عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تامر أفندي يكتب: يا سيادة الصحفي الكبير «أنا هو صاحب قصيدة المقهى»

تامر أفندي يكتب: يا سيادة الصحفي الكبير «أنا هو صاحب قصيدة المقهى»
تامر أفندي يكتب: يا سيادة الصحفي الكبير «أنا هو صاحب قصيدة المقهى»

أنا والدنيا كشخصين يتشاجرا ويقبضا في نحر بعضهما البعض، تعطيني لكمة في وجهي فأعطيها لكمة على رأسها، «تخبطني مقص.. فأنفض الغبار من على ملابسي وأعطيها شالوت بسن حذائي»، أوقن أنه لا بد أن أكون ندا قويا لها حتى في ظل جبروتها.



وحقيقة ابنة اللذين هذه تفننت في عمل مقالبها في، فتارة تجعلني موظفا في أكبر قناة فضائية وتارة تجعلني بائع منظفات في الشارع.

 

في إحدى المرات تشاجرت أن وهي حتى وصل الأمر إلى أن يولي كل واحد منا ظهره للآخر، وهو يسب ويلعن. فجلست على المقهى وكتبت أهجوها، ولأنه حينها لم يكن لي جمهور غير القهوجي «الذي كان يأخذني على أد عقلي كما يقولون»، كان يستمع مرغما ففي أحيان كثيرة لم يكن على المقهى سوا أنا وهو وكان يخاف حتى أن يطير زبونه الوحيد.

 

هذه القصيدة أعجبته فقال لي: أنا هخليك تشتغل في الصحافة.. فيه صحفي كبير بيجي يقعد هنا باليل وأنا هكلمه عليك». في دهشة أنا: «هنا وكبير؟ أكد لي وأقسم وقال هتشوف».

ذهبت إلى البيت وأحضرت كل ما كتبت وجلست من المغرب أنتظر الصحفي الكبير، ميعاده كان في العاشرة حسبما أكد صديقي القهوجي، يأت يجلس لا يتكلم ولا يشير بالسلام لأحد، يحتسي قدح الشاي وحجرين على الأرجيلة ثم ينصرف في صمت».

 

ها هو قد جاء فتبسم القهوجي ابتسامة ثقة وأعد الأرجيلة وقدمها له وهمس له ببعض الكلمات، وأنا أرقبهما كأب ينتظر أن ينبس طبيب النساء بأن زوجته حامل، القهوجي كان خفيف الظل أشار لي بالهدوء وهو يضحك، استنى لما يشرب الشاي، بعد انتظار خروج آخر نفس دخان خرج من أنفه، استدعاني فذهبت أحمل له أوراق، أنا أعرض وهو ينظر هناك لا أعرف إلى أين ينظر، لكن في مكان آخر غير الورق، جذب مني ورقة ونظر فيها، وقالي لي هناخد دي ننشرها لك وشطب على نصفها بالقلم، فقلت له حضرتك دي قصيدة ما ينفعش نشطبها كده، نظر إلى في امتعاض واستهجان، فتبسمت لأنني رأيت الدنيا تقف بجواري وتخرج لي لسانها، وهنا ركلتها، لا حضرتك شكرا.. أنا مش عايز أنزل لي حاجة، بأي منطق يعني حضرتك تقص قصيدة من غير ما تقراها»، تحول القهوجي، إلى إسماعيل يس، وضع يده على فمه، ولم أسمع سوى الله يخرب بيتك.

 

 أشار له سيادة الصحفي الكبير، وقال له: «إيه المعتوه ده، ده مجنون، هي الصحافة هتلم، ده مفكر نفسه الأبنودي»، وضعت الجملة بداخلي وكلما خارت قوايا وأحسست أن الحياة ستهزمني، استخرجتها وأعدتها إلى أذني فانتفخت أوداجي وحاولت وحاولت وحاولت، حتى جلست على المقعد المقابل لهذا الصحفي في مكتب مسؤول كبير، صافحني وعرفني بنفسه، فقلت له أنا هو صاحب قصيدة المقهى.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز