عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الرقيب أول محمد عبدالعاطى عطية شرف "صائد الدبابات"

الرقيب أول محمد عبدالعاطى عطية شرف "صائد الدبابات"
الرقيب أول محمد عبدالعاطى عطية شرف "صائد الدبابات"

تقرير : حسام السعداوى



ولد البطل محمد عبدالعاطى باحدى القرى بمحافظة الشرقية فى نوفمبر عام 1950كان يتميز بجراة واضحة ونظرة ثابتة ملؤها الامل والتصميم منذ الصغر فتفوق فى دراسته ثم تقدم الى منطقة التجنيد التابع لها لاداء ضريبة الدم للوطن وتمنى البطل ان يقبل فى القوات المسلحة حتى يكون له شرف الاشتراك فى خوض معركة مع هذا العدو الغادر والثأر لشهدائنا الابطال وبعد اجتياز الاختبارات تم توزيعه على سلاح المدفعية وما ان وصل الى مركز تدريب المدفعية حتى بدأ التدريب الاساسى الذى كان مفتاح تحوله من الحياه المدنية الى الحياة العسكرية وتميز عبدالعاطى فى هذه الفتره باخلاقه وثقافته وتمسكه بالتقاليد العسكرية والانضباط العسكرى وتم ترشيحه ضمن فئه من خيره الجنود لتدريبهم على الصواريخ المضادة للدبابات وكان دائما يحرص على تنفيذ خطوات التدريب وقد عيين ضمن مجموعة الموجهين عندما اصاب الهدف من اول صاروخ فى اختبارات الرماية بالذخيرة الحية وتكرر ذلك فى العيد من الاختبارات وانضم بعد ذلك الى احدى الوحدات وتوالى التدريب وتنوع طبقا لوظائف افراد الطاقم وكان يثبت فى كل مرة انه اهل للعمل على هذا الصاروخ فكان دائما يحظى بمكافأت تشجيعية والمنح والهدايا تقديرا له على كفاءتهومهارته فى التدريب وكلل نجاحه بنجاح ساحق لم يحققه غيره عندما اعلن عن مسابقة بين وحدات التشكيل بالذخيرة الحية حيث اصاب الهدف من اول صاروخ امام كبار القادة وجميع الضباط والصف والجنود ويومها تصدق على ترقيته الى درجة رقيب وواصل التدريب للحفاظ على هذا المستوى وكان سببا فى ارتفاع الروح المعنوية ومستوى الكفاءة القتالية لدى جميع افراد الوحدة ونال ايضا على احسن رامى فى مسابقة للجيش الثانى اجرى الرماية من على تبة رملية على ارتفاع 30 متر وفى احدى البيانات العملية لاستخدام الصاروخ المضاد للدبابات فى ضرب الاهداف الثابتة والمتحركة حظى عبدالعاطى على تقدير رئيس الاركان وقتئذ وصدق على ترقيته الى درجة وكيل رقيب أول وبهذة الترقية اصبح اقدم ضابط صف فى السرية فكان مثالا طيبا لجميع افراد سريته حتى جاء يوم العبور العظيم الذى كان ينتظره الجميع لتحرير سيناء الحبيبة وليرفرف عليها علم مصر بعد غياب طويل ولقد كان لاستشهاد بعض ابناء قريته الحبيبة نم اصدقائه واقربائه عام 1967 الاثر البالغ فى اشعال نار الحقد فى نفسه للاخد بالثآر للارواح الذكية الطاهرة التى قتلت غدرا فقد كان لدخوله الجندية فرصة افضل حيث اتيحت له الفرصة للتعرف على خصائص وعادات ذلك العدو البغيض فلقد كان للمقاتل عبدالعاطى الاسوه الحسنة فى قائده فلقد كان ايمان الجميع بان لابد من الانتقام لارواح شهدائنا وكرامتنا فكان يتجلى ذلك فى روح الفريق ومعنويات افراده العالية كما كان للقيادة الحكيمة بالغ لاثر فيما تميز به عبدالعاطى عندما حانت ساعة اللقاء فكان صائد الدبابات وباعث الرعب فيهم .

ففى صباح السادس من اكتوبر عام 1973 صدر امر القتال لفصيله عبدالعاطى محددا بهع مهمتها حيث جاء يوم العبور وكان الجميع على اهبه الاستعداد وقد اعد كل فرد مهمته وكان الجميع يراقب الساعات فى انتظار ساعة العبور وفى الثانية بعد ظهر السادس من اكتوبر العاشر من رمضان كانت الدنيا حوله كمين نحل وغطت بالقوارب وبها رجال الصاعقة والمهندسين واذا بالسماء والسماء مليئة بطائراتنا المقاتله وما هى الالحظات حتى اصوات الانفجار قد عمت اللضفة الشرقية للقناة وهدرت المدافع تدك حصون العدو وتزيل ابراج مراقبة وتسقط اعلام فهلل عبدالعاطى ورجاله مكبرين بالصوت كالرعد "الله اكبر الله اكبر"وجاءت ساعة عبور عبدالعاطى ورجاله فعبر القناة وسط التهليل والتكبير ولهيب النيران وما ان وصلوا الى الضفة الشرقية حتى اندفع عبدالعاطى مع فصيلته خلف القائد الى المكان المحدد له وكان يبعد عن القناة بمسافة ثلاثة كيلو مترات وسرعان ما تم تأكيد مهمة كل فرد منهم وفى نفس اليوم شاهدت فصيله عبدالعاطى الفصيله الثانية تحتل موقع على مسافة كيلو متر ونصف فقامت فصيله عبدالعاطى بتدمير ثلاث دبابات للعدو تباعا وفى صباح اليوم السابع من اكتوبر شاهد عبدالعاطى ورجاله اربع طائرات مقاتله للعدو وهى تتساقط وكان لذلك ابلغ الاثر عليهم وصدرت الاوامر بعمل كمين فى منطقة على مسافة عشرة كيلو مترات من الحد الامامى لقواتنا لتدمير على قوات العدو المدرعة القائمة بالهجوم المضاد وعند اقتراب الفصيلة الى منطقة الكمين تم احتلالها لتبة عالية من طريق العريش وقام الجميع بتجهيز مواقعهم وعمل اجراءات الاخفاء وما كادت الفصيلة تنتهى من عملها الا ورأى عبدالعاطى نحو ثلاثة عشر دبابة تقترب من الموقع واطلق عبدالعاطى اول صاروخ فى اتجاه الدبابة فدمر عبدالعاطى ثمانية دبابات وزملائه دمروا باقى الخمس دبابات الاخرى ودامات المعركة نحو نصف ساعة وفى خلال ذلك كاد ان الطيران الاسرائيلى يقذف بحمم من حولهم والجميع يهتفون الله اكبر وهنا اطلق على عبدالعاطى صائد الدبابات وبانتهاء المعركة تم انتقال الفصيلة الى موقع اخر وفى صباح التاسع من اكتوبر فؤجى ععبدالعاطى بعربة مجنزرة للعدو فعلى الفور اهدى اليها صاروخا مباشرا فتم تدميرها وقتل واصيب جميع من فيها وصدرت الاوامر الى فصيله عبدالعاطى بالانتقال الى موقع تبادلى فتم نقل ثلاثة اطقم مجهزة من ذخيرة عبدالعاطى الذى لايزال فى الموقع بغرض التأمين لحين تمام استعداد باقى الفصيلة للقتال بسبعة دبابات معادية تقترب من الوحد المجاورة لوحدته وبدأت تقصفه بالنيران وعلى الفور استعد عبدالعاطى ولم يكن معه سوى سته صواريخ اطلقه الواحد تلو الاخر فاصاب ست دبابات والاخيرة لاذت بالفرافر فلقد كان لما حققه من اقدم جعل الجميع يلقبونه بصائد الدبابات وفى الثانى عشر من اكتوبر فوجئ بقذائف الدبابات المعادية تنهال من حوله وبمراقبة هذة النيران اكتشف دبابة تختفى خلف دبابة اخرى فاخذ يراقبها حتى انتهت من الضرب واطلق عليها صاروخا وكان الجميع يخشون عدم اصابتها ولكن الله يقول "وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى" فقد انفجرت الدبابة وتم تدميرها وفى مساء الرابع عشر من اكتوبر حاولت قوات العدو واقتراف مواقع قواتنا بقوة ثلاث دبابات وعربتين مجنزرتين وتم عبدالعاطى تدمير ثلاثة دبابات وعربة مجنزرة وفرت العربة الاخرى وتتوالى المعارك يوم بعد يوم ورجاله متمسكين بموقعهم يزودون عنه ملقنين العدو بقوة درسا اثر درس ولن ينسى العدو آثار صواريخنا مهما طال الزمن .

وظل الموقف على ذلك الحال حتى جاء وقف اطلاق النيران وهكذا استحق عبدالعاطى عن جدارة لقب صائد الدبابات واستحق ما كرمته به مصر التى ترعى دائما ابنائها المخلصين واهدته وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز