عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. يسرا محمد سلامة تكتب : ظاهرة محمد صلاح

د. يسرا محمد سلامة تكتب : ظاهرة محمد صلاح
د. يسرا محمد سلامة تكتب : ظاهرة محمد صلاح

سواء كنت من عُشاق كرة القدم أم لم تكن، تتفق مع أسلوب لعبه أم لا تتفق، تُحب لمسته لكرة القدم أم لا تحب، فإنك لن تملك سوى أن تقف تقديرًا واحترامًا لموهبة خلوقة بحجم اللاعب المصري محمد صلاح، الذي يُعد أول لاعب مصري ليس يلعب فقط في أكبر الأندية الأوروبية، بل هو اللاعب الأوحد الأكثر مشاركة وتهديفًا في الدوريات المختلفة التي لعب لها.



كانت بدايته في نادي مصري "المقاولون العرب"، وكعادة الدوري المصري المعروف بعيوبه العديدة والتي قد تُطفئ أي ناشئ ولا تُمكنه من الاستمرار بالمستوى الذي يتمناه عندما يريد التطوير من مهاراته، قام صلاح باستغلال الفرصة التي سنحت له في السفر إلى سويسرا للعب في أحد أنديتها (بازل)، وفي إعتقادي أنها أهم خطوة خطاها صلاح في حياته كلها، وكانت النقلة الأهم في مسيرته مع الكرة.

قدم صلاح في مسيرته الاحترافية نموذجًا أقل وصف له أنه "يُدرس" في التفاني والالتزام، والثقة بالنفس، والقيام بالواجبات المفروضة عليه، على أكمل وجه دون كلل أو ملل، التقيد بالتعليمات حرفيًا، والالتزام بقوانين الفريق، والبعد عن إثارة المتاعب التي تُعاني منها الفرق الأوروبية مع لاعبيها، والروح الجماعية التي تظهر مع كل لمسة له للكرة، فهو لاعب لا يملك أي أنانية – وهذا يتضح من نسبة صناعته للأهداف هذا الموسم مع فريقه – السابق – نادي روما الإيطالي، وهي النسبة الأعلى في الدوريات الأوروبية لا في الدوري الإيطالي فقط – بالإضافة إلى حِسه التهديفي الرائع رُغم أنه ليس مُهاجمًا صريحًا.

تجربة صلاح الاحترافية جعلتني أتساءل لماذا هو وحده الذي نجح كل هذا النجاح في أوروبا؟!!، فقد لعب قبله العديد من اللاعبين مثل هاني رمزي، مجدي طلبة، مجدي عبد الغني، من جيل التسعينيات، ومن جيل الألفية الثالثة كان عمرو زكي، ميدو، أحمد حسن، ثم أتي تريزيجيه، وكهربا، حمودي، عمرو وردة، أحمد حسن كوكا، مع أنّ جميعهم يمتلكون الموهبة الكبيرة التي تُمكنهم من اللعب في أكبر الأندية الأوروبية سواء من اعتزلوا منهم، أم المستمرين، ولا يقترب من نجاح صلاح سوى زميله محمد النني لاعب الأرسنال، لكنه ليس اللاعب المفضل لمدربه أرسين فينجر في مركزه مثلما كان الحال مع سباليتي وصلاح في روما.

واليوم بعد أنْ أصبح صلاح أول لاعب مصري وعربي يتم بيعه بمبلغ 40 مليون يورو (35 مليون جنيه استرليني) قابلة للزيادة بخمسة ملايين أخرى – حسب أدائه – لنادي ليفربول الإنجليزي، أقول أنّ ظاهرة صلاح يجب أن تُدرس في الأندية لناشئيها؛ لأننا من مصلحتنا أنْ يظهر 10 صلاح آخرين ينتشرون في الملاعب الأوروبية الكبيرة، فكل ذلك يصب في بوتقة المنتخب، ولو كان لدينا من صلاح في كل مركز آخر واحد على الأقل، لكان الحال غير الحال.

مصر لا تنقصها الموهبة، ولا الذكاء الذي يسمح بالنجاح خارجها، مصر ينقصها فقط، التخطيط السليم والعمل على المصلحة العامة لا الخاصة، فالعنصر الفردي المصري رااااائع إذا أُتيحت له الفرصة للنجاح والتألق، لن يتأخر عن استغلالها، عليكم بالوثوق بالشباب فهم الأمل كل الأمل لمن يعيَّ ذلك ويُدرك قيمة الانسان المصري.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز