عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. فاطمة حسن تكتب: بطل أبكي الرجال

د. فاطمة حسن تكتب: بطل أبكي الرجال
د. فاطمة حسن تكتب: بطل أبكي الرجال

الأرض ، الوطن ، الشرف ، كلمات كانت دائما تتردد داخل أرجاء بيت العائلة ، اعتدت سماعها كثيرا ، كانت تشعرني بالفخر ، وبالخوف . كنت دائما افتخر بمن يرددها ويقولها بكل قوة وثقة ، فقد كان أخي الشهيد العقيد يحي حسن من رجال القوات المسلحة المصرية الذين يؤمنون ايمانا تاما بهذه الكلمات الثلاث ، رأيته كرث حياته بأكملها للدفاع عن أرض بلاده ، وإعلاء راية وطنه مصر الحبيبة ، وللحفاظ علي شرف كل مواطن مصري ؛ لذا دائما ما كانت هذه الكلمات تشعرني بالفخر ، أما عن الخوف فقد كان شعورا دفينا يتسرب الي نفسي في كل مرة كنت اسمع او اقرا او اشاهد اخبار شهداءنا من رجال الجيش المصري في سينا ، كنت اتذكر يحي وهو يتمني الشهادة ويسعي لينالها ...



مرت ايام قليلة علي استشهاد العقيد البطل ، ولم تفارقني صورته وذكراه ، لقد سيطرة علي الكثير من الاسئلة محالة الاجابة ، كيف استشهد ، ولماذا ، ومن المسئول عن استشهاده ، وما هي الحقيقة وراء هذه الفاجعة ؟ بدأت رحلة البحث عن اجابة كل هذه الأسئلة ، وتضاربت الأقوال ، ولكنني لم أصل إلا إلي حقيقة واحدة ، وهي أن أخي قد أصبح شهيدا في سبيل الله ، من أجل ما من به طوال حياته ، من أجل الوطن والأرض والشرف . 

لقد التقيت الكثير من زملائه البواسل ، حدثوني كثيرا عن بطولاته ، ومعاناته ، وأفكاره ، قرات في كلماتهم وعلي السنتهم شخصية العقيد يحي حسن التي لم اكن اعرفها ، لقد رأيت الدموع في أعينهم حزنا علي ذلك القائد البطل العظيم ، لم التقي بزملائه فحسب بل التقيت ايضا بمشايخ سيناء ، هؤلاء الذين اعلنوا الحداد بقبائل شمال سيناء حزنا علي رحيل الشهيد الذي وحدهم وحاربوا الارهاب معه . 

مشاهد رائعة اشعرتني بمهابة الجيش المصري ، واستوقف اخي المستشار محمد حسن ، والذي اعتدت معه سماع كلمات خطاب الرئيس الراحل محمد انور السادات بعد نصر 73 ، لقد كانت مشاهد الاحتفال بالعقيد الشهيد يحي حسن ، كان المشهد الاول بالجنازة العسكرية ببني سويف ، والتي حضرها من لم اكن اعرفهم من صدمة استشهاد أخي الحبيب ، والثاني عندما دعينا لتكريم العقيد بجنوب سيناء فإذا بفرق عسكرية كاملة تستقبلنا عند كل كمين من تلك الكمائن التي أسسها اخي الشهيد العقيد ، اما الثالث فكان بنادي الزمالك عندما كرم أخي الحبيب في حفل مهيب ، والرابع كان في شهر رمضان حيث نظم زملاء الشهيد حفل كبير دُعينا جميعا إليه اعترافا بفضله ، و تخليدا لذكراه . ومشاهد أخري بقيت ذكراها داخلي لتشعرني بالفرح تارة ، وتغمرني بالأسي تارة أخري .  

وفي النهاية لا يسعني الا ان اوجه كلمة لأخي الحبيب ، لقد اشتقنا اليك ، والي حسن 

خلقك ، وصبرك ، وتحملك للصعاب ، ستظل ذكراك خالدة علي مر السنين ، لن ننساك ولن ننسي حبك لبلاك ، ولن ننسي كلماتك الثلاث ، الأرض ، الوطن ، الشرف ...

 

* المتحدث الرسمى باسم جامعة بنى سويف
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز