عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الجمسى .. الصــارم

الجمسى .. الصــارم
الجمسى .. الصــارم

كتب - إيمان مطر

شخصية طموحة مؤثرة  يحب اكتشاف التفاصيل الدقيقة.. يأخذ عمله على محمل الجد ولا يستهين به أبدًا.. يميل إلى التحليل والتدقيق والنقد... واثق من نفسه - رزين صارم فى أوقات الشدة - مُعتز بهويته المصرية المستمدة من أرضه الخصبة بدلتا مصر.  هو محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة بحرب الشمس(أكتوبر73) ووزير الحربية فيما بعد، وابن التاجر ميسور الحال بقرية البتانون بمحافظة المنوفية والأخ لـ(6) أشقاء منهم خمس بنات وولد.

لم يكن مولده بعيدا عن الإرهاصات الوطنية التى ماجت بها مصر منذ ثورة 1919 فقد وُلِد بعدها بعامين وأتم تعليمه بمدرسة المساعى المشكورة بعاصمة المحافظة ليلتحق بالكلية الحربية زميلاًَ لجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وصلاح وجمال سالم.
أُتيحت للجمسى (عندما تم تعيينه بعد تخرجه ضابطا بالصحراء الغربية) فرصة ذهبية للاحتكاك المباشر ومعايشة الفكر العسكرى لكل من برنارد مونتجمرى القائد الإنجليزى لجيوش الحلفاء، وثعلب الصحراء إرفن روميل القائد الألمانى لجيوش المحور فى معركة العلمين عام 1942، وهو ما استفاد منه بعد ذلك فى تحليله لأسباب نكسة 67 ووضعه للأسس العلمية لحرب أكتوبر.
كشف الجمسى عن الخطأ الأزلى الذى يرتكبه العرب فى تعاملهم مع إسرائيل بقوله ( وإذا كانت الحروب التى دارت بين إسرائيل والعرب تجذب الناس بأحداثها ونتائجها المباشرة إلا أنى كنت أشعر دائمًا بأننا نحن العرب - لا نتعمق فى دراسة جذور الصراع العربى -الإسرائيلى وما قامت وما تقوم به إسرائيل وتؤيدها الدول الكبرى وتدعمها الصهيونية العالمية منذ إنشائها حتى اليوم، وبذلك يمكننا (نحن العرب) أن نتصور ونتوقع ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة من العالم وما ننتظره من نتائج لهذا الصراع وكيف نستعد لمواجهته فى إطار الصراع الدولى الذى يشكل فيه الشرق الأوسط دورا بارزا.
نحن أمام قائد يُثمِّن قيمة المعلومات ويقوم بتحليلها لاستخراج النتائج المرجوة التى تساعده على وضع الخطط التى تقوده للنصر.
لم يكن الجمسى رجل سياسة بل قائد عسكرى مرتبط بجنوده وبما حققه على أرض الواقع من انتصارات تجبر عدوه على الرضوخ لمطالبه على مائدة المفاوضات، وهو نفس تفكير قادة إسرائيل منذ الأزل ولذلك كان مفاوضا شرسا صارما لم يشفع دهاء الجنرال أهارون ياريف مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والمكلف بالتفاوض معه فى الكيلو 101 (مفاوضات وقف إطلاق النار 73)؛  فى الحصول منه على أى فائدة تذكر بل كان يُعيد ياريف بكل صرامة إلى هدف التفاوض عند مراوغة الأخير له بتحويل الحديث إلى الناحية السياسية..
كان القادة الإسرائيليون يهابونه حيث قال عنه عيزرا وايزمان وزير الدفاع فى حكومة مناحم بيجين (1977) (أدركت أن الجنرال الجمسى رجل مثقف وموهوب ومنطوى على نفسه وعلمت أنه مصرى معتز بمصريته كثيرًا).. فيما وصفته جولدا مائير بالجنرال النحيف المخيف.  



التفاصيل علي الرابط التالي : http://rosa-magazine.com/news/21933/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%80%D9%80%D8%A7%D8%B1%D9%85

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز