عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بطولات خالدة..الاستيلاء على النقطة القوية 149

بطولات خالدة..الاستيلاء على النقطة القوية 149
بطولات خالدة..الاستيلاء على النقطة القوية 149

ما قامت به القوات المسلحة بعد هزيمة يونيو 67 بناء الفرد المقاتل وإعداده إعداداً سليماً لخوض معركة الكرامة وإسترداد الأرض وقد أتى ذلك بثمارة التى ظهرت خلال الملاحم البطولية لأبطال ومقاتلوا القوات المسلحة التى أظهرت الشجاعة والتضحية والمعدن المصرى الأصيل الذى يستمده من صفاته الموروثه عبر تاريخه الممتد فى أعقاب التاريخ .



كانت اللحظة الدفاعية للعدو الإسرائيلى فى سيناء تعتمد على إستخدام إسلوب الدفاع المتحرك الذى يتلائم مع طبيعة الأرض وإمكانات العدو البشرية بما يمكنه من إحتفاظ أكبر إحتياطات على أعماق مختلفة والمواجهة بعدد أقل من القوات ، كما قام بأنشاء خط بارليف والذى هئ له قدرات نيرانيه وهندسية بحيث يصعب إقتحامه ويمكنه من تكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة وزادت قوته باستناده على المانع المائى (قناة السويس) مما جعل العديد من النظريات العسكرية تقر بأن إقتحامه يعد أسراً مستحيلاً ، وقد بلغت تكاليف إشادة فى تلك الفترة 238 مليون دولار بما يعادل نصف تكاليف انشاء السد العالى فى ستينيات القرن الماضى وشرع العدو فى انشاء عدد من النقاط الحصينة فى الاماكن المتحكمة في محاور التقدم الرئيسية عبر سيناء بلغت 22 موقعاً حصيناً إشتملت في مجموعها علي 31 نقطة قوية يصل عمق الواحدة منها الي 300 متر و تم تجهيز المواقع بتجهيزات هندسية من دشم وملاجيء و مرابض نيران للأسلحة و الدبابات و نقاط للشئون الإدارية و مخازن و نقاط إسعاف تحت الأرض ، كما زودت بأبراج مراقبة و مزاغل للأسلحة و بعضها مجهز بخزانات تحوي مواد حارقة شديدة الإشتعال لضخها في مياه القناة في حالة التعرض لاي هجوم فضلاً عن ان التجهيز الهندسي يوفر الحماية بداخله ضد اي تهديد كما يتوفر بها إحتياطيات من الاسلحة و الذخائر و الشئون الإدارية التي تمكنها من الصمود لفترات طويلة .

و لم تقتصر صعوبة عملية العبور علي خط بارليف و إنما المانع المائي ( قناة السويس) الممتدة بطول المواجهه و بمسافة 175 كيلو متر و عرضاً يتراوح ما بين 180/220 متر  و عمق يصل الي 18 متر  كما تنخفض المياه عن حافة الشاطيء بحوالي مترين بجانب ظاهرة المدو الجذر التي تؤثر علي منسوب المياه و شدة التيار و التغير المستمر في اتجاهه ،كما أستغل العدو ناتج الحفر  علي الضفة الشرقية بإقامة ساتر ترابي بإرتفاع 20 متر  و بزاوية إنحدار كبيرة تتجاوز 45 درجة .

و تعد النقطة القوية 149 واحدة من اهم النقاط التكتيكية التي أقامها العدو للسيطرة علي محور الإمداد الرئيسي للعدو وسيطرته علي العديد من الطرق و المدقات  الحيوية  و تم تجهيز النقطة بأسلوب الدفاع الدائري علي عمق يتراوح من 1-3 كيلو متر  وتضم أبراج للمراقبة مجهزة بالرؤية الليلية و الدشم الخرسانية و الملاجيء و خنادق المواصلات و مصاطب للدبابات و مرابض لمدفعيات الهاون و حفر الأسلحة و الصواريخ أرض أرض  .

و مع بدء الضربة الجوية و تحت ستر التمهيد النيراني لنيران المدفعية و تحديداً في الساعة 1420 يوم 6 أكتوبر تم دفع مجموعات إقتناص الدبابات مع الموجة الأولي للعبور لتصل الي الشاطيء الشرقي للقناة  للتصدي لدبابات العدو التي حاولت التقدم لإحتلال مصاطب الدبابات و تدمير ثلاثة منها  فيما أنسحبت باقي دبابات العدو هرباً من المواجهه .

ثم تم فتح ثلاث ثغرات في موانع الاسلاك بإستخدام أسلحة الرمي المباشر ، ثم دفعت مجموعات تطهير الثغرات و تعليمها مستغلة في ذلك قصفة النيران المركزه علي الموقع و تم إقتحام القناة بواسطة المجموعات الساترة بمجلرد صدور الإشارة بتمام و تطهير و تـأمين الثغرات و احتلت احداها و هي الفصيلة المشاه المدعمة يمين النقطة .

ثم تقدمت مجموعات الإقتحام لتهاجم النقطة بالمواجهة و ذلك بعد إحتلال المجموعات الساترة لمواقعها و بمجرد وصولها الي مسافة 300 متر فتح العدو الموجود النيران مما ادي فقد قدراتها علي الإستمرار في التقدم و لكن استمرت المجموعات الساترة في منع اي قوات للعدو للوصول للنقطة القوية ،تسبب تبادل إطلاق النيران ، الي حدوث خسائر في مجموعات الإقتحام مما ادي الي التوقف حتي حلول الظلام و باستغلال الظلام تم إستعواض الذخائر و المعدات بإلاضافة الي عمل التجهيز الهندسي و تحسين اوضاع القوات .

حاول العدو دفع إحتياطياته القريبة من الدبابات لنجدة النقطة 149 و إستمرت قواتنا في حصار النقطة القوية .

 و في اول ضوء يوم 7 اكتوبر عاودت مجموعات الإقتحام مهاجمة النقطة مرة ثانية بالمواجهة لكن شدة القصف الجوي المعادي حال دون الإستمرار في مهاجمة و إقتحام النقطة فأستمرت السرية في حصارها كنتيجة لعدم إمكان إقتحام النقطة القوية بالمواجهة فقد صدرت الأوامر بتعديل القرار ليتم إقتحام النقطة من الخلف و الاجناب  و قبل بدء العملية تم دفع اول دورية في اول ضوء 8 اكتوبر لتفتيش نقطة البوليس الدولي المجاورة للنقطة القوية و تم القبض علي ضابط إتصال إسرائيليل يقوم بتوجيه طيران و مدفعية العدو لقصف قواتنا و المعابر .

في سعت 800 يوم 8 اكتوبر قامت مجموعات الإقتحام بمهاجمة النقطة للمرة الثالثة من الخلف و الاجناب و بعد معركة شرسة تمكنت مجوعات الإقتحام من إقتحام النقطة القوية حتي تم تطهيرها تماماً سعت 1500 يوم 8 اكتوبر و تم رفع العلم المصري خفاقاً فوق النقطة القوية عند علامة كم 149 .

تكبد العدو خلال هذه المعارك وحتي الإستيلاء علي الموقع الخسائر الاتية  8 دبابة ،31 قتيل ، عربة نصف جنزير ، 21 اسير و بلغت الكميات المستولي عليها 20 سيارة .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز