عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نورهان حاتم البطريق: ولنا في الفراق حياة

نورهان حاتم البطريق: ولنا في الفراق حياة
نورهان حاتم البطريق: ولنا في الفراق حياة

الفراق هو إحساس نحاول دائما أن نتجنبه بقدر المستطاع خلال علاقتنا بالعالم المحيط بنا ولكن دائما يسبقنا هذا الإحساس بخطوة مهما حاولنا أن نهرب منه فهو دوماً الأسرع والأقوى تأثيراً على أي علاقة غير متزنة .فهو إحساس متلازم لحياة الإنسان حتماً سيمر به مهما حاول الفرار منه
 
تتعدد أشكال الفراق علي حسب نوع العلاقة ومدي قوتها والأهم الموقف الأخير الذي نتج عنه الفراق وصدي هذا الموقف على العلاقة، فهناك فراق خارج عن إرادتنا وهو فراق الموت ويعتبر هذا النوع من أصعب أنواع الفراق فهو عبارة عن رغبة ملحة تنتفض بداخلك لرؤية شخص انتقل إلي العالم الآخر وأنت تعلم أنه لم يعد في وسعك إلا الدعاء له .فهي سنة الحياة التى شئنا بها أم أبينا علينا أن نرضي بها، و أن  نتكيف مع طبيعة الحياة الإنسانية.فهذا الفراق  سيحدث مهما طال العمر أو قصر فهناك محطة أخيرة سيقف العمر عندها وسنفارق أعز ما لنا إلي أن نلحق بهم.
 
أما عن الفراق الذي تختاره بإرادتنا .فهو مسار إجباري نسلكه حفاظاً على كرامتنا .فهناك علاقات لو استمرت لاستنزفت طاقة أصحابها وتسببت لهم في إهانة محققة خصوصا إذا كان الطرف الآخر غير مهتم بما تفعله من أجله ولايبالي.
 
وهناك فراق يحدث بين الأصدقاء يوميا بسبب غدر الصحاب لبعضهم البعض وخيانة العشرة والشدة التى قد تكشف لك شخص كنت تظنه صديق واﻵن أصبح غريب بسبب تخليه عنك في هذه الشدة.
 
فهناك علاقات تقوم على المصلحة فقد يتغير الطرف الآخر لأن البديل قد حضر وبالتالي تأشيرة خروجك من حياته قد حانت وعليك الفراق فوراً. وهناك بعض العلاقات تعلق فراقها علي شماعة الظروف لتخلص منك خصوصا إذا كانت العلاقة تأخذ إطار الارتباط .فالفراق لا محال من هذه العلاقات لأن الشخص الجاد هو الذي يتغلب على الظروف ليحافظ على علاقة الارتباط أما من يرغب في الهروب والبعد سيخترع ظروف لإنهاء هذه العلاقة.
 
 الفراق إحساس غير مرغوب فيه ولكنه قد يكون مطلوب في بعض المواقف.فالدواء مر ولكنه الوسيلة الوحيدة للعلاج . فالإنسان الأصيل هوا الذي يستنفذ كل الطرق وكافة الوسائل الممكنة للحفاظ عليك بينما من يجد وجودك والعدم سواء في حياته سيتنازل عنك عند أول فرصة تتاح له .فطالما مازلت تتنفس وقلبك يدق فأنت معرض أن تخوض تجارب قد تكون مصيرها الفراق. فالنفس البشرية يا إما تفارق يا إما تتفارق، فأغلب العلاقات أصبحت مجرد فترة زمنية تنتهي بمجرد انتهاء الفترة المحددة لها .



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز