واعي ضد الاباحية

كتب - محمد نور

 تحت هذا الشعار قام فريق واعي بطرح فكرته التي تقوم على نشر الوعي بمخاطر المشاهد الإباحية في العالم العربي .

ربما اعتدنا أن تكون الإباحية مسألة آراء شخصية، البعض يراها أمراً طبيعياَ ومُعتادً ومُتوقَّعاً، والبعض الآخر كان يشعر بأنها شيءٌ سيِّءٌ وخاطئٌ بسبب اعتقاداتهم الدينية، ونحن نتفق مع هذا الفريق الأخير، ومع ذلك فعددٌ قليلٌ جداً -إن وُجِدَ- كانوا يملكون دليلا قويًّا يدعمُ وجهةَ نظرهم.

يقول قائد فريق واعي ومدير موقع علاج إدمان الإباحية د محمد عبد الجواد : " منذ فترة ليست بالبعيدة علمنا في الفريق كيف تُؤثِّرُ الإباحية على الدماغ، وكنا مصدومين إزاءَ ذلك، وبعد دراسة أخرى وجدنا أن الإباحية لا تُؤثر سلبيًّا فقط على الأفراد، وإنما تؤثر أيضًا علي العلاقات الاجتماعية المختلفة، وتُمزِّق الأُسر، وكذلك وجدنا أن إنتاج الإباحية مرتبط بعالم الاتِّجار بالجنس والاستغلال الجنسي " .

يكمل د محمد عبد الجواد قائلا : " البحوث العلمية كانت واضحةً تمامًا؛ حيث ذكرتْ بأن الإباحية لها آثارعصبية سلبية، وتدمّر العلاقات وتُؤثِّر سلبيًّا علي مجتمعنا بالكامل. والأهم من كل ذلك أننا لم نصدق أن كل هذا يحدث، ولا أحد يتحدث عنه، فسرعان ما أصبحنا شغوفين بأن نحذِّرَ العالم العربي أجمع -وخصوصًا المراهقين- من هذه الأخطار، وأن نرفع الوعي بهذه القضية" .

وكان فريق واعي قد بدأ عمله في 2014 وبدأتْ حملتهم بافتتاح موقع علاج إدمان الإباحية وهو أول موقع عربي متخصص في التوعية من مخاطر الإباحية ومساعدة مدمنيها على التعافي به محتوى حصري وأدوات حقيقيية للتعافي . وعن سبب طرحهم لهذه المبادرة تحدث قائلا : " إننا أول جيل في التاريخ يُواجه قضية الإباحية بهذه الكثافة وهذا المعدل، ونحن أيضًا أول جيل لديه معرفة علمية مَبنيَّة علي الحقائق بالأضرار التي يمكن أن تُسبِّبَها الإباحية، وبهذه المعرفة يجب علينا أن نشارك الناس هذه المعلومات، وأن نعرّفهم بأن الإباحية تُؤذي الدماغ، وتهدم العلاقات، وتؤثر على المجتمع بالكامل، فالإباحية تغذي الطلاق والخيانة والضعف الجنسي والاكتئاب والقلق والتحرش الجنسي بالنساء والأطفال والإدمان .

وأضاف قائلا: :" إن حركتنا لا تستخدم شيئاً سوي العلم والحقائق؛ لتُخرِجَ هذه القضية إلى النور، وتجعل الناس يتحدَّثون عنها بعد أن كانت تُعْتَبر أمرًا مَحظورًا ، فعن طريق اختيار محاربة الإباحية يستطيع متابعو الحملة تشكيل حياتهم بشكل أفضل، وبنشر هذه الرسالة لدي الآخرين يمكننا كتابة التاريخ. من هذه الفكرة البسيطة وُلِدتْ حملاتهم : (حَرِّر نفسك) و ( واعي) التي نتحدث عنها الآن في هذا الخبر .

ومن جهة أخرى أوضح قائلا :" مع التقدم الشامل الذي نعيشه نحمل رسالتنا ضد الإباحية عبر تقديمها كقضية صحة وسلامة عامة، بالإضافة إلى كونها معصية دينية ومشكلة أخلاقية". وكمنظمة على الإنترنت ليست هادفة للربح تمكنوا -في حملتهم - التي استمرت ثلاث سنوات من أن يصلوا إلي عشرات الآلاف من المراهقين وغير المراهقين، وقاموا بتوصيلِ رسالتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكنوا من حشد متابعة ضخمة أنشأتْ حركة اجتماعية قوية علي الإنترنت ساهمت في رفع الوعي بمخاطر الإباحية ومساعدة الذين يعانون من أخطارها عبر تقديم النصح والتوجيه والإرشاد والدعم من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل وموقعهم موقع علاج إدمان الإباحية. كما اتضح فإن الأمر يستحق الاهتمام من الأجهزة المعنية في الدولة لتبني مثل تلك المبادرات التي ربما تساهم في حل مشكلات عجزنا عن حلها لفترات طويلة .