الريشة فوق الجبهة..ملامح الهزيمة "5"

كتب - عماد عبد المقصود

بهذا الوجه الجامد والعينين الغائرتين التان تختفيان خلف كتل الجلد المترهلة التي غيرتها عوامل الزمن الي هذا المظهر وتلك الحواجب الكثة والتي شكلت ثقلا إضافيا فوق محجري العينين والشفتين الممتعضطين والانف المتهدل والجبهة ذات المفرق الغاضب والجمجة المثبت عليها كل تلك التفاصيل والتي بدورها تحولت بفعل عوامل الزمن من الصورة التي تحمل الكثير من المنحنيات والتي تميز تشريحيا رؤوس النساء الي الكتلة العظمية المليئة بالنتوءات والزوايا الحادة عند اعلي الجبهة وأسفل الذقن والتي تميز الرجال كانت تستقبل رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير الايادي الممدودة و نداءات السلام والتسوية بصلف وكبرياء كبيرين ومن ثم استخفاف وتحقير لمرسليها وللشعوب العربية كافة.

وقد ظهر ذلك واضحا جليا في لقاءاتها وخطاباتها السياسية

الي أن جاء يوم السادس من أكتوبر والذي عدته كأسوأ يوم في حياتها وفي تاريخ البشرية وتمنت أنها لم تراه او لم تكن موجودة وقتها

فتحولت وقتها نظرة الكبرياء الذئبية الي نظرة الانكسار الحزينة اللا مبالية

 

ولم يختلف عنها كثيرا وجه وزير دفاعها موشية ديان ذو الرأس اللامع المصقول والعينين المتحفزتين الجاحظتين معظم الوقت والتي تتواري أحداهما خلف عصابته الشهيرة

عضلات الفكين المشدودتين تبدو واضحة بوجهه والذي كان يحمل الكثير من ملامح الغل

الممزوج بالشماتة والتشفي

لم يستوعب أيا منهما حقيقة مايجري فقد ذهبت السكرة واستفاق كلاهما علي الانهيارات المتوالية في جبهتهم القتالية وبدا

الرعب واضحا لديهم مما هو آت.