عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد مطش يكتب : للموت وجوه كثيرة

محمد مطش يكتب : للموت وجوه كثيرة
محمد مطش يكتب : للموت وجوه كثيرة

تابعت مثل غيرى المأساة الإنسانية التي حدثت بالإسكندرية الخاصة بتصادم القطارات وما نتج عنها من إصابات وحالات وفاة جماعية وخسائر كثيرة في الأرواح. وبما أنني من سكان المدينة فقد شاهدت توابع الحدث ورأيت تشريد الأهالي وأقارب الموتى وهم يبكون ويصرخون من ويلات الصدمة وهول الفاجعة وقد انخلع قلبي وتأثرت مشاعري بما رأيته من تشريدً وحزنًا وبكاءً ليس فقط على من ذهبوا أو ذويهم الباقون بل على حال بلدي التي اعشق ترابها وأتمنى أن تصبح أجمل بلدان العالم وأري فيها ونحن في القرن الحادي والعشرون ومع كل هذا التقدم في بقاع العالم المختلفة مثل هذه النوعية من الحوادث البشعة والمؤلمة.



واتسأل وأطرح على كل من يقرأ هذا الموضوع عدة تساؤلات منها: هل سينتهى الموضوع بإقالة المسئول فلان باعتباره هو المسئول عن هيئة السكة الحديد؟ أو القبض على السائق فلان باعتباره هو المسئول عن إزهاق أرواح البشر معه في عربات القطار أو إقالة وزير النقل مثلاً باعتباره المسئول عن منظومة النقل وما ينجم عنها من خسائر مادية ومعنوية تمس حياة الفرد والمجتمع كله.

لا يا سادة الموضوع أكبر وأخطر بكثير من إقالة وزير أو رئيس هيئة أو سائق أو حتى عامل صغير يعمل في هذه المنظومة الكبيرة وهذا القطاع الضخم الذي يُعد شريان هام للربط بين المحافظات والقرى والمدن داخل الجمهورية حتى يستطيع الناس القيام بأداء أمور الحياة بشكل ميسر ومطمئن.

كنت أتمنى أن يخرج مسئول يشرح مفصلاً حال هيئة السكة الحديد ومدى استجابة العربات الحالية لاستقبال الكثافة العددية من المواطنين يوميًا وقدرة تشغيلها خلال ساعات العمل اليومية وما موقف هذه العربات من التجديد والصيانة وأعمال التحديث.

شاهدت وتابعت تحقيقات عدة عبر الصحف ومن خلال شاشات التلفاز ولكنني أرى أن معظم الطرح فيها كان معولاً على السائق وعلى هيئة السكة الحديد دون التركيز وبشكل صريح على مدى صلاحية استخدام عربات القطار الموجودة حاليًا لتحقيق المرجو منها على أكمل وجه.

ومن خلال هذا سطوري هذه أرى أنه لابد أن تصارح الدولة مواطنيها بحقيقة الوضع الحالي لجميع المركبات العامة وإن لزم الامر أن تتوقف كل هذه المركبات لحين شراء أو استبدال العربات المتهالكة بعربات أخرى جديدة أو العمل على صيانتها وتعطيلها لفترة كافية تفاديًا لتكرار هذه المأساة الإنسانية مرة اخرى .

لابد وأن يعلن للرأي العام ما هو متاح وما يمكن توفيره حتى يدرك المواطن توابع أي قرارات سواء بتعطيل هذه المركبات أو رفع اسعار التذاكر الخاصة بالعربات التي تصلح للاستخدام حتى يشعر المواطن بأمان اثناء استخدامه لمثل هذا النوع من المواصلات العامة.

وانتهز كتابتي لهذا الموضوع المهم وأشير إلى أن ليست مشاكل القطار وحدها قد تؤدى إلى موت مؤكد فقط، بل تردى الأوضاع الصحية والتعليمية والثقافية والمادية ما هي إلا صور عدة لموت محقق وأكيد.

وأخاطب عبر السطور المتبقية من المقال أصحاب القرار في بلددي أن يضعوا نصب أعينهم حياة البشر  والعمل على توفير الغالي والنفيس للإعلاء من حياتهم وتوفير سبل المعيشة الكريمة لهم وما مدى تكرار مثل هذه النوعية من الحوادث المفجعة والتي تؤثر بطبيعة الحال على حياتهم وقدراتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

كذلك لابد أن لا نعطى فرصة لأعداء الوطن اللعب على عقول وأذهان البشر وتمثيل صورة مصر بشكل مشوه يسئ للمواطن والمسئول. ادعو الله أن يحفظ بلادنا ويحمى أبنائها من شر كل حاسد أو حاقد أو معتدى اللهم أمين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز