عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.جيلان خالد تكتب :العالم الساحر

د.جيلان خالد تكتب :العالم الساحر
د.جيلان خالد تكتب :العالم الساحر

لطالما حلمت أن أكتب وأمامى البحر ..



حقا أعشقه بكل تفاصيله ..

أعشقه برائحته المنعشة

 .. التى تخترق العقل فتأتى بأحلى و أمتع ذكريات الطفولة

 .. حيث كنا نعيش فى داخل موجاته قصصاً وقصصاً بخيالاتنا الطفولية الشفافة ..

أعشقه بصوت تسارع موجاته المتدافعة نحوى .. وكأنها تجرى إليّا باشتياق طفل لحضن أمه

.. فعندما أغيب لفترة عن البحر أشعر وكأن نعومة أمواجه اشتاقت لقدمى

.. كما اشتاق قدمى لنعومة موجاته وملسها الساحر ..

أعشقه برماله الذائبة على شواطئه وفى أعماقه .. فجعلت ملمس موجاته يذيب العقل والقلب معاً

.. فى حالة من السكون تُريح القلب مما ألمَّ به من تعب

.. والعقل مما ألمّ به من حزن وهم من كثرة التفكيرفيما كان وفيما سيكون ..

أعشقه بجمال قواقعه المتكسرة على شواطئه

  التى تلمس القدم فتداعبها وربماتجرحها ولكنى أقبل بما شعرت به من ألم لأنى أعلم أنى لن أجد ما أشعر به من إستمتاع إلا فى حضن البحر

..

أعشقه لأنه آيه من آيات الله على الأرض ..

فرائحته المميزة تجعلنى أشعر أنها قد هبت علينا من الجنة

.. لتنعشنا ولو للحظات بسكينة تملأ القلب

.. وكذلك صوته الساحر يملأ العقل فيذهب به بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخب الفكر ..

وتلاطم أمواجه وركوضها واحدة تلو الأخرى

.. أشعر بأن هناك قوة إلاهية تدفعها فى تواصل مستمر مدهش غير منقطع إلى يوم الدين ..

وكان قد بدأ من لدن خليقة الأرض

  أليس هذا كله بسحر يجعل القلب والعقل يعجزان معاً عن كل شىء سوى قول

"سبحان الله "

باستشعار كل حرف من حروف هذه الكلمة العظيمة فى المعنى

وإن سهُل إستهلاكها على اللسان ..

اليوم وأنا على شاطىء البحر

.. قابلتنى عائشة

 .. فتاة صغيرة لم تتعدى العشر سنوات

.. عيناها خضراء تشبه لون الطماطم قبل استوائها ليست بالخضار الصاخب

.. ولا الهادىء بين هذا وذاك

 .. رأيتها تبحث فى الأرض بعينيها

..وكأنها فقدت شيئا ما

فسألتها أتبحثين عن شىء؟

 قالت لا

.. فقلت أتجمعين القواقع ؟؟

.. قالت نعم فبدأت أجمع معها

.. فمسكت بإحدى القواقع من ع الأرض وقالت بذكاء و خفة

 .. " :D جمّعى ذى دى بالظبط "

.. شكلها كان غريبا جدا

.. وكأنها عشرة قواقع تكدست فوق بعضهن البعض .. فأعطت شكلاً مميزاً فى سحره ..

ولاحظت والدها بخلفى هو الآخر يبحث

.. فكان يقول لأخو عائشة

 "لا لا سيب دى هيا بتدور ع الحاجات الغريبة بس

 " ..

ثم أمسك هو الآخر بإحدى القواقع وقال

 يا سبحان الله على الجمال

!! .. استحيت النظر  إليه وما فى يده من جمال  وخصوصا إحتراماً لوالدة عائشة التى هى الأخرى تبحث إلى جوارهم ..

تلك الفتاة الصغيرة  كانت هيا سببا فى رؤيتى لجمال نعمة من نعم الله على الأرض

.. ثم إمساكى بقلمى على البحر لتحقيق واحدة من أمانيى البسيطة

 .. فهى جعلت عيناى تتفتح على جمال المكان أكثر وأكثر

 .. ليس أنا فقط ولكن والدها وأمها و أخوها ..

اسمحوا يا آباء و يا أمهات لأطفالكم أن يُريكم عالمهم الخاص ..

 فيعلموكم أشياءًا لم ولن تتعلموها إلا ببراءة الأطفال .. هذا العالم الساحر

 .. الذى تشبّع بالفطرة فكسته حُلّة من روح التأمل مع روح التجربة مع روح الشفافية ..

 فأتت بحكم ربانية لم ولن نتعلمها إلا من شخوص صغارنا ..

كان من الممكن أن يُحدّا أبا وأم عائشة من حركتها على الشاطىء

.!!.  ولكن أتعرفون

 .. لاحظت فيها شخصية قيادية جميلة البسمة ستكون مؤثرة فيمن حولها

.. تلك الفتاة الرائعة على الرغم من

 صغر السن إلا أن عزيمتها الطفولية  جعلتها تسيطر على من حولها من صغار وكبار

.. ليبحثوا معها عن هدفها البسيط

.!!. ما بالكم لو كان الهدف كبير

ولولا روح الأم والأب الجميلة التى سمحت لروح عائشة بالإنطلاق

 .. ما كانت بذرة القيادة شربت أولى

 جرعتها من ماء التجربة

.. لتتفتح بعون الله فيما سيكون فى المستقبل ..

البحر عالم ساحر يحمل بين طياته حالة ساحرة  من ذكر مع تأمل مع حنين  مع اشتياق مع وجع من سماعه لآلام الكثيرين مع ضحكات من القلب مع ذكريات لمسة الأم مع سحر السماء الذى ليس له مثيل ..

هناك من هم كالبحر

 لا تشبع منهم ولا من لقياهم

 .. فكونوا كالبحر..

تعطوا الآخر ما يسعده وينفعه

 بدون مقابل

.. تهفو لكم القلوب والعقول معا فى تناغم و اشتياق ..

فتجد عندكم الدواء الشافى من العلم و العمل لوجه الله تعالى ..

دمتم متأملين ذاكرين خاشعين يا أهل رب الجمال :) .. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز