عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مظلوم: الخُدع الاستراتيجية كانت مفتاحًا للنصر.. والحرب ضد الإرهاب أشرس

مظلوم: الخُدع الاستراتيجية كانت مفتاحًا للنصر.. والحرب ضد الإرهاب أشرس
مظلوم: الخُدع الاستراتيجية كانت مفتاحًا للنصر.. والحرب ضد الإرهاب أشرس

كتب - محمد يوسف


أكد اللواء أركان حرب محمد جمال مظلوم،  مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الأسبق؛ على أن الجيش المصري يخوض الآن حرب شرسة لا تقل في أهميتها عن حرب تحرير سيناء، مضيفًا: استطاع أبطال الجيش القضاء على 95% من التنظيمات الإرهابية.



وأوضح مظلوم الذي كان مسؤولاً عن الاستطلاع الإلكتروني في جبهة القناة في الجيش الثاني والثالث، والبحر الأحمر خلال حرب أكتوبر 1973، أن خطة الخداع الاستراتيجي هي سر نجاح مصر في هزيمة العدو.

* ما هو دورك في المعركة؟

كنت برتبة مقدم في ذلك الوقت لدى جهاز الاستطلاع الإلكتروني أحد أجهزة الحرب الإلكترونية، وكنت أقوم بجمع المعلومات عن العدو الإسرائيلي؛  وحصلت مع زملائي على معلومات أساسية كثيرة تخص نقاط القوة والضعف لدى العدو وأنشطته وأماكن تواجد قياداته ونوعية التشكيلات وأساليب قتاله؛ بالإضافة إلى أماكن التمركز الرئيسية لقواته الجوية وأنواع طائراته الحربية؛ وأماكن تجمع قواته البحرية سواء كانت في شمال سيناء تحديدًا العريش، أو جنوب سيناء.
المعلومات التي حصلنا عليها كانت شديدة الدقة لأنها كانت من العدو مباشرة عن طريق الرؤية أو التصوير، وطرق أخرى.

* ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتكم خلال الحرب؟

الأجهزة المستخدمة في الحرب كانت أقل تطورًا من أجهزة العدو؛ وكان لا بد من استخدام هذه الأجهزة والمعدات لتغطية أقرب مايمكن من نقاط تمركز العدو حتى لا نفقد مداها، مما جعلنا نقترب أكثر من العدو وهذا جعلنا أكثر عُرضة للتهديد.
وقبل انطلاق الحرب لم نكن على علم مسبق بموعدها ولم نستطع نقل أجهزتنا بعيدًا عن المنطقة، وفي بداية الحرب تعرضنا لخسائر بسيطة ولكن تميز أفراد الاستطلاع الإلكتروني في التعامل مع الأجهزة وإيجادة اللغة العبرية للعدو، جعلنا قادرين على تعويض الخسائر سريعًا؛ خاصةً وأن العدو تفاجأ بإمكانياتنا في الحرب الإلكترونية سواء في الاستطلاع أو شل سيطرتهم؛ وهناك مقولة شهيرة للرئيس الراحل محمد أنور السادات "لقد فُرضت علينا أول حرب إلكترونية في التاريخ ونحن نستعد لها"

* ما الفرق بين جيلكم والجيل الحالي.. وهل الأحفاد على قدر بطولات الأجداد؟
الجيل الحالي متوفر له إمكانات أفضل من حيث التديب والأجهزة الحديثة؛ بالإضافة إلى أنه مسيطر على أرضه كاملة وميزانيته تكفيه للإعداد والتجهيز للحروب التي يخوضها ضد الإرهاب في سيناء أو الحدود الليبية؛ أما جيلنا كان إمكاناته من المعدات أقل والظروف التي تمر بها البلد كانت صعبة؛ لأن قناة السويس أُغلقت والسياحة توقفت ومواردنا من البترول أغلبها في سيناء المحتلة في هذا الوقت، وكان علينا بعد كل هذا أن نسترد الأرض.
ولكن عندما ننظر لقواتنا المسلحة الآن في حربها ضد الإرهاب، نجد أنها تسير على نفس النهج ألا وهو الدفاع عن الأرض؛ ولم نخسر معارك أمامهم والدليل على ذلك أننا إذا تلقينا ضربة من العدو المجهول نردها أضعافًا؛ هذا بجانب الضربات الاستباقية من الجيش الذي يقوم بتمشيط كامل في سيناء؛ وبمساعدة الشرطة نستطيع أن نقول إننا قضينا على ٩٥ ٪ من البؤر الإرهابية، ولم يتبق غير القليل منهم الذي لن يؤثر على مسيرة الأمن والاستقرار.

* كيف قمتم بالإعداد للحرب؟
في الشق العلمي.. عقدت القوات المسلحة اجتماعًا للتخطيط، والإعداد لحرب أخرى بعد نكسة ١٩٦٧ مباشرة؛ بحضور لجنة عسكرية برئاسة اللواء حسن البدري، وحضرها الرئيس جمال عبدالناصر؛ الذي طلب من اللجنة أن تقدم له أسباب النكسة؛ ومن ثَم شكلت القوات المسلحة ٢٥ لجنة لدراسة العدو وكيفية تجاوز وعبور قناة السويس وخط بارليف؛ واختيار التوقيت الأمثل لشن الحرب ودراسة كل العوامل المؤثرة، كالمد والجزر نظرًا لعبور قواتنا مياه قناة السويس، التي تنخفض تحت السطح بـ٢ متر بالإضافة إلى أن اتجاه التيار في قناة السويس يكون من الشمال للجنوب لمدة ٦ ساعات ومن الجنوب للشمال لمدة ٦ ساعات، ولا بد من اختيار التوقيت المناسب للعبور حتى لا تنحرف القوارب المطاطية بعيدًا عن الهدف؛ بالإضافة إلى "مواسير النابالم" التي مدها الجيش الإسرائيلي على طول القناة إعتقادًا منه أنه سيفجرها بمجرد عبور الجيش المصري؛ بالإضافة إلى الساتر الترابي الذي يصل ارتفاعه إلى ٢٢ مترًا تقريبًا وكيفية فتح فجوات لمرور المعدات.

أما عن الشق التدريبي.. فنجحنا أن ندرب جنودنا علي قوة التحمل وزيادة لياقتهم البدنية للقتال لمدة ١٧ ساعة بدون دبابات أو أجهزة ثقيلة؛ بجانب التدريب على التصويب.

* أسلوب الخداع في الحروب مشروع، فهل اقتصر على الجيش فقط أم كان له أفرعًا أخرى؟

خطة الخداع الاستراتيجي شارك فيها الرئيس عام ١٩٧١ عندما قال "هذا عام الحسم ولم يحدث شيء"؛ فاعتقدت إسرائيل أنه يحاول إرضاء الرأى العام الداخلي ليس إلا؛ وفي أول عام ١٩٧٣ قال "هذا عام الحسم ولم يحدث شيء" إلا في الشهر العاشر من هذا العام.
أما عن الخُدع التي قام بها الجيش قبل الحرب، فكانت من خلال الهدوء من الصباح الباكر علي الجبهة؛ البعض يصطاد السمك والآخر يسبح في بحيرة التمساح وغيرها من الطرق، التي أوهمت العدو أن السادس من أكتوبر سينتهي كمثل الذي سبقه.
بالإضافة إلى خدعة وزير الدفاع الذي قبل زيارة نظيره الروماني في السابع من أكتوبر، فكيف للمصريين أن يبدأوا حربًا قبل موعد وصول وزير الدفاع الروماني بيوم!!
وكان هناك إعلانًا بإرسال بعض الضباط لأداء مناسك العمرة؛ وزيارة أخرى لقائد القوات الجوية حسني مبارك؛ ومعه وفد عسكري كبير إلي ليبيا في الخامس من أكتوبر.
ومن جانب وزير الاقتصاد، خرج معلنًا أن الدولة تفتقر لمخزونها الاستراتيجي من تحديث وشراء المعدات، وأننا لن ندخل حربًا بهذا الشكل.
وكان وزير الخارجية يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الوقت، ولم يتحدث مع وزير الخارجية الأمريكي بخصوص أي نية للحرب .
وكان الإعلام في هذا الوقت يفضل الحل السلمي، وينقل عن لسان "السادات" أن مصر لن تحارب قبل أن تحصل على طائرات حديثة تستطيع مجاراة طائرات "الفانتوم" التي تمتلكها إسرائيل.
كل هذه الخدع رسخت عند القوات الإسرائيلية فكرة أن مصر جثة هامدة لن تستطيع شن حرب عليهم، وأن الجندي الإسرائيلي لايُقهر، وبالتالي عنصر المفاجأة عن طريق الخدع ضمن لنا العبور بأقل خسائر وحققنا الانتصار في ٦ ساعات.

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز