تامر أفندي يكتب: أن تلعب مع الخطيب
لسنوات عدة كنت أتمنى اللعب في إحدى فرق صاحبة الجلالة، حتى ولو كان هذا الفريق درجة ثالثة، فالموهبة وحدها لا تكفي.. لذا كنت أطبع مجلاتي على نفقتي الخاصة في إطار قريتي أمارس بها هوايتي، حتى إذا ما سنحت الفرصة ودخلت إلى بلاطها على استحياء، كانت إطلالات ممنوحة محسوبة، فدكة البدلاء مليئة وليس هناك فرصة للاستمتاع أو الاستماع أو التفنيد، لكنني تدربت وبدأت استعد ربما تأت الفرصة، تأهبت بداية من الاسم حتى معايشة الفرصة كاملة في خيالي، وفي كل مرة يشير المدرب ناحية الدكة أتوهم أنه يشير إلى لكنه يبتسم ويستدعي لاعبا آخر، حتى استكنت وقررت أن أظل في «الديسك»، فهو يحقق ولو قليلا من متعتي، نوبات من التندر والتحسر كانت تنتابني حينما أرى أحد اللاعبين يغير ملابسه ويأخذ فرصة اللعب، التي يحكمها في المجمل الشللية أو العلاقات أو التوصيات.
انتشر النبأ أن الدكتور عبد الرحيم على رئيس مجلس إدارة جريدة «البوابة» استقدم «أحمد الخطيب» ليكون رأس حربة لها، ولأننا تعودنا على أن كل رأس حربة يأت بفريقه ويذهب بفريقه ويظل في الظل من يظل لم نعط الأمر اهتماما، بل على النقيض ساد التربص والخوف، حتى تفاجئنا بأن رأس الحربة جاء متخذا قرارا بأنه سيعتمد على الفريق الموجود، وكانت الصدفة دفعتني لعمل حلقات رمضانية تحت عنوان «على باب الله» بتكليف من مدير التحرير الأستاذ محمود حامد، ولم أكن أضع في حسباني أن تقع عين «الخطيب» على إحداها فيتابعها، ويستدعيني، ويطلب مني إجراء الإحماء لأنه وضعني في التشكيلة الرئيسية للفريق.
«بيبو الصحافة» كما يناديه أقرانه لديه الفطرة والموهبة أن يكون قائدا للفريق، يعرف كيف يستقبل الفرصة على صدره ويركلها إلى المرمى دون أن تحيد، كما يجيد إثارة الحماس في نفوس اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم، هذا بخلاف أن الرجل ليس من نوعية أن ينسب النجاح إلى نفسه بل إلى المؤسسة التي يعمل فيها وفريق عمله.
أتحدث هنا عن هذا الأمر لأننا جميعا في حاجة إلى ضخ دماء جديدة في بلاط صاحبة الجلالة، دماء شابة في القيادة وفي كل الخطوط، دماء عفية تستطيع أن تنقذ المهنة من الهوة التي وقعت فيها وتخرجها من براثن السياسة التي جعلت القارئ يعزف عنها، نحتاج إلى من يمتلكون مهارة الإدارة والتوجيه، ومن يقرأون المشهد جيدا ويعرفون مواضع أقدامهم.. نحتاج أن ننحي خلافاتنا السياسية وانتماءاتنا الأيدولوجية جنبا، وندرك أننا أصحابا رسالة ولسنا أبواق ولا قطع شطرنجية، فإ|ذا ما كان الوطن في محنة كنا ساعده، وإذا ما كان المواطن في كربة كنا صوته.. لذا أتمنى أن يكون في كل موقع «بيبو».
أتمنى التوفيق للأستاذ «أحمد الخطيب» ولكل زملائي في العمل.. وأبارك لزميلي الصحفي بقسم الإسلام السياسي «أحمد الجدي» تألقه في ضربة البداية، الذي كلفه بها «الخطيب»، فكان على قدر التكليف.