عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «24»

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «24»
تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت «24»

لا عود الحطب بات يخدعنا ولا غادة باتت تلهينا
 



كانت رائحة «الفراخ المشوية» تداعبنا أينما ذهبنا، كنا نتخيلها وهي تتمايل على الشواية ونحن نقطتع من جسدها دون رحمة، لنسد نهمنا، «عبده» رأى ذلك في أعيننا، وشمه في حديثنا ذات ليلة فقال: «ما رأيكم لو جمعنا من بعض وعملنا عشوة فراخ مشوية»، هو كان يعرف أن الحالة «ضنك»، وأن مقتنا للجبنة القديمة بات أكثر من مقتنا للصهاينة، استطرد في الحديث عن سر التتبيلة وروعة مذاق الفراخ، التي ستستغرق على النار فقط ساعتين، هم ساعتين من جوع بعدها «تملأ النساير بطوننا» اقتنعنا تماما بالفكرة، وباتت المعضلة أمامنا هي الأموال، من أين نأت لعبده بثمن الفراخ ومستلزمات الشوي، والذي غالى فيها «عبده» جدا ورفع سعر الكيلو مستغلا مقتنا للجبنة القديمة وتطلعنا إلى الفراخ المشوية، وبعدما ضربنا أخماس في أسداس، قررنا إحضار «فلوس الفراخ» ولو سرقناها، أمير صديقنا تسلل إلى غرفة أبيه واصطاد من «جيب الصديري» بضعة قروش، ورؤوف ذهب إلى الأرض وجمع بعضا من المحصول ليلا وذهب به إلى السوق، أما أحمد فكان معه فلوس الدروس، وأنا كان لدي «كاوتش أميجو بينور» بعته بثمن بخس قروش معدودة حملتها إلى عبده، الذي طمئننا أن كل شئ يسير على ما يرام، أعطانا موعد التجمع فكنا هناك، انتظرناه لم يأت.. فتحنا أنوفنا علنا نستنشق رائحة الشواء لم يدخلها إلى التراب.. كذبنا حدسنا بأن «عبده» خدعنا، واختلقنا له الأعذار.. ربما لم يجد دجاجا.. أو فحما.. أو ربما التتبيلة تأخذ وقتا.. ربما الأموال لم تكف.. ساعات وربما هذه تأخذنا في الشارع ذهابا وإيابا حتى تململنا منها.. وهنا ظهر «عبده»، أسرعنا إليه أين الفراخ.. طأطأ رأسه وقال: «يظهر إننا مش مقسوم لنا ناكلها.. حاجة غريبة حصلت»، في صوت واحد «إيه اللي حصل يا عبده؟»، قال: «على اتفاقنا ذهبت إلى بائعة الفراخ وأعطيتها ما معي من نقود فقالت لي من عيني بعد أسبوعين تعالى .. وحسب الموعد ذهبت إليها لأحضر الفراخ فقالت لي أن سعر الكيلو زاد إلى الضعفين وما تركته من نقود لا يساوي حتى ثمن دجاجة واحدة.. لكن لأننا تعاهدنا.. سأمنحك بيض.. خذ بيض.. سيكون طعمه جيدا مع الجبنة». صرخنا جميعا في وجه «عبده»: «هي ناقصة بيض؟»، أقدم رؤوف ومسك عبده من رقبته وأخذ يصفعه، واستعد أمير ليركله، فإذ به يخرج «عود حطب» ويقول لنا، تعالوا سأعوضكم عن «الفراخ المشوية»، سرنا خلفه حتى وصلنا إلى نافذة دار قديمة دفعها بيده، وإذ بفتاة تنام على حصيرة، أدخل «عبده» عود الحطب من النافذة وأخذ يرفع طرف ثيابها، تدافعنا إلى النافذة نطالب «عبده» بترك «عود الحطب لنا»، بضع دقائق مرت ونحن مشغولون بعود الحطب والفتاة، حتى «لوت بطوننا من الجوع»، فرمينا «عود الحطب»، ومسكنا في نحر «عبده»، وقلنا له: «نريد أن نأكل يا عبده.. نريد الفراخ أو أموالنا.. لا عود الحطب بات يخدعنا ولا غادة باتت تلهينا»    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز