المتحدث باسم جامعة الازهر: مناهج الازهر بريئة من تخريج المتطرفين والدواعش

حوار- آية رضا حبيب

الحملات المسمومة هدفها هدم الازهر لصالح المتشددين .
 
نحن بحاجة ماسة لتجديد الخطاب الاعلامي والثقافي والفني حتي ينجح تجديد الخطاب الديني
 
 
 
اكد الدكتور احمد زارع وكيل كلية الاعلام والمتحدث باسم جامعة الازهر أن  مناهج الازهر بريئة من الاتهام الباطل بتخريج متطرفين ودواعش والازهر لم يكن يوما ما مشجعا علي التطرف أو يقف صامتا امام الجهلاء الذين يسيؤون للاسلام بمفهومهم الضيق ، ونظرتهم الشاذة للفقه الاسلامي ، فالازهر يقوم بدوره منذ مئات السنين ، ولم يضبط بتشجيع التطرف او تخريج متطرفين ، ولا ننسي ان الازهر هو الذي قاد حملة التنوير في مصر ، والعالم الاسلامي  لماذا لم تكن علوم الازهر متطرفه إلا هذه الفترة ؟مع العلم بأن نفس هذه العلوم درسها المفكرون ،والعلماء،والأدباء،والزعماء ،من بينهم الشيخ محمد عبده ،وسعد زغلول ،وأحمد عرابي،وعلي مبارك ....إلخ فهؤلاء من أبناء الإزهر وتعلموا فيه ،وكانوا مثالا يحتذي به في العلم والوسطية والفهم الحقيقي للدين.

وانتقد زارع في حوار خاص لبوابة روزا ليوسف الحملات المسمومة ضد الازهر الشريف التي تستهدف هدمه باعتباره منارة الاسلام الوسطي علي مدار التاريخ وفي كل العالم مطالبا من ينتقدون دور الازهر في تجديد الخطاب الديني بالتركيز علي علي تجديد الخطاب الثقافي والاعلامي والفني .

والي نص الحوار
 
تابعنا مؤخرا العملية الارهابية الخسيسة برفح ، والتي أسفرت عن استشهاد واصابة 26 مصريا ، ومقتل اكثر من 40 ارهابيا ..تعليق حضرتك علي الهجوم الأخير؟
 
الهجوم الارهابي الاجرامي الذي حدث في رفح  وقامت به الجماعات الإرهابية المتطرفة هدفه زعزعة استقرار مصر ،وإتضحت الصوره لاي مواطن بسيط  أن هذه الجماعات مدعومة وممولة من قوي خارجية لا تريد لمصر ولا المنطقة أي خير او استقرار ، وهذه الجماعات المتطرفة تدار بالريموت كنترول من الخارج لتنفيذ أجندة ومخطط ومؤامرة ضد مصر ، ولعل التمويل الضخم و الاسلحة الحديثة التي يمتلكونها ، والمتفجرات  الممنوع تداولها ، وعربيات الدفع الرباعي التي تتخطي ملايين الدولارات يؤكد ان هناك من يدعم ويمول هذه التنظيمات الارهابية ، وهو ما اعلنت عنه مصر منذ اكثر من عامين ، واكتشفت الدول العربية الدور المشبوه لقطر في دعم الارهاب وتمويل الارهابيين لتهديد الاستقرار والتدخل في شئون الدول العربية ، وهذا ما يفسر الموقف الصارم الذي اتخذته الدول العربية الداعية لمواجهة دعم قطر للارهاب لهو اكبر مثال علي الدور القذر لقطر .
 
كيف يمكن افشال المخططات التي تنفذها التنظيمات الارهابية في  تحقيق أهدافها ؟ وما هو دور القوات المسلحة لمواجهة هذه المخططات ؟
 
كما أكدت أن الهدف من مثل هذه العمليات هو محاولة كسر ارادة مصر ،  وضرب الوحده الوطنيه للشعب المصري وإظهار حاله من الفوضي والشغب ،لان تماسك الشعب المصري ووحدته هي الصخره التي  تتحطم عليها أهداف الاعمال الارهابية ، ،بالإضافه إلي الدور البطولي الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية والشرطة في مواجهة الارهاب نيابة عن الشعب ، ولعل البطولات التي يسطرها خير جنود الارض في التصدي لهذه  المخططاتهم الإجرامية بكل بساله وفخر سيكتب في التاريخ ، خاصة بطولات التضحية والفداء ،وهذه المحاولات الارهابيه سوف تبوء بالفشل لأنهم راهنوا علي  كسر وحدة  صف الشعب المصري ولن تستطيع قوي مهما كانت أن تفتت وحدة الشعب لأنه نسيج واحد متجانس مسلمين واقباط وهذه حقيقه لأنه عبر تاريخ مصر لم تستطيع أي حادثه او عملية ارهابية  او قوي  أن تؤثر في وحدة  هذا الشعب العظيم  بل العكس هو الصحيح تزيد هذا الشعب اصرارا وتماسكا وثقة في قواته المسلحة ، وهو ما شاهدناه عقب كل العميات الارهابية التي تمت في مصر في السنوات الاخيرة . وبالتأكيد هذه الجماعات سيتم القضاء عليها ، ولن تستمر ولن يكون لها اي وجود في المستقبل القريب .
 
ما هو المطلوب من الشعب في هذه المعركة وحرب الوجود التي تخوضها مصر ؟
 
يجب أن نتوحد ونقف خلف قيادتنا السياسية بكل ما اوتينا من قوة ، فالوحدة والتماسك هي  أولوية لهذا الشعب ، ثم يأتي بعد ذلك أدوار اخري اهمها الوعي بما يحدث ، وعدم تصديق  الشائعات التي  يتم ترويجها من قبل الجماعة الارهابية لإحداث شرخ في المجتمع المصري

يجب أن يكون لدينا وعي تام بهذه الشائعات ولا نصدقها ونلتف حول قيادتنا وان نضحي بالغالي والثمين من أجل هذا الوطن ،واذا تطلب الأمر أن يتحول كل فرد من أفراد الشعب الي جندي للدفاع عن الوطن والتكاتف والدفاع عن  أمننا القومي ، وإذا نجحنا في ذلك بلا شك  سنقضي علي هذه الجماعات الخائنة والعميلة .
 
مع كل حادث ارهابي يتجدد الجدل حول دور الأزهر في المواجهة ، وأحيانا يحمل البعض الازهر جامعة ومشيخة  جزء من المسؤوليه  تعليقك ايه؟
 
لاحظنا بالفعل أن  هناك بعض الحملات المسمومة ضد الازهر ، دون علم أو دراية بعض الناس تتهم الازهر وتحمله المسؤوليه ولكن هذا خطأ، كما أن الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر صنف هؤلاء الي  نوعين،  الاول صاحب أيدلوجية فكريه معينه مناهضه لمجتمعنا ولديننا بغرض هدم  وأهم واعز ما تملكه مصر  وهو الازهر  ،والبعض الأخر  يلجأ للهجوم غير المبرر علي الازهر من اجل الاثارة والشو الاعلامي  .
 
لكن هناك تيار له ملاحظات علي أداء الازهر في ملف مواجهة التطرف ..ردك ايه ؟
 
الازهر لم يكن يوما ما مشجعا علي التطرف أو يقف صامتا امام الجهلاء الذين يسيؤون للاسلام بمفهومهم الضيق ، ونظرتهم الشاذة للفقه الاسلامي ، فالازهر يقوم بدوره منذ مئات السنين ، ولم يضبط بتشجيع التطرف او تخريج متطرفين ، ولا ننسي ان الازهر هو الذي قاد حملة التنوير في مصر ، والعالم الاسلامي  وقاد حملة التنوير في كل المجالات وهذا شيء تاريخي ليس فيه مزايده ،فبلا شك كيف يتهم الازهر بتشجيع  التطرف وهو كان وفقا للتاريخ  يقود حملة التنوير؟ ولماذا لم تكن علوم الازهر متطرفه إلا هذه الفترة ؟مع العلم بأن نفس هذه العلوم درسها المفكرون ،والعلماء،والأدباء،والزعماء ،من بينهم الشيخ محمد عبده ،وسعد زغلول ،وأحمد عرابي،وعلي مبارك ....إلخ فهؤلاء من أبناء الإزهر وتعلموا فيه ،وكانوا مثالا يحتذي به في العلم والوسطية والفهم الحقيقي للدين .

أعتقد ان مثل هذه الحملات المسمومة والتي لا أساس لها من الصحة بوقائع الحاضر والماضي ،تستهدف هدم مؤسسة الازهر العريقة ، ودورها في مصر والعالم ، من تصدير للاسلام الوسطي المعتدل ، ونحن منفتحون علي الجميع ولدينا كل الادلة والحجج التي تدحض هذه الافتراءات ، والقدرة علي التحاور مع المنتقدين لدور الازهر ومناقشتهم بالحجة والمنطق لكي يتضح للجميع زيف ما يزعمون .
 
دعنا نتوقف هنا عند اتهام البعض للازهر بأنه فشل في تجديد الخطاب الديني  علي سبيل المثال ..كيف ترد علي هذا الاتهام ؟
 
تجديد الخطاب الديني هذه المقوله بعض الناس استخدموها استخدام خاطئ ليطعنوا في الازهر ،والدين الإسلامي هو دين متجدد بطبيعته يناسب كل زمان ومكان ،والنبي(صلي الله عليه وسلم)يقول يأتي علي رأس كل مائة عام لامتي من يجدد لها دينها )وطبيعة الشريعه الاسلاميه انها شريعه مرنه تحوي الزمان والمكان كله ،فالثوابت المنصوص عليها لن تتغير فهي ثابته بالكتاب والسنة والإجماع ،اما المستجدات التي تواكب العصر ومصالح الناس فللعلماء والمجتهدين رأي.

يقول الله تعالى (فسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)اهل الذكر في كل المجالات والتخصصات واعطي الإجتهاد فرصه وهذا الإجتهاد له شروط ومقاييس فليس من حق أي شخص أن يجتهد فقط من توافرت فيه الشروط ،وفي كتب الازهر لدينا كتب تدرس القضايا المعاصره منها قضية التجميل ،وزرع الاعضاء ،وتحديد نوع الجنين وغيرها من القضايا التي يتناولها الغرب الان موجوده لدينا وللإسلام رأي فيها والعلماء يقولون رأيهم ويجتهدون وهذا نوع من  التجديد .
 
برأيك كيف ينجح  تجديد الخطاب الديني  في مواجهة القضايا المعاصرة؟
 
لا يمكن أن ينجح ما يعرف بتجديد الخطاب الديني إلا إذا جددنا ما يتوازن معه من الخطابات الأخري فالخطاب الثقافي يحتاج تجديد ، والخطاب الإعلامي والفني والتربوي  بحاجة لتجديد ،لماذا نكثر القول في تجديد الخطاب الديني ويأتي مسلسل فني يدعو الي العنف والجهل والتخريب ومفاهيم خاطئه كما نشاهد يوميا ،  فهو بذلك يهدم ما يسعي إليه المجددون وكل مايقوله العلماء ،فلابد أن يكون هناك توازن بين المؤسسات المختلفة ثقافه،فن،تربوي،....الخ بحيث يعزف كل هذا علي سمفونية واحده يجب أن تتوازن وتتكاتف لكي ينجح الكل ،لكن أن نقول إن المنظومه الدينيه تعزف بطريقه معينه وتأتي المنظومه الفنيه وتهدم هذا الأمر أو توجه رسائل عكسها فسندور في حلقه مفرغه فليس فقط الخطاب الديني وحده هو الذي يحتاج تجديد ،
 .
بإعتبارك المتحدث بإسم جامعة الازهر ما هي اخر التطورات في ملف تجديد المناهج الازهرية  ؟
 
هناك ما يعرف بنظام الجودة وجامعة الأزهر بها ٧كليات بها جودة وسيتم تطبيق نظام الجودة في باقي الكليات ،وتم إعطاء دورات تدريبيه مكثفه لبعض الاساتذه وأصبحت طريقة التدريس تتم وفقا لهذه الدورات وكذلك عند وضع أسئلة الإمتحانات ونحن نطور في طريقة التدريس شئ فشيئا وقيادات الجامعه تتابع هذا بإستمرار والإستفادة من الأساليب الحديثه وكل الأفكار المتطوره .
 
لكن البعض يهاجم المناهج الازهرية  بدعوي انها تخرج متطرفين ودواعش ؟
 
هذا ظلم كبير ، وعدم موضوعية ، فليس معني ان يكون هناك متطرفا درس بالازهر ، ان نتهم المناهج بذلك ، وهل اذا خرج احد المتطرفين من اي جامعة مصرية او عالمية ان نتهم هذه الجامعة بتشجيع التطرف ، جامعة الازهر تخرج فيها ملايين المصريين والمسلمين منذ انشائها ، نحن  ظلمنا كثيرا في هذا الأمر وابناء الازهر هم أقل الناس تطرفا فالتعميم هنا خاطئ .

لم أنكر ان  هناك بعض مظاهرات قام بها الطلبه لكنهم بالنسبه لعدد طلاب الجامعه عموما ،ونحن مؤسسه مثل اي مؤسسه من مؤسسات الدوله حصل فيها بعض التجاوزات من بعض الأبناء وتم اتخاذ موقف تجاههم ولفظناهم من بيننا فهذا ليس معناه أن المؤسسه كلها متطرفه أو أن العلوم التي تدرس هي علوم متطرفه هذا كلام خاطئ ،لماذا لم يقل أحد أن نقابة الأطباء متطرفه بالرغم انه سيطرت عليها الجماعه الارهابية  فالتعميم خاطئ ومرفوض.
 
بإعتبارك وكيلا لكلية الاعلام بجامعة الازهر ..هل تنجح الهيئات الجديدة في ضبط الفوضي الاعلامية التي نعاني منها ؟

انا سعيد بهذه الهيئات ومتفائل بدورها ، ولا شك أن هذه الهيئات تقوم بعملها وستنجح في ضبط الفوضي الإعلامية وقد أصدرت الهيئات عدة تصريحات تساعد علي ضبط المشهد الإعلامي ،وبعدما يتم تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي وتطبق هذه الهيئات المواثيق بلاشك فإن المنظومه الإعلامية ستسير في رؤية جيده تخدم المجتمع اكثر مما هو حاصل الأن ومتفائل جدا بأن الهيئات الثلاثه ستحدث تحول كبير في ضبط المشهد الإعلامي ومواجهة الفوضي الاعلامية.
 
تقييمك لاداء الإعلام المصري في  تناول أزمة دعم  قطر  للارهاب او ارتفاع الاسعار مثلا ؟ 
 
أزمة قطر مرتبطه بالإرهاب لإنها تمول وتدعم  بالمال والسلاح من قوي خارجيه وهذه قضية مهمة ولابد أن يتناولها الإعلام بكل حذر لكي تتبين الحقيقه للناس لكي يعلموا من هو المسؤول ؟ ومن الذي يدعم وتتضح الخفايا ،اما بالنسبه لتناول الاعلام  لمعاناة الناس من أزمة الأسعار فهذه الأزمه بمثابة دواء مر تتجرعه الدوله لإحداث اصلاح اقتصادي ولا شك أن الإعلام قام بدوره وتناول هذه القضايا بدقه.