عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هدير جميل تكتب : ممكن نتصاحب ؟

هدير جميل تكتب : ممكن نتصاحب ؟
هدير جميل تكتب : ممكن نتصاحب ؟

أعتدت أن أسمع هذة العبارة من مراهق يبدى إعجابه بزميلته أيام الدراسة المدرسية " على أيامى" .. أما الأن فلو أستمعت فتايات لتلك العبارة من أحد الشباب فعلى الأرجح سيسخرون من طريقته البالية و " السكة القديمة اللى داخل بيها" .. لكنى لم يخطر ببالى يوما أن أستمع لتلك الكلمات من إمرأة جميلة لا أعرفها فى منتصف الليل !

تلك الليلة  .. كنا أنا وصديقتى نسرع إلى السيارة بعد إنتهائنا من العشاء متأخرا .. فبعد ثرثرة نسائية دامت طويلا، تخطت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، و أصبح علينا الاسراع للمنزل بسرعة كبيرة خاصة لتواجدنا بهذا المجمع السكنى الشهير على أطراف المدينة البعيد عن منزل كلينا .. و لكن كعادة النساء، سلامنا و ضحكاتنا أمام السيارة أمتدت لمزيد من الوقت و مباشرة قبل إنتهائنا اقتربت تلك السيدة ووجهت حديثها إلينا : ممكن نتصاحب؟



نظرت أنا و صديقتى لبعضنا البعض فى إندهاش تام و نظرنا الى السيدة مرة أخرى فى ريبة  .. شابة جميلة فى الثلاثين من عمرها وربما أصغر .. ممشوقة القوام .. تبدوا بمستوى أجتماعى و تعليمى راق من هيأتها و أسلوبها و إن كان غريبا .. لا يمكنك أن تتجاهل عيناها الزرقاوتين برغم إحمرارهما الشديد و كأنها زرفت الدمع دما لساعات الا أنهما أحتفظا ببريقهما و جاذبيتهما  

  قالت صديقتى و كأنها أرادت أن تتأكد أننا لسنا بأحدى حلقات برنامج "الصدمة" : نعم ؟! .. لم نسمعك جيدا

السيدة: " ممكن نتعرف ؟! .. نتكلم و نحكى شوية و أضحك معاكوا .. أنا مخنوقة بس و بلف فى الشوارع من ساعات .. هاربانة من البيت و مش قادره أرجعله دلوقتى "

أنا: "أنتى تعبانه طيب .. نقدر نساعدك ب ...."

السيدة مقاطعة لى : "أنا متخانة ! .. بعد عشر سنين جواز .. و تلت بنات مخلفاهم .. و قصة حب .. ابن عمى و جوزى قرر أنة يتجوز .. جاب العفش و بيختار شقة و خلاص فرحة قرب .. كنت فكراه سابها .. طلع كداب .. معاها بقاله سنتين و خلاص بيحبها .. كل حاجة خلاص"  

صديقتى : أطلبى الطلاق أما اذا كنتى لا تزالى تحبيه فعليكى المحاربة لأجل الحفاظ على بيتك

السيدة : " مبقتش عارفه" .. كلماته ترن بأذنى منذ ساعات بلا توقف .. فقدت إتذانى تماما .. يقول لى أنى فى حياته فقط لتربية البنات .. لن يطلقنى لأتزوج و أهملهم .. فحبيبته الجديدة بعمر ال19 عاما و لن تستطيع أن تربيتهم ! .. يقول لى أنى لست جميلة .. أو ربما وجهى فقط .. يتهمنى أنى باردة جنسيا – بعد عشر سنوات أكتشف هذا فجأة ! ..يدعى أنى أتعالى عليه لأنى أعلى منه تعليميا .. لقد فعلت كل شىء لأستعيده .. ذهبت لأهل الفتاة و تحدثت معها وأهلها دون جدوى

أنا : كيف يرضون بهذا ؟!

السيدة : هى من أسرة متواضعة جدا، و قبيحة شكلا،  كانت عاملة صغيرة بمحل المجوهرات الخاص بوالد زوجى – عمى- الذى منع عنه المال ليردعه، فكانت النتيجة أن سرق موبايلى ليعطيه لها هدية

عجزت أنا و صديقتى عن الرد .. كانت دموعها تنهمر داخل عينيها دون أن تخرج و إرتعاشه جسدها تزداد و يزداد معها عجز كلماتنا عن مواساتها أو عن إنعاش ما تبقى بها من قوة كسرتها خيانة و غدر رجل عمرها ! .. إستأذناها الرحيل بعد تبادلنا أرقام الهواتف و العناق .. لمحتها تشرد من جديد بلا إتجاة محدد ..  

 كان هناك سؤال واحد يتبادر الى ذهنى .. لماذا يخونها مع من هى أقل منها بكل شىء ؟! .. ثم تبادرت الى ذهنى الإجابة .. ربما هذا هو السبب .. كان يحتاج ما هو "أقل" .. من هذا "الكثير" عليه !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز