عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تامر أفندي يكتب: أنا وقت مفقود بين الوقتين

تامر أفندي يكتب: أنا وقت مفقود بين الوقتين
تامر أفندي يكتب: أنا وقت مفقود بين الوقتين

عشرة مقدمات وضعتها.. وعشرة عناوين أعجبتني ثم مزقتها.. ثم أخرى كتبتها وقرأتها ثم مسحتها.. حتى هذه السطور ربما أمسحها فيما بعد.. ربما لا أكون عما قليل مقتنعا بها، أحاول جاهدا ألا أكون مصطنعا، أن أكتبني.. تارة أجدني وتارة لا.. أشعر في لحظات أنني رسول معصوم يمد يديه بالخير للناس ولا يحصد غير الشوك وفي أخرى أنني السامري أصنع لهم من الزيف عجل خوار.. الحروف تأتيني كعاشقة فيضيق بها صدري وأطردها من النافذة.. أحرقها.. ثم أعاود البحث عنها في الطرقات كمحموم يبحث عن رشفة دواء.. أعود فأجدها تتمدد على أوراق فأغازلها وأبجلها وأكتبها ترنيمة ثم ألعنها.. أود أن أبكي.. تتكاثر الدموع في قاع عيني.. تبرق لكن تأبى النزول.. أكسر مرآتي حينما لا تعجبني صورتي.. وأعاود تجميعها.. فأراني أفضل.. فأكسر وجهي وأبقي على المرآة.



أتساءل ما الذي تغير في بضع دقائق أهي روحي أم وجهي؟ أشعر بأنني خذلت نفسي وربما خذلت من حولي، أشرب الخمر من عرقي حتى أثمل وأسخر من أوجاعي.. أكره الإطراء وحين يجف من حولي أبحث عنه، لحظات أكون طائرا يحلق وأخرى أكون مريضا أتلاشى رويدا.. رويدا.. كدخان.. أشعر أن ما بداخلي أكبر من الكلمات التي تتدافع وتتقاتل في ثغر قلمي.. أصرخ.. أرقص.. أكتب.. أحب.. ثم أصمت يأسا فلا أحد يسمعني.. أركض وأركض وبعد أعوام  أجدني لم أبرح مكاني..

زاهد في الحياة وكأنني عشتها من قبل.. لا أحب حلوها ولا مرها.. لا أتشنج بالبكاء ولا أضحك بقهقهات ربما ابتسم كل بضع سنوات.. أحكي عن سقطاتي لروحي كنوع من التجرد وجلد الذات.. وأقسم لها بالتوبة وأنا على يقين أن هناك حماقات سأرتكبها وسقطات مكتوب علي اقترافها، أقطع المشوار دائما بيني وبين نفسي.. أسقط.. وأنهزم.. أمني نفسي بالنجاح وأنجح.. لكني أركل نجاحاتي بقدمي.. أخرج من حياة فرضت علي إلى حياة أصنعها بنفسي.. أتجول وأتسول.. ثم أتصدق بما جمعته.. وأحرق ما كتبته.. أخرج من صندوق الذكريات صورة مولدي وأنظر في المرآة لوجهي.. فأدرك أنني ما كنت إلا وقت مفقود بين وقتين. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز