شرين احسان تكتب: الفتوى و التفكير خارج الكشك
صعدت من إحدى محطات مترو الأنفاق بعربة السيدات و هى تحمل بين يديها كتيبات صغيرة بهدف بيعها ، و لأنها كتيبات تحمل بعض آيات الإنجيل و صور للسيد المسيح و العدرا مريم فكانت السيدة التى يزيد عمرها عن الخمسين تقصد السيدات من غير المحجبات على اعتبار أنهن مسيحيات و سين بمساعدتك و شراء اى من هذة الكتيبات .
الملاحظ أن السيدة لم تجد اى ترحيب من اى من السيدات أو الفتيات المسيحيات اللاتى توجهت إليهن بل إن أحدهن نهرتها بكل غضب و قالت لها & مش هنا &و بالطبع كانت كلمتها تحمل كل احترام و توقير لآيات الكتاب المقدس التى ترفض أن تهان و تصبح بابا للتسوق فى المترو .
هذا المشهد ليس متكررا كما هو الحال و المعتاد مع الباعة الجائلين و المتسولين الذين يحملون كتيبات تحمل آيات القرآن الكريم و أدعيه و احاديث نبوية شريفة و الذين ينتشرون ليلا و نهارا فى عربات المترو و تزداد كثافتهم فى شهر رمضان الكريم .
لا أعرف لماذا تذكرت هذه المشاهد عندما سمعت عن فكرة اكشاك الفتوى التى تقرر إقامتها فى محطات مترو الأنفاق و بدأت بمحطة الشهداء ، الفكرة قدمت كأحد خطوات تجديد الخطاب الدينى بدعوى أنها محاولة للوصول إلى الناس و الطبقات البسيطة .
الفكرة تبدو جيدة و النوايا حسنة لكن الخطأ فى اختيار المكان و إساءة لمكانة و وقار رجال الأزهر الشريف فالفتوى و علوم الدين تطلب فى مقامه الطبيعى أو فى الأماكن ذات الطابع الدينى و للعاملين بها هيبتهم و ومقامهم .
فما أكثر السبل للوصول إلى الناس فبخلاف المساجد المنتشرة فى كل شارع و حارة و كافة الميادين العامة و التى يجب ان تكون الملجأ الأقرب لكل طالب فتوى فهناك الإذاعات و البرامج التليفزيونية و المواقع الاليكترونية و شبكات التواصل الاجتماعى و خطوط التليفون الساخنة التى تسهل على كل طالب للفتوى الحصول عليها من مصدر ثقة .
و أن كان و لابد استغلال محطات المترو فالإنسان لها اكشاك لبيع الكتب بأسعار زهيدة لنشر الوعى و المعلومة الصحيحة و ليس الفتوى فقط ، أو الإذاعة الداخلية لبث برامج دينية تشرح صحيح الدين .
أما فكرة إقامة كشك للفتوى فهى غير موفقة فمن غير اللائق أن يكون كشك الفتوى بجوار كشك الحاجة الساعة و كروت الشحن فى محطات المترو رجاء لصاحب فتوى اكشاك الفتوى إعادة النظر فى الفكرة و التفكير مرة أخرى خارج الصندوق أو خارج &الكشك