عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد مطش يكتب: 24 قِيرَاطُ يا سادَة

محمد مطش يكتب: 24 قِيرَاطُ يا سادَة
محمد مطش يكتب: 24 قِيرَاطُ يا سادَة

لا تعد ولا تحسى نعم الله على الإنسان فكل منا يستطيع أن يرى ويتكلم ويسمع ويتذوق ويدرك ويتواصل ويبدع ويتفاعل يؤثر ويتأثر فكل ذلك هبةً من عند الله لا يستطع فرد أن ينكرها أو يقلل منها لأن الله منحنا كل هذه الحواس الطيبة لكى ننظر ونتدبر أحوالنا ونشكره على كثير عطاياه. إن نعمة الرضا وقبول ما هو متوفر لدى كل منا تمنح الإنسان الهدوء والسكينة وراحة البال وتجعل الفرد قادرًا على الإنتاج والعطاء ويشعر دائمًا بحالة من السعادة والنشوى من قبل من يتعامل معهم لأن علاقتهم يغلب عليها التكافؤ والشعور بالرضا والمودة. أما في حالة التمرد وعدم احساس الفرد بالقناعة والرضا لما هو عليه؛ يصيب ذلك الشعور الفرد بالإحساس السيء تجاه الآخرين ويجعل منه كائنًا سلبيًا لا يستطع النمو والبناء والعطاء بل يظل طيلة عمره في حالة بؤس وشقاء. وعبر السطور القليلة القادمة أود أن اطرح فكرتي وقناعتي البسيطة والمتمثلة في أن الله سبحانه وتعالى يقول "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، بمعنى أن لكل منا حقه الذي قسمه الله له سواء كان هذا الرزق ممثلاً في الصحة، أو المال، أو البنون، أو في المناصب الاجتماعية المرموقة، أو في زيجة صالحة، أو في علم ينفع صاحبه وينتفع به اجيالاً تلو الأخرى.
إن الفرد قد يملك مالًا ولا يملك ولدًا، أو يملك صحة ولكن لا يملك ثروات طائلة، وقد يملك أولاد ولا يملك صحة تجعله قادر على الانفاق على أولاده لتوفير سبل العيشة ومتطلبات الحياة الصعبة. كل هذه النعم لابد أن يدركها الفرد ويدرك كذلك أن من معه ليس مع غيره والعكس صحيح؛ حتى يشعر براحة النفس وهدوء الروح ولا يعيش طيلة عمره في عذاب وحيرة المقارنة والنظر إلى غيره.... حقًا إن الرضا وقبول ما هو مقسوم لنا نعمة من المولى عز وجل لأنه في غياب هذه القناعة أو في حالة زوال الرضا من النفس البشرية نجد تفشي امراض اجتماعية كثيرة مثل السرقة والنميمة والغيبة والحقد والحسد والرغبة في زوال الخير من يد الغير، وكلها امراض تؤدى إلى تفكك العلاقات السوية بين الناس بعضهم البعض وتجعل من الفرد إنسانًا عدوانيًا لا يسعى للتقدم والرقى بل يفكر دائمًا في الهدم وزوال النعم من يد غيره.
إن شعور الفرد واحساسه أن ما يملكه قد لا يكون مع غيره يجعله اقدر على التعامل مع الامور بصورة سلسلة وبسيطة بعيدةً عن التعقيد وتعظيم الامور لأنه شخصية سوية متصالح مع نفسه يعرف جيدًا ما له وما عليه ما يستطيع فعله وما لا يقدر عليه ما يملكه وما يفتقده وكل هذه الاشياء تجعل الإنسان محبًا للحياة زاهد في الالتفاف للغير لمتابعة امورهم والحسد والحقد لما يمتلكونه. نصيحةً اكتبها  لكل من يقرأ هذا المقال اطلب من الجميع أن يستمتع بكل ما يملك مهما كان حجمه أو قدره فإن الله عز وجل له في تقسيم الارزاق حكمة حيث يجعل من يشاء فقيرًا ويجل من يشاء غنيًا، يهب الصحة لمن يشاء ويحرم منها كثيرون فلله عز وجل حكمة في ذلك لو ادرك اصحاب العقول.
اتمنى ان أكون سلطت الضوء عبر السطور القليلة السابقة قيمة كلمة "الرضا" واعليت من معنى الشعور بالقناعة لأنها كنز لا يفنى مهما اخذنا منه واتمنى أن نعيش جميعًا متصالحين متحابين حتى لا تتفكك العلاقات وتهوى الصداقات وتزول النعم لأننا مهما سعينا واجتهدنا للحصول على هذا أو ذاك فإن المقسوم لنا من الله سيكون مقسمًا لكل منا 24 قيراط. 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز