الحضارة الأسلامية العامل الأساسى الذى ساهم فى النهوض بالقيمة المعنوية والروحية لهذا المنتج من خلال جعلها سجادة للصلاة ، كما رفع من قيمتها الرمزية والنوعية ، وبدأت تحظى باهتمام قطاعات واسعة من المجتمعات الأسلامية ، وبدات الرغبة تتحول الى البحث عن نوعيتها وما توفره من تنوع وتعدد فى مجال طريقة الحياكة ، والألوان الطبيعية المستخدمة ، ومدى التنوع ايضا فى مجال التصاميم التى تضفى الجمالية الخاصة بها ان كان من ناحية الزخارف المطبقة اومن ناحية التشكيلات الهندسية والنباتية التى تظهر غالبا عليها من خلال الوان جذابة ومبهرة فى آن واحد   
سجاد الصلاة
تعتبر حياكة قطع السجاد واحدة من المهن التى اشتهرت بها بلاد الشرق الأسلامى حيث بلغ أوج انتعاشها من خلال القرنين 10-11هـ / 16- 17 م وهناك العديد من اشادات الأعجاب التى اوردها الرحالة الأجانب بما تتمتع به هذه القطع من جودة فائقة حيث ذكر الرحالـــة  الأيطالى " ماركوبولو" الذى زار قونيه سنة 1283م.
أن أحسن واجود انواع السجاد فى العالم ينسج بمدينة قونيه وهو ما يمكن ملاحظته ايضا فيما ذكره الرحالة الأنجليزى " هاكلوت " حول سجاد فارس لسنة 1579 م بانه أحسن سجاد فى العالم والوانه أجود الألوان بحيث لا يؤثر فيه مطر."
كما ان الرحالة الأيطالى ثيفانو قد ذكر خلال زيارته للقاهرة عام 1663م بانها تنتج كميات كبيرة من السجاد ، تمتاز بجمالها، وتصدرها الى القسطنطينية والممالك الأخرى.
وقد أرسى سلآجقه الأناضول فى القرن الثالث عشر الميلادى المعاييرالتى بنت عليها حياكة قطع السجاد والتى انتشرت لاحقا ضمن ارجاء العالم الأسلامى ...حيث يمكن ملاحظة ان التشكيلات الهندسية المطبقة فى تصميم قطع السجاد الأولى التى ظهرت عبر التاريخ كانت هى المحور الأساسى الذى تم اتباعه فى تصميم قطع السجاد التركى ، ويمكن ملاحظة مبدأ تطبيق التماثل وتكرار الوجوه الزخرفية بغرض تشكيل نوع من الجمالية التى تضفى الجاذبية على هذه القطع.
وقد أضحت قطع السجاد المحاكة فى آسيا الصغرى النموذج الأساسى لما نراه اليوم من قطع متوفرة باشكالها وتصميماتها المختلفة حيث حظت هذه الحياكة بتطور متواصل ابتداء من القرن الثالث عشر وحتى يومنا هذا ، وتعتبر الفترة فيما بين القرن الخامس عشر ونهاية القرن السابع عشر الفترة الكلاسيكية لميدان السجاد الشرقى.
وتظهر المصادر التاريخية بان الأمارة الأغلبية  "تونس" كانت تدفع ضمن خراجها الى الخليفة فى بغداد كميات من الزرابى ،مما يدل على ان هذه الصناعة كانت حكرا على مدينة الأغالبة وسميت باسمها ودخلت اليها حسب الأسطورة على يد ابنة  الوالى العثمانى لمدينة القيروان والتى استغرفت سنتين فى نسيج النموذج الأول مستلهمة من الزرابى التى يمتلكها والدها.
اما فى مصر قد ظهرت فى اواخر القرن التاسع عشر وكثير من البلاد الأوربية الاف من قطع سجاد الصلاة التركية والتى تميزت بجمالها وانسجام الوانها ، وبالوبر اللامع المعقود من صوف الأغنام الناعم ، حتى انها كانت تضارع قطع السجاد المحاكة من الحرير فى جمال مظهرها ونعومة ملمسمها
كما أشتهرت منطفة القوقاز بانتاج قطع السجاد اليدوى حيث يتصف انه مصنوع من الصوف الخالص وتصاميمه مكونة من أشكال هندسية ، وشهرة سجاد سمرقند تاتى من الوانه البراقة وتصاميمه الجميلة وهو سجاد ذو نقش هندسى ويضم السجاد القوقازى انواعا نذكر منها سجاد قازاك – سجاد  فخرلو – سجاد برتجلو- سجاد لمبالو..
وقد اشتهرت تركيا بجودة الصوف المستخدمة فى حياكة قطع السجاد التى تعتمد بشكل أساسى على جودة المراعى وعلى مستوى الكثافة التى يتميز بها صوف الحيوان ، حيث ان تزايد التجعيدات تعنى بان الصوف تكون طويلا وناعم الملمس ، فاننا نجد بان حائكى قطع السجاد كانوا يفضلون استخدام صوف أكتاف الأغنام وظهورها لتوافر هذه المميزات فيها
ومن هذا المنطلق نجد ان حياكة سجاد الصلاة التركية تذكر فى أسيا الصغرى وفى المدن الواقعة بين جبال الأناضول مثل منطقة " اوشاق "و" جورديز" " وقولا " حيث تكثرالمراعى والتى توفر أجود اصواف الغنم ويوجد مدن واماكن كثيرة فى تركيا اشتهرت وذاع صيتها هى الأخرى فى عمل انواع من السجاد المتميز سواء سجاد الصلاة او السجاد بصفة عامة.
ومنها سجاد مدينة لاذق ، سجاد مدينة ميلاس ومن الأقاليم المشهورة فى حياكة قطع سجاد الصلاة التركى نجد اقليم قد شهر الذى تعود
صناعته الى القرن السابع عشر ؛ وهناك مايطلق عليه قطع سجاد القصر العثمانى  
Ottoman Palace Carpets "                                                                                              "
ومن قطع سجاد الصلاة المشهورة ايضا نذكر سجاد صلاة قبيلة " كاشكاى " جنوب غرب فارس.
ومع تعاقب الحضارات المختلفة كانت تجارة السجاد تزدهر تارة وتخفق تارة اخرى وقد عرفت تجارة السجاد الشرقى ركوداً فى الأسواق الغربية دام من بداية القرن الثانى عشر الى نهاية القرن التاسع عشر ، ولم تعرف هذه التجارة الأنتعاش الا بعد المعرض الذى نظم سنة 1891م وعلى اثره ذاع صيت السجاد الشرقى من جديد ليعلم موضه التأثيث فى اوربا وامريكا



 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز