مدير بى بى سى فى مصر : نعمل بكل حرية ولا نتعرض لمضايقات .
08:42 م - الخميس 20 يوليو 2017
حوار - إسلام أبو المجد
حوارنا اليوم مع أكرم شعبان المدير الحالى لمكتب بى بى سى فى القاهرة ، والذى يضم تلفزيون بى بى سى والراديو والموقع الإلكتروني ، اضافة الى خلية نحل من الصحفيين والمراسلين والمصورين والفنيين .
عند دخولك المكتب ، لن تجد إختلافًا بين المقر الاقليمى الموجود فى القاهرة والذى يغطى الاحداث والفعاليات فى عدد من الدول المجاورة، وبين المقر الرئيسى لبى بى سى فى لندن . منظومة واحدة شاملة وتسير وفقا لمعايير وقواعد محددة ومتفق عليها ، حتى وان كانت عليها بعض الملاحظات .
فى البداية نود ان نعرف من هو أكرم شعبان ؟
أسمى اكرم شعبان عبده ، خريج كلية الاعلام جامعة القاهرة ، دفعة عام ١٩٩٤ ، عملت فى قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصرى ، ثم قناة المعلومات المرئية ، وبعدها فى القسم الخارجى بصحيفة الجمهورية لمدة عامين ، ثم انتقلت الى إذاعة الشرق الاوسط لأعمل مذيعا ، وفى عام ١٩٩٩ تقدمت لمسابقة عمل فى البى بى سى ونجحت لأنضم اليها فى فى نفس العام .
فى البى بى سى عملت كصحفي فى غرفة الاخبار ، ومخرجا لبعض البرامج الإخبارية ، ثم مقدما وقارئا للنشرات فى راديو بى بى سى ، الى ان اصبحت نائبا لمدير الراديو فى عام ٢٠١٠ .
وفى عام ٢٠١٣ توليت إدارة مكتب بى بى سى فى القاهرة ، وحاليا اقوم ايضا بعمل حلقة كل شهر من برنامج " بتوقيت مصر" الذى يعنى بالشأن المصرى؛ بصحبة الزميلة نسمة السعيد .
البعض يوجه أصابع الإتهام الى بى بى سى بالإنحياز فى بعض الأحيان نحو طرف معين ، كما إنكم ايضا تسمحون للمعارضين للدولة او من هؤلاء الصادر بحق مؤسساتهم او جمعياتهم احكاما بحظرها بالظهور على شاشتكم ، فما درك ؟
فى مصر هناك حالة من الاستقطاب الشديد ، وكل طرف يرى انه الصواب ، ونحن هنا نعتمد على سياسة الرأى والرأى الآخر ، ونبذل قصارى جهدنا فى اختيار افضل الضيوف للتعبير عن وجهتى النظر ، نعم فى الحقيقة هناك من يتهمنا بالانحياز الى جماعة الاخوان المسلمين ، واخرون يرون اننا خاضعين للدولة المصرية ، وبين الفريقين نجد أنفسنا فى المنطقة الصحيحة تماما؛ فى المنتصف حيث يجب أن نكون.
هناك بعض الاخبار التى نشرتها بى بى سى ، لكن سرعان ما اتضح انها ليست صحيحة او دقيقة ، فما تفسيركم لهذا الامر ؟ كونكم كما تؤكد مؤسسة مهنية ؟
كل ما نفعله هو جهد بشرى قابل للصواب او الخطأ ، نحن ننتج ٧٢ ساعة فى ٢٤ ساعة مقسمة ما بين " ٢٤ ساعة راديو ، ٢٤ ساعة تلفزيون ، ٢٤ ساعة موقع إلكتروني " ، وبالتالى وارد حدوث اخطاء ، ونحن عندما نرتكب اخطاء نعتذر عنها ونعرض المعلومة الصحيحة .
وعندما يساء فهمنا نوضح الموقف وغالبا ما يتفهم الآخر ذلك.
هل تتعرض بى بى سى لبعض المضايقات اثناء عملها فى مصر ؟
بالعكس نحن نعمل بحرية كاملة ، ولا احد يتدخل فى عملنا. هناك أحيانا بعض التأخر فى استخراج بعض التصاريح المتعلقة مثلا بالتصوير الخارجى ، لكنه امر عادى يسرى على كافة القنوات .
لدينا علاقات طيبة مع كافة المؤسسات الإعلامية كالهيئة العامة للإستعلامات ،والمركز الصحفى ، وجميعهم يوفرون لنا ما نطلبه ، ونستطيع ان نسافر حيث الخبر او القصة بكل حرية وسهولة .
كما اننا فى برنامج " بتوقيت مصر " قمنا بإستضافة بعض هؤلاء المحسوبين على خط المعارضة ، او المغضوب عليهم كما يرى البعض ، أمثال المستشار هشام جنينه ، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وغيرهم ، ولم يسألنا احد ماذا نفعل، او يبدى تعليقا حيال هذا الامر انطلاقا من سياسة بى بى سى فى عرض كافة الاراء .
البعض يرى ان تلفزيون بى بى سى يوجه خطابه الاعلامى نحو النخبة ، ويبتعد قليلا عن لغة البسطاء ؟
بالعكس ، نحن لدينا فى بى بى سى برامج خاصة وموجهة للمشاهد العادى ، على سبيل المثال " نقطة حوار " برنامج يعتمد بالاساس على مداخلات هاتفية من المتلقّى العادى ، وبرنامج " انا الشاهد " الذى يجعل من المواطن العادى فى المدينة او القرية او النجع مراسلا صحفيا بإستطاعته عمل قصة مصورة وعرضها على التلفزيون . وفى القاهرة " برنامج بتوقيت مصر " يتم تقديمه بلغة عربية غير متقعرة وقريبة من الجمهور كما ان مواضيعه تقترب من نبض الشارع .
ونحن بشكل عام فى بى بى سى وجهنا خاصة فى الفترة الاخيرة اهتماما كبيرا بالمرأة والشباب وجميع طوائف المجتمع وقواه .
اذا انتقلنا الى الداخل ، كيف ترى المشهد الإعلامى الحالى فى مصر ؟
كمسؤول فى بى بى سى ، لن استطيع التعليق ، لكن كونى مواطن مصرى ، ارى مع كثيرين انه مشهد سئ ، ملىء بالفوضى ، لا اعتقد انه يوجد مكان فى العالم به هذا الكم من برامج التوك شوز ، التى يتحول فيها المذيع الى خبير وناصح وموجه ، ويتحدث بالساعات فى مختلف القضايا ، ويوجه أوامر ، ويصدر احكاما ، حتى ان بعضهم تسبب فى حدوث بعض الازمات للدولة مع دول اخرى مجاورة ، واعتقد انه لابد من ان تتوافر منظومة قيم تحكم العمل الإعلامى فى مصر ، وكنت اتمنى ان يتم التسريع بالخطوات الساعية الى تصحيح هذا المشهد والتى اعلن عنها المشير عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع فى خطاب ٣ يوليو ٢٠١٣ ، كميثاق الشرف الإعلامى ، لكن للاسف هذا لم يتحقق حتى الان .
لكن الا ترى ان تأسيس الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام ، ونقابة الاعلاميين قد يسهما فى تصحيح المشهد الاعلامى ، ووضع معايير وقواعد حاكمة لممارسة العمل الصحفى ؟
كمواطن اتمنى طبعا ، ولكن هذا الاصلاح يعتمد على تطبيق الآليات على الجميع دون تمييز ، ووضع ضوابط وغرامات بحق من يرتكب اخطاء ، دون اغلاق او تسويد صحف او حبس صحفيين ، الموضوع بالاساس يعتمد على الاعلاميين انفسهم ، فهؤلاء هم من يقودون هذا المشهد ، ويستطيعون ضبطه ، رغم ان عملية الضبط تشمل الاعلاميين ، والنقابات المعبرة عنهم ، والدولة واجهزتها ، والمجتمع ايضا باعتباره المتلقّى .
وفى مصر هناك معضلة رهيبة ، وهى ان هناك تداخلا بين عمل الاعلاميين والصحفيين ، والأخير للاسف بات يحتكر المشهد الاعلامى ، وأصبح ظاهرة لايمكن ان تراها فى الدول المستقرة اعلاميا .
هل تأخرت المؤسسات الصحفية فى مصر بأن تلحق بركب الدول التى اصبحت فيها صحافة الديجيتال هى الام ؟
نعم تأخرت كثيرا ، المستقبل يكمن فى صحافة الديجيتال ، والعالم كله بات الان يستهلك الميديا من خلال الموبايل ، لإن هذا هو المستقبل ، لاشك ان الصحافة المطبوعة تواجه تحديات كثيرة بل وخطر داهم ، وهو ما يفرض عليها ان تسرع خطواتها لمواكبة هذه التطورات التكنولوجية ، وان يسعى القائمون عليها فى ان يعيدوا اليها قبلة الحياة من جديد .
اكرم شعبان مدير مكتب بى بى سى فى القاهرة شكرا جزيلا على هذا الحوار ، ونتمنى لكم التوفيق والنجاح والمهنية .
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز