عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سكينة فؤاد: نُخطئ فى حق المرأة بتقديمها كـ"بهارات" للعمل الدرامي

سكينة فؤاد: نُخطئ فى حق المرأة بتقديمها كـ"بهارات" للعمل الدرامي
سكينة فؤاد: نُخطئ فى حق المرأة بتقديمها كـ"بهارات" للعمل الدرامي

ناديت بالحفاظ على اللغة العربية .. واليوم أُطالب بالتمسك بالعامية



حوار:- غدير محمود

 

السيدة الأولى والأخيرة التى تولت منصب مستشار الرئيس لشؤون المرأة، كاتبة صحفية وروائية كتبت العديد من الروايات أبرزها "ليلة القبض على فاطمة"، التى تحولت إلى فيلم سينمائى قامت ببطولته الراحلة "فاتن حمامة"، واندمجت بعد ذلك فى الحياة السياسية التى خطفتها من كتابة الروايات، فكانت النائب الأول لرئيس حزب الجبهة الديمقراطية المعارض ونائبة في مجلس الشورى، لذا كان لنا الحوار مع الدكتورة سكينة فؤاد...

 

  • لماذا غاب منصب مستشارة الرئيس لشئون المرأة في عهد الرئيس السيسي؟

أنا أول وآخر من توليت هذا المنصب، وكان ذلك في عهد الرئيس الأسبق مرسي والرئيس المؤقت عدلي منصور، فكل رئيس له رؤيته الخاصة، وقد يكون الرئيس اكتفى بالكيانات التي تمثل المرأة حاليًا، والتي أرى أنها تبذل قصارى جهدها للإهتمام بقضايا المرأة.

  • مارأيك في القول بأن منصب مستشار الرئيس هو منصب شرفي؟

 من خلال تجربتي لا أعتقد ذلك، فالرئيس عدلي منصور كان يُقدر دور المستشار، يستمع إلى كل ما أبديه ويلبي مطالبي، فكنت حريصة على نقل الواقع ومشاكل المرأة، ولم أكن على الهامش.

  • ما تقيمك للفترة التي اقتربتي فيها من مركز صنع القرار كمستشارة للرئيس؟

بعد أن قبلت أن تمتد الجسور مع جماعة الأخوان التي تؤمن بالإسلام الوسطي أملًا في أن يكونوا غيروا تاريخهم الدموي، أكتشفت أنهم يكذبون وتألمت أننى خُدعت لفترة، وأن غطاء الدين ليس إلا للبحث عن مصالح سياسية، وكل مايحدث فى سيناء وتساقط الشهداء كان يمكن أن يكون فى كل مصر بعد تخيير المصريين، إما أن يحكموهم أو يقتلوهم، فكيف لجماعة مصرية تدعى الإسلام الوسطى، أن تُسيل دماء من يختلف معها.

  • كيف تري أداء البرلمان حتى الآن؟

كنا ننتظر المزيد واتخاذ قرارات فى قضايا الناس الحقيقية ومواجهة مشاكلها بدلًا من الانشغال بالقضايا الخاصة، كارتفاع الأسعار وتشريع القوانين المشددة لمكافحة الفساد، فالقوانين الموجودة الآن تُسهِل الفساد، فلا يعقل أن حادثة رشوة واحدة تكون 35 مليون جنيهًا، بينما هناك طفل جائع يبكي ويبحث عن طعامة بالقمامة، فأنا دائمًا أقول مصر دولة غنية جدًا ومسروقة جدًا، فبالرغم من قضايا الفساد الكثيرة التي يتم ضبطها إلا أنها مازالت صامدة.

  • وكيف تري تمثيل المرأة فى البرلمان؟

أنا سعيدة بوجود هذا العدد من النائبات، فعندما توليت منصب مستشار الرئيس لشئون المرأة ناديت بزيادة نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان، كما طالبت بوجود محافظ إمرأة، وقولت إذا كانت المرأة قادرة على أن تكون وزيرة إذا ما المانع فى أن تكون محافظ، وبالمناسبة أشيد بالتشريع الخاص بتوقيع عقوبات على من يحاول حرمان الفتاة من ميراثها وفقًا للتقاليد التي لاتسمح بخروج الميراث خارج العائلة.

  • ما الأولويات التي يجب أن تكون بأجندة المسؤولين عن قضايا المرأة؟

بالرغم مما حققته المرأة من إنجازات وأصبحت وزيرة ومحافظة، إلا أن هناك أمور تخص القاعدة العريضة من النساء، وهي محو الأمية، وتحريرهن من الفقر والمرض، وأن تعود المرأة في القرية وحدة منتجة ونرى الزارعة والصناعة، بجانب صناعة الوعي، بالقضاء على الخطاب الذي يستخدم الغطاء الديني لتبرير تقاليد متخلفة، بالإضافة إلى الوعي بقيمتهن فيجب أن تؤمن الأم بقيمة ابنتها وألا يكون هدفها زواجها منذ يوم لمولدها.

  • لماذا لم تتولي المرأة حتى الآن منصب رئيس تحرير باستثناء الصحف النسائية؟

هناك فكر مسيطر بأن المرأة تتولى قيادة الصحف النسائية، لكن أتمنى أن أرى المرأة في الأجيال الجديدة رئيس تحرير صحيفة يومية، فأنا اندهش إذا كانت المرأة هي المعلمة فى الجامعة، فكيف لاتتولي منصب قيادي في تلك الصحف.

  • كيف تري مطالبات بعض الفتيات بالتجنيد في الجيش؟

لما لا، الفتاة ليست عاجزة أوقاصرة، فهناك مهمات الفتاة قادرة على القيام بها فى الجيش، ولكن وفقًا لما يراه الأفضل له.

  • كيف تري رفض البعض تولي امرأة منصب المحافظ استنادا لحديث " لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة " ؟

للأسف هي قراءة غير سليمة للدين ولقيمة المرأة، ففي عهد عمر بن الخطاب كانت المرأة وزيرة مالية، وعلى النقيض تبحث الدول المتقدمة عن المرأة لتشارك فى المشروعات الهامة؛ لما لها من نظرة ثاقبة قادرة على قراءة التفاصيل الدقيقة.

  • مارأيك فى صورة المرأة المقدمة فى الأعمال الفنية؟

نٌخطئ فى حق المرأة بعدم تقديم صورة حقيقية، وتقديم نماذج مريضة كـ"بهارات" للعمل، فهو عجز عن قراءة النماذج البشرية الإيجابية، فأغلب نساء مصر يمثلن قصص بطولة على أرض الواقع، فنجد فى غرفة صغيرة لحارس عقار، أُم بطلة مكافحة أولادها خريجى جامعات، فهذة القصص تمتلك مقومات الدراما أكثر من النماذج المقدمة الآن، التي يظن مقدميها أنها تحقق الإبهار الدرامي والنجاح.

  • بما تردي على من يدعى أن الأفلام الهابطة نقل للواقع ومرآة عاكسة للمجتمع؟

اتساءل هل مهمتي كمبدع نقل صورة فوتوغرافية للواقع ، لاأقصد تزيف الواقع وأن تتحول الدراما إلى مصلح اجتماعي، بل أرى أن المبدع لابد أن يمزج فى النص الدرامي بين الواقع ومعالجته، بتقديم الصورة المأمولة التى تُغري المتلقى بصناعة واقع أفضل، فمن المحزن أن نرى أولادنا اليوم في المدارس بسلاح أبيض تقليدًا لنماذج درامية قدمت السلبيات فى الواقع بشكل مبالغ فيه، لذا لابد من الإغراء بالنموذج الإنساني الجميل.

  • مارأيك فى اللغة التى يستخدمها الجيل الجديد من الشباب؟

لابد من إدراك أن هذا الجيل له لغة مختلفة، لكن ذلك لايعني الإنحدار باللغة، ففى فترة كنا ننادي بالحفاظ على اللغة العربية، لكن الآن ننادى بالحفاظ على العامية، بعد انتشار مصطلحات غريبة، وبعدما أصبح كثير من الشباب يتقنون اللغات الأجنبية ويدفعون الآلاف لمدارس دولية ولايجيدون اللغة العربية، ولا أعيب على أبناءنا، فنحن نحصد الآن مارزعناه وأهملنا فى رعايته، ولابد أن ندرك أن هناك فرق بين التطور والتربية التى لايجب تجاوزها تحت مسمى الحريات.

  • ماالرواية التي تمنيتي تحويلها إلى عمل فني؟

قصة "ست عيوش" من كتاب إمرأة يونيو، التي تتحدث عن فساد السلطة والأخلاق، واستخدام الغذاء وسيلة لمحاربة المصريين إما بالتجويع أو المحاصيل المُهرمنة والملوثة، كالتطبيع مع إسرائيل في الزراعة في عهد يوسف والي وزير الزراعة الأسبق، وكذلك قضية القمح فأصبحنا من أوائل الدول المستوردة للقمح بعدما كنا نصدره، وكما قال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق "كيسنجر" أن القمح ليس قضية زراعية ولكنه قضية سياسية، وأتذكر أن أمريكا أدعت أن مصر تعدت على إسرائيل عام 1967 وسحبوا شحنات قمح كانت فى طريقها إلى مصر، لذ أتمنى أن تكون أحد إنجازات الدولة الآن هو أن نأكل من زرع أيدينا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز