حنان نجم : شخصيتك تكشفها لغة جسدك

كتبت- بسنت الزيتونى

تتحدث "حنان نجم " خبيره التنميه البشريه عن لغة الجسد هي تلك الإيماءات والحركات التي يقوم بها الأشخاص مستخدمين حركات أيديهم وأقدامهم وتعبيرات وجوههم ونبرات أصواتهم أو هز رؤوسهم ليفهم المخاطب مايريدون توصيله من معلومات.

و تقول "نجم "  أول من جذب أنظار الباحثين الى عالم لغة الجسد هو عالم التاريخ الطبيعي تشارلز داروين ، حيث أنه في عام 1872 قام بتأليف كتاب التعبير عن المشاعر لدى الإنسان والحيوان وكتبت على أثره العديد من المؤلفات والدراسات . وفي عام 1914 ظهرت الأفلام الصامتة وكان تشارلي شابلن هو أفضل ممثل في تلك الحقبة من الزمان ، حيث منحته ملكة إنجلترا لقب السير لقدرته الفائقة على توصيل المعلومة بلغة جسده بدون إستخدام الإتصالات اللفظية. وكانت هذه الوسيلة الوحيدة للتواصل على الشاشة ومهارة الممثل تقيم بمدى قدرته على إستخدام إشارات جسده لكي يتواصل مع الجمهور .

لفتت " نجم " أن بعد ذاك ظهر عالم الأنثروبولوجي الشهير راي بيردويسل وهو رائد الدراسة الأصلية للتواصل الغير اللفظي . وقال أن المكون اللفظي لمحادثة وجها لوجه يمثل اقل من 35% وأن أكثر من 65% من التواصل يتحقق بشكل غير لفظي. إلى أن ظهرت آخر دراسة لأستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا ألبرت مهرابيان التي تقول أن التواصل البشري ينقسم الى 7% كلمات منطوقة ، 38% نبرة الصوت ، و 55% حركات الجسد . ومن أشد العوامل التي جعلت هذه الدراسة تحظى بتأثير إيجابي حول العالم هي أن ألبرت له خلفية هندسية وإعتمد الدقة في تحليل معلوماته ودراسته.

وأكدت " نجم " أن الدليل على ذلك إعتماد هذه النظرية في العديد من الشركات والمؤسسات وأيضا إعتمدها العديد من السياسيين . وجاء الإهتمام الحقيقي بعلم لغة الجسد عام 1960 بسبب المناظرة الشهيرة التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية بين مرشحي الإنتخابات الرئاسية ، ريتشارد نيكسون وجون إف كينيدي والتي فاز فيها الأخير بعد أن عرضت على شاشات التلفاز وشاهدها عدد كبير جدا من الجمهور وشاهدوا مدى جاذبيته ولغة جسده التي أثرت عليهم وعلى أصواتهم

توضح " نجم "أن السياسة هي القوة في جوهرها وتعني الهيمنة والردع والنفوذ والتأثير وأغلب السياسيون يرسلون رسائل للمتلقين على أنهم الأقوى لذلك يتجه معظمهم لإستخدام لغة جسد

وأشارت "نجم" اننا نستطيع أن نقول أن التواصل الإيجابي مع الآخر هو من الضروريات وأننا يجب أن نتحدث بنفس إيقاع ونبرة الصوت مع مراعاة تكرار إسم الطرف الآخر لنبين حسن الإستماع مع هز الرأس لنظهر تأييدنا وإهتمامنا . ويجب أن نكون ملاحظين جيدين لبيئتنا لأن كل بيئة لها لغة جسد معينة، وأن نلاحظ ونترجم السلوكيات الغير لفظية الشائعة . لغة الجسد ماهي الا مفاتيح تعرفنا بالأشخاص ولا نستطيع أن نحكم بها على الآخرين مئة بالمئة ولكن بلا شك أنها تمكننا من معرفة الشيء الكثير عن الطرف الآخر.