عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. فاطمة حسن تكتب: نصر أكتوبر وشهداء سيناء

د. فاطمة حسن تكتب: نصر أكتوبر وشهداء سيناء
د. فاطمة حسن تكتب: نصر أكتوبر وشهداء سيناء

استراتيجية عسكرية تُدرس بالكثير من الكليات الحربية بمختلف انحاء العالم ، أحداث تاريخية تروي أروع قصص البطولة التي سجلها أبطال الجيش المصري ، لقد عاش الشعب المصري خلال تلك الفترة العصيبة ملحمة تاريخية تكاتفت كل  قطاعاته وفئاته ، وكثيرا ما نسمع اجدادنا يروون لنا حال الشارع المصري تلك الايام ، قد يبالغون القول عندما يتمنون عودة الزمن بهم ليحيوا ما شهدوه من حلاوة النصر .



قد تكون الحماسة شديدة ، وقد يكون الاحساس فياضا لدى كل من يروي بطولات نصر أكتوبر المجيد ؛ ولا انكر ما يجتاحني من شعور بالفخر والعزة عندما استمع إلى هذه القصص ، إلا أنني هذا العام لم أحتفل بنصر أكتوبر بالشكل الذي اعتدته ، ولم اشعر بتلك المشاعر التي اعتدتها تتخلل جوارحي ، بل انتابتني ذكرى من تملكت بطولته وتضحيته كل خواطري ، ومن أقسم على حماية أرض الوطن ، وضحى بكل ما هو عزيز ونفيس من أجل رفعته . فمازلت اتذكر أخي الشهيد العقيد يحيى حسن عندما رأيته للمرة الأخيرة جنديا باسلا مقسما على نيل الشهادة ، لم تفارقني تلك الصورة طوال الايام الماضية ، فالكثيرون يحتفلون بالنصر دون الانتباه الي صانعيه ، لقد تحولت ذكرى حرب اكتوبر إلى احتفالات شعبية وجماهيرية بالنصر ، ولا يمكن لنا الجدل في انها بحق ذكرانا جميعا للنصر ، ولكن اين احتفالنا بمن حققوا هذا النصر ، وبمن ضحوا بحياتهم لأجل مصر . فهم ليسوا رجالا فقط بل ابطالا لا يمكن أن يمثلهم أي رمز .

قد اكون متحيزة بعض الشيء ، ولكن السفر عبر الزمان إلى الماضي قد يخبرنا بالكثير من الأحزان والآمال التي عاشتها زوجة شهيد حرب أكتوبر ، قد يخبرنا بتلك الظروف العصيبة التي عاشتها ام الشهيد واسرته . ولا أجزم ان التاريخ يعيد نفسه ، فالشهيد الآن هو أيضا شهيد سيناء ، والوطن هو مصر ، والدماء طاهرة ، والغاية الجهاد في سبيل الله والارض ، والمعتدي من أحقر البشر ، والكارثة تنتفي في نيل الشهادة ، والأم تبكي ، والزوجة تترمل ، والأبناء يعيشون ذكرى أبيهم البطل ، والمجتمع ينسى ، والمسئولون يتجاهلون ، وتتحول التضحية مرة اخرى الى ذكرى يحتفلون بها دون صانعيها . 

عالمان منفصلان الأول عاشه شباب واعد كان حسه الوطني دافعا لريادته ، والثاني يقطنه شباب غابت عنه حتى ذكرى أبطال الماضي ، وصانعي المستقبل ، سيطرت عليه فكرة الهجرة ، والبحث عن ارض جديدة ، تناسوا تاريخ أمة شقيقة ضاعت ارضها في غفلة حكامها وشعبها ... ورغم ذلك مازالت ارض مصر خصبة بالعديد من النماذج المنيرة التي وصفها الراحل انور السادات بجسر الأمة ما بين اليأس والرجاء .

لقد زادت الضغوط واصبحت الرؤية ضبابية ، وفقد الوطن قدسيته لدى الكثيرين من ابنائه ، في مرحلة سادها التخبط ما بين العديد من الفجوات الثقافية والحضارية والمفاهيمية التي أصبحت تشوب كيان المجتمع المصري، ولكن مازالت مشاعل الامل منيرة بعظماء الماضي والحاضر والمستقبل من ابناء هذا الوطن .

 

*المتحدث الرسمي لجامعة بني سويف
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز