عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. يسرا محمد سلامة تكتب: لماذا تنهار السياحة في الاسكندرية؟‎

د. يسرا محمد سلامة تكتب: لماذا تنهار السياحة في الاسكندرية؟‎
د. يسرا محمد سلامة تكتب: لماذا تنهار السياحة في الاسكندرية؟‎

    الإسكندرية عروس البحر المتوسط، السياحة الشاطئية رأس مالها وتُعد المصدر الأساسي – وربما الوحيد – للدخل خاصةً في فترة الصيف، ولأنها المزار السياحي الأهم قامت على هذه الشواطئ العديد من المنشآت السياحية التي تنوعت بين المطاعم والكافيهات، وهي توظف عدد لا بأس به من الشباب من الجنسين.



    إلا أنّ ما يعيب هذه المنشآت – وعن تجربة شخصية، حدثت منذ أيام قليلة – ضعف – بل سوء - الخدمة المقدمة رغم ارتفاع أسعار الطلبات بشكل لا يمكن تخيله، وكأنهم كانوا ينتظرون ارتفاع أسعار الوقود ليقوموا هم الآخرون، برفع السعر إضافة إلى رفع الضريبة المفروضة على الخدمة والمبيعات.

    وكأن كل هم إدارة المنشأة تحصيل المبالغ النقدية، بصرف النظر عن سوء الخدمة من جودتها، فقاموا بتوظيف مجموعة من الشباب غير العابئين بسمعة المكان، ليس لديهم ألف باء التخديم على الزبائن، ولا يراعون فكرة وجودهم في مكان ساحر مثل الذي يشتغلون فيه على البحر مباشرة وبجوار مزار سياحي كبير وتاريخي مهم مثل قلعة قايتباي.

    فنجدهم مثلا يتأخرون في تقديم طلب ما، وعندما يقدمونه ينسون دائمًا ملحقات الطلب، كالشاي الذي ينسون تقديم السكر معه، وتظل تنتظر إلى أنْ يأتي السكر في مكان يطل مباشرة عالبحر فتكون النتيجة أنّ الشاي يبرد، وعندما تشتكي وتطلب شايًا آخر، يتذمر من يقوم بخدمتك وينهرك حتى لا ترفع صوتك – نعم ينهرك!! - فلا يكون منه إلا أنْ يطلب لك الشاي ومعه الحساب، وكأنه يقول لك، نكتفي بهذا القدر منك ولا ترينا وجهك مرةْ أخرى.

    وعندما تطلب الغذاء ومعه مياه غازية، يحضرون لك المياه الغازية قبل تجهيز طلبك بنصف ساعة، فتشتكي أنك طلبت الاثنين مع بعضهما لا واحدًا تلو الآخر فتكون النتيجة أنهم يأتون لك بنفس عبوة المياه الغازية التي قدموها لكَ من نصف ساعة وهي خارج الثلاجة فلم يكلفوا خاطرهم بوضعها فالثلاجة لا هي ولا الكاسات التي بها الثلج – الذي ذاب بكل تأكيد فالكأس – ومن كثرة الأخطاء تضيق ذرعًا فلا تشتكي بعد ذلك وتُنهي جلستك سريعًا، التي تستمتع بها مع البحر وروعة المكان بسبب هذه الغلطات الفادحة، ولا تنوي العودة له مرة أخرى؛ لأنّ من يشتغلون به لا يستحقون المبالغ التي ستدفعها نظير وجودك.

    ونأتي للأمر الذي يمكن تغافله إطلاقًا، وهو ارتفاع الأسعار، فعندما تمسك "المنيو" ستلاحظ أنّ أسعار الطلبات ازدادت فقد قامت إدارة المكان بوضع "ستيكر" عليه الأسعار الجديدة مكتوب بخط اليد على السعر المطبوع في القائمة، والذي زاد بطريقة لا يمكن تخيلها، الأمر الذي حدا بعدد من الأسر عند معرفة هذه الأسعار بعدم تكملة الجلوس في المطعم والخروج دون طلب أي شئ، فهل هذا يُعقل؟!!، أنْ يصل بنا الحال إلى عدم قدرتنا على استنشاق الهواء النقي في مكان يطل على البحر لمجرد أنه "سياحي"، انتظر ارتفاع سعر الوقود ليقوم هو الآخر برفع السعر غير عابئ بالأزمة النفسية التي ستخلفها عدم قدرة هذه الأسر على أنْ تُنزه أطفالها بشكل "إنساني"، فما مصير هؤلاء الأولاد الذين خرجوا من المكان دون الاستمتاع مثلهم مثل أقرانهم من الصغار؟!!، ونأتي للمأساة الكبرى ألا وهي إدارة المنشأة، التي لا تعبأ بأي شكوى ولا تكترث لها، بل تستهتر بمن يقدمها ولا تقدم حتى الاعتذار له.

    إذا أردت النهوض بالسياحة بطريقة جدية، عليك الاهتمام بمن يشتغلون بها؛ لأنهم الواجهة الرئيسة لأي مكان، وإذا لم يكن هؤلاء على المستوى المطلوب فقل على السياحة السلام، ولا عزاء لمن يمتهنونها، فهم من سيضيعون الشئ الوحيد الذي يُدر دخلاً كبيرًا على هذا البلد، أي بيدهم لا بيدِ عمرو، ولا يجب عليهم أنْ يتظلموا ويشعروا غيرهم بالذنب وأنّ حقهم قد أُهدر.

 

 

   

 

   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز