عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الخريطة «الكاملة» لانشقاقات تنظيم «داعش»

الخريطة «الكاملة» لانشقاقات تنظيم «داعش»
الخريطة «الكاملة» لانشقاقات تنظيم «داعش»

كتب: أحمد الجدي



نقلاً عن مجلة روزاليوسف

تتزايد الحروب على تنظيم «داعش» الإرهابى، فأمريكا تعلن شن الحروب عليه، وتحالفات دولية تقاتله فى سوريا، ويدخل الجيش العراقى فى معارك ضده، فيما تخوض مصر حربًا ضده على كل المستويات ما بين مواجهة مسلحة وفكرية، وهى مواجهة للإرهاب نيابة عن العالم.
وتبقى المعركة الكبرى ضد التنظيم هى المعركة التى يخوضها التنظيم ضد نفسه، عبر الانشقاقات التى تضربه من الداخل وكأنها حرب باردة يخوضها التنظيم ضد نفسه دون أن يدرى.

مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية توقع منذ عام أن الانشقاق داخل تنظيم «داعش» الإرهابى سيأخذه إلى الهاوية، وأن نهايته ستكون على يد أعضائه، وفسر «المرصد» قوة داعش بأنها تأتى من قدرته الواسعة - فى ذلك الوقت- على تفتيت التنظيمات المتطرفة الأخرى وجذب العناصر المسلحة إليه، والتى تميل إلى مستويات عنف وإرهاب تتماشى مع عنف داعش وهمجيته وكذلك إحداث الانشقاقات داخل التنظيمات والاستفادة من ذلك عبر جذب العناصر الأشد تطرفا وعنفا إليه، وهو الأمر الذى تكرر فى العديد من البلدان فى الصومال وأفغانستان وباكستان ونيجيريا.

 


الآن ها هى البُشرى تتحقق وبدأ لهيب الانشقاق يأكل أطراف التنظيم وأصبح سقوطه مسألة وقت فقط، لكن تبقى المحاذير من أن يؤدى تفتت التنظيم إلى ظهور تنظيم جديد من رحمه أكثر شراسة ودموية وعنفًا.
واعترف تنظيم الدولة «داعش» بأن مقاتليه انقسموا على أنفسهم وبث التنظيم إصدارًا يحمل عنوان «صناعة الرجال.. الرعيل الأول»، لمنع الانشقاقات التى ضربته خلال الفترة الأخيرة.
وقال التنظيم إن عددًا كبيرًا من عناصر التنظيم يخططون للهروب من صفوفه والعودة إلى بلدانهم، وبرر الهاربون من التنظيم ما يسمى «نقض البيعة للبغدادي» بأسباب شرعية، منها اختفاء زعيم التنظيم، وعدم قدرته على الإدارة.
فى العراق وسوريا اشتعلت نيران الفُرقة بين الأعضاء وانقسم جنوده وقادته إلى فريقين متنازعين، الأول يدعو لقتال العالم بأسره والدول الإسلامية خاصة، واستباحة دماء الجميع مسلمين كانوا أو غير مسلمين دون التماس ما يسمى بـ«العذر بالجهل»، ومن هنا قد يعود التنظيم للمجازر التى ارتكبت فى الماضى، ومنها تفجير الأسواق دون النظر لعدد الضحايا، ويسمى هذا الفريق فى داعش باسم «الحازمية».
 أما الفريق الثانى فيدعو لاستمرار العذر بالجهل أى عدم استهداف الجميع والاكتفاء باستهداف غير المسلمين وعناصر الشرطة أو الجيش - حتى لو كانوا مسلمين- كونهم يشاركون فى الحرب على التنظيم وسمى هذا الفريق باسم «البنعلية» نسبة لتركى البنعلى، مسئول الفتوى وقائد التنظيم وهو بحرينى الجنسية.
وصلت الحرب بين الفريقين إلى حد تكفير كل منهما للآخر ووصل الأمر إلى تكفير الحازمية لأبوبكر البغدادى نفسه زعيم داعش بعد أن رفض رؤيتهم فى تحويل العالم إلى حمام دماء، وبسبب ذلك سجن زعيم داعش المنتمين للحازمية بل وأعدم كثيرًا منهم رغم أنهم مبايعوه وتابعون له، ولا تزال الحرب مشتعلة حاليًا فى العراق وسوريا وسط انفصال الحازمية عن داعش، وتسمية أنفسهم بنفس الاسم  وهو «الدولة الإسلامية» وبدأوا فى الدعوة للانضمام لهم داخل التنظيم.
وبعيدا عن هذه الانشقاقات الشرعية، عانى التنظيم الإرهابى من ظهور الخونة داخله مما أسفر عن خسائر فادحة له فى العتاد أو الأرواح، ومن أشهر من اندسوا داخل التنظيم عميل بريطانى أفتى بقتل عدد كبير من أبناء قبيلة الشعيطات فى العراق، ليس هذا وحده بل أيضا أمين ديوان المال فى الرقة وهو تونسى الجنسية هرب إلى بلاده مؤخرا ومعه ما يقرب من 200 ألف دولار سرقهم من التنظيم الإرهابي.
أيضًا هرب من التنظيم باسم أبو سياف وهو أوروبى الجنسية وكان يتولى مسئولية النفط فى دير الزور، وبعد إنزال جوى أمريكى بالمنطقة اختفى أبوسياف ومعه كمية كبيرة من الأموال، ومن عملاء أمريكا أيضا فى داعش أبوالبراء الكويتى وهو المسئول الأمنى فى الموصل وقتله التنظيم أثناء معركة الموصل الأخيرة عقب اكتشاف عمالته لأمريكا.
الانشقاقات لم تكن ذكورية بل انضمت لها عناصر نسائية، فبعض نساء التنظيم نسقن مع التحالف الدولى، واتفقن على تسليم قيادات داعش وكشف كل المعلومات عن التنظيم، مقابل العفو عنهن وتسفيرهن إلى بلدانهن من جديد، الأمر الذى جعل داعش يصدر تعميما فى العراق وسوريا يحذر جنوده من النساء ويطالبهم بالتأكد من عدم عمالتهن خاصة بعد ما تسبب الجاسوسات فيه من خسائر كبرى للتنظيم.
ومن ضمن الحرب الداخلية أيضا اشتعال معركة بين قيادات التنظيم فى دير الزور بسوريا بسبب الخلافات على الأراضى والعقارات أدت إلى مقتل العشرات وإصابة  آخرين، وذلك بالإضافة إلى  انشقاق عدد من مسلّحى تنظيم داعش فى مدينة البوكمال فى ريف دير الزور الجنوبى الشرقى، وذلك عقب إصدار التنظيم قرارًا بنقلهم لجبهات قتال مختلفة.

 


 فى اليمن أيضًا وصلت الخلافات إلى حد الاتهام بالاختلاس، وتداول رسالة لشخص يدعى أبوالفاروق المصرى يشتكى قيادات التنظيم فى اليمن لأبى بكر البغدادى  ويتهمهم باختلاس الأموال التى تأتى من التنظيم لتمويل نشاطات داعش فى اليمن، وكانت نتيجة هذه الشكاوى المتبادلة وجود حرب داخلية فى داعش انتهت إلى نهاية التنظيم فى اليمن، وسيطرة تنظيم القاعدة الإرهابى على الساحة الجهادية هناك.
 الوضع يختلف فى أفريقيا، حيث شهدت ولاية غرب أفريقيا أو «بوكوحرام» التابعة للتنظيم انشقاقات كبرى وذلك بعدما أعلن أبوبكر البغدادى تعيين أبومصعب البرناوى قائدًا جديدًا لها بدلا من القائد الفعلى السابق أبوبكر شيكاو الذى أسس داعش فى أفريقيا وتفاجأ بإطاحة التنظيم به فى لحظة، الأمر الذى تسبب فى موجة انشقاقات كبرى داخل بوكوحرام.
أبوبكر شيكاو انفصل بفصيل كبير من رجاله عن بوكوحرام الداعشية، وأسس بوكوحرام أخرى تنتهج نفس منهج داعش وتزعم أنها تسعى لتأسيس دولة إسلامية تكون مهدًا لتأسيس خلافة إسلامية، والمفاجأة أن الحركتين حاليا دخلا فى حرب ضروس إلا أن داعش يحاول إخفاء هذه الحرب الداخلية خوفا من أن يتأثر جنود التنظيم فى العراق وسوريا أكثر وأكثر خاصة بعد الحالة الانهزامية التى يعيشونها الآن فى ظل الخسائر الكبرى التى منى بها التنظيم وخسر على إثرها مساحات واسعة من أراضيه فى العراق وسوريا.
 انشقاقات داعش وصلت مصر، وشهدت مواقع جهادية تقديم عناصر التنظيم فى مصر شكاوى لزعيم داعش فى نهاية  2015 يؤكدون فيها تنسيق عناصر بيت المقدس فى سيناء مع أشخاص يشكون أنهم تابعون لإسرائيل حيث إنهم يمولون التنظيم ويعالجون جرحاه.
 ليست هذه الشكوى الوحيدة بل أرسلوا شكوى أيضا للبغدادى بسبب رفض أفراد داعش ضم بعض الراغبين فى الانضمام لصفوفه، الأمر الذى جعلهم يقدمون شكوى لداعش يتهمون عناصر التنظيم بالخيانة لرفضهم زيادة أعداد جنود داعش سيناء.
كما أدت خلافات بين أعضاء التنظيم، فرع «داعش» فى شمال سيناء فى مصر، إلى انشقاقات بسبب عملية نقل قيادات فى أعقاب مقتل قائده السابق أبو دعاء الأنصارى، فى أغسطس الماضى، فبعضهم أغضبهم نهج القيادة الجديدة، خاصة قتل النساء بعد خطفهن.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز