عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت "26"

تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت "26"
تامر أفندي يكتب: حواديت عيال كبرت "26"

لا شئ يعجبني
 



لا أخفي عليكم أن طنين في رأسي، أكتب أم لا أكتب.. عن ماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟ لنفسي أم لجمهور لا يقرأ؟ حتى وإن قرأ.. ماذا بعد؟ ألف قلم وألف مقال، كثر من يكتبون، حتى تحول الأمر إلى مجرد ملء مساحات، لم تعد ثمة ميزة في الأمر، لكن الله منحني رسالة ولزاما علي أن أؤديها وإن وضع الناس جميعا أصابعهم في آذانهم، وإن عزفوا عن القراءة، وإن لم يؤمن معي بالفكرة إلاقليلا، فأنا منذ البدء أعرف أن الأمر ليس باليسير، ولربما بعد الموت يقرأ كلماتي العابرون فيترحمون.
 

أمامي معضلة أخرى في اختيار موضوع للمقال، فهل أكتب لكم عن أكشاك الفتوى ونحن في القرن الواحد والعشرين، هل أطرح التساؤلات حول جدوى الأمر؟ أم انضم إلى قافلة التهكمات من أننا في عصر الانترنت، نستدعي شيخا بعمامة يجلس في محطة المترو لنسأله عن الطلاق والمواريث، وأصغر طفل معه "أي باد" يجوب العالم قبل أن يرتب صاحب العمامة الطلبات، هل أحكي لكم عن شئ شبيه بذلك كان في قريتنا قبل عقود، وهو زخمة سيدنا التي كان يرد بها اليمين، حينما يأتيه رجل وقد حلف على زوجته بالطلاق، فيمسك سيدنا يده ويضربه على ظهره ويقول له هذه هي الكفارة.. أم أطرح عليكم سؤالا في صدري.. لماذا تحول الوطن فجأة إلى كومة من الأكشاك؟ لماذا يتمتعون وهم يشاهدوننا ونحن نصطف في طوابير؟.
 

أم أكتب لكم عن الأقصى، مع أنه ليس هناك بجديد، هو الخنوع ذاته.. والصمت ذاته.. ليس هناك ما أفتخر به لأكتب عنه، إلا إذا كنت سأشجب وأدين واستدعي أبيات من شعراء كانوا في الملحمة، أو ألصق منشورا على جدار صقحتي، أو أدعوكم للدعاء لأنه ليس لنا حيلة إلا هو، كنت سأكتب لو كان العالم يقرأنا ويطالع صحفنا، كنت سأكتب لو كان للوطن صوت عال، لكن في غيابات نحن نطالعهم ونطالع صحفهم وكتابهم لنملأ بها قصاصتنا.
 

الأفضل أن أكتب لكم عن قطر، وعن الإرهاب، أصب جام غضبي على هذا وأمجد هذا، وأتحدث عن المستحيلات الثلاثة التي حققناها، أو أثني على كل القرارات، لكن ليس لدي الملكة لذلك، القلم لا يطاوعني، لنقل أنه "فقري" يكره الخير،قال لي صديقي يوما حاول تركب الموجة، كام مقال كده وعين حد تيجي عليك وتعدي"، قلت له يا صديقي صفوف الطبالين مكتملة، وأنا وأنت لا تنطبق علينا الشروط، هذا الأمر يحتاج التقديم من الروضة.
 

واتتني فكرة سأكتب إذا عن الفن لكن أين هو؟ وكل الشاشات فارغة؟ وأنا أهرب منها في لحظات الفراغ إلى القنوات الهندية لأشاهد أفلامها وهي تنتصر للخير والفضيلة بعدما حفظت كل أفلامنا القديمة، إذا الحل هو أن أكتب عن رواية جديدة أو عن ديوان شعر أو أي كتاب، عمن أكتب لكم.. عن كتاب "اللبوسة"، أم عن ديدا ورفاقه، أم أخذكم للمرة المائة إلى ما قرأنا قبل سنوات.

في الحقيقة لا شئ يعجبني لذا سأخرج من هذه الحيرة بأن انتظر حتى الأسبوع القادم فلربما أجد ما يستحق أن أكتب عنه..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز