الفريق يونس المصري: قريبًا قواتنا الجوية الأولى في الشرق الأوسط

كتب - حسام سعداوي - عمر علم الدين

نشارك في عمليات حق الشهيد ومكافحة الحرائق وتحديد أماكن التلوث بالنيل

لدينا منظومة خاصة للتواصل مع أسر الشهداء ونتابعهم صحيًا

 

على مدار تاريخها ، سطرت القوات الجوية سجلا حافلا بالبطولات، يوم 14 من أكتوبر شاهد على واحدة من بطولاتها الخالدة، حيث تصدت فيه لاعتداء الطيران الإسرائيلي فيما عُرف بـ"معركة المنصورة"، التي أسقطنا فيها 18 طائرة رغم التفوق النوعي والعددي لقوات العدو، ونظرا لأهمية تلك المعركة فقد اختارت القوات الجوية هذا اليوم عيدًا لها.

"روزاليوسف" كان لها هذا الحوار مع الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية.

 

ما أبرز الأنشطة والفعاليات التي تتضمنها الاحتفالات هذا العام؟

يهمنا في هذه المناسبة مشاركة أبناء الشعب العظيم  الصانع الحقيقي للانتصارات، لذلك تشارك القوات الجوية بطائراتها بالمرور فوق مدن الجمهورية بتشكيلات مختلفة من أحدث الطائرات والهليكوبتر، كما تنظم معارض للطائرات بمختلف أنواعها بالقواعد الجوية والمطارات المنتشرة بالمحافظات تستقبل خلالها طلبة الجامعات المصرية والمدارس بمراحلها المختلفة ويتم فتح متحف القوات الجوية للجمهور خلال فترة الاحتفالات ونحرص في هذه المناسبة على قيام قدامى القادة بزيارة القواعد الجوية، والمطارات للتعرف على أعمال التطوير التي تمت من إنشاءات وطائرات ومعدات حديثة وعقد اللقاءات لتواصل الأجيال ونقل الخبرات بالإضافة زيارة مقابر الشهداء وعقد لقاءات مع ذويهم.

 

 ماذا عن البطولة التي استلهم منها فكرة العيد؟

يوم 14 أكتوبر 1973، حاول العدو تنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجميع القتالي لنا وإفقادنا  القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية في سماء مدينة المنصورة وسميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وأظهر طيارونا مهارات فائقة في القتال الجوي .

هذه الملحمة استمرت أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر في طائراته خلال معركة واحدة حيث تم إسقاط 18 طائرة  مما أجبر باقي الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو على مهاجمتنا جويا ، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية.

 

ما الإجراءات التي اتخذتها القوات الجوية لتطوير إمكانياتها؟

تسعى القوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة باستمرار للتطوير، لذلك وضعت خططا للتطوير من خلال محاور رئيسية هي:

1/ تطوير الفرد المقاتل وهي خطة تُنفذ منذ عدة سنوات لتأهيل الفرد بالداخل والخارج لحصوله على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا الطيران وذلك باستخدام أحدث مساعدات التدريب وبرامج التأهيل النظري والعملي، وأصبح لدينا الآن بالقوات الجوية أطقم طائرة وفنية تمتلك أحدث التكنولوجيا وقادرة على التعامل مع أحدث نظم التسليح بالعالم.

2/ المحور الثاني: تطوير الطائرات والمعدات وأنظمة التسليح والذى يتم من خلال تدبير طائرات هليكوبتر ونظم تسليح من أحدث ما تم إنتاجه في هذا المجال وذلك لمسايرة التطور الحالي في نظم التسليح وفى خطٍ موازٍ تقوم الأطقم الفنية ببذل أقصى جهد للمحافظة على الكفاءة الفنية وتنفيذ أعمال التطوير للطائرات والأنظمة المتواجدة في الخدمة، باستغلال أقل الموارد وبما يتماشى مع الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد.

3 -  المحور الثالث هو تنفيذ أعمال التطوير بالقواعد الجوية والمطارات من خلال وضع خطة شاملة لتطوير جميع القواعد الجوية والمطارات والوحدات الفنية والإدارية ، ومنذ 4 سنوات ونحن نجني ثمارها هذه الأيام من خلال افتتاح عدد من القواعد الجوية والمطارات.

 

بعد انضمام "الرافال الفرنسية" إلى أسطولنا الجوي .. هل هناك توجه للتعاقد على طائرات جديدة؟

القيادة العامة للقوات المسلحة تسعى في المرحلة الحالية لتطوير المعدات والأسلحة لمواكبة التطور التكنولوجي لمعدات القتال بالعالم، وتحرص القوات الجوية على امتلاك أحدث نظم التسليح بالعالم وذلك في ضوء ضرورة إحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية (ميج21، ميراج5) التي تعمل بالخدمة منذ أكثر من 40 عامًا.

ويعتبر انضمام حاملتى الهليكوبتر الفرنسية ميسترال (جمال عبدالناصر– أنور السادات) إلى القوات المسلحة إضافة جديدة تستطيع القوات المسلحة من خلالها القيام بأعمال قتالية على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة لما تتميز به الحاملة من إمكانية تواجد أنواع مختلفة من الهليكوبتر، ومنظومات الطائرات الموجهة وبانتهاء توريد دفعات الطائرات والهليكوبتر الحديثة، ستصبح القوات الجوية في القريب من أقوى القوى الجوية في الشرق الأوسط.

 

في ظل تلاحق الأحداث بداية من ثورة يناير وحتى الآن .. ماذا عن المهام الجديدة للقوات الجوية ؟

ترتب على قيام ثورتي (25 يناير, 30 يونيو) ظهور متطلبات واحتياجات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا لدعم استقرار الحياة اليومية للمواطنين حيث فرضت الأحداث تأمين الحدود الدولية على كل الاتجاهات الاستراتيجية والتعامل مع العناصر الإرهابية ويتم تنفيذ ذلك من خلال إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات ..ويتجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر العمليات اليومية للقضاء على العناصر الإرهابية شمال ووسط سيناء، كذلك العناصر الإرهابية المتسللة من الشريط الحدودي الغربي من ليبيا, وتسطر القوات الجوية مزيدًا من البطولة بمشاركتها الفعالة في عملية حق الشهيد، ليثبت نسور الجو قدرتهم الفائقة على حماية حدود الدولة وتدمير العناصر الإرهابية ومجابهة جميع محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

 

كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية؟

الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية في أداء مهامها هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه في السلم والحرب واللياقة البدنية العالية والقدرة على استخدام أحدث المعدات ..هذه الصفات هي التي تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف, قواتنا الجوية تساير أحدث الوسائل العلمية في مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التي يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد البدني بالإضافة إلى مساعدات التدريب المختلفة وتنفيذ التدريبات في ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية وباستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية في التدريب.

 

انتهى منذ أيام التدريب المشترك (فيصل-11) مع القوات الجوية السعودية ..ما أوجه التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة؟

هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة على مدار العام مثل (اليرموك) مع الكويت و(زايد) مع الإمارات و(حمد) مع البحرين و(فيصل) مع السعودية و(ميدوزا) مع اليونان و(النجم الساطع) مع أمريكا، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية.

والتدريب المشترك (فيصل-11) والذى كانت ختام فعالياته منذ أيام قليلة، من أقوى التدريبات المشتركة التي تمت في الفترة الأخيرة حيث اشتركت العديد من طرازات الطائرات متعددة المهام من القوات الجوية المصرية فيه، وكان الجديد في التدريب اشتراك الطائرات متعددة المهام (رافال) لأول مرة في التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة وكذا تنفيذ بيان عملي بالذخيرة الحية في ختام فعاليات التدريب.

 

ماذا عن التطوير داخل الكلية الجوية خاصة في النواحي التعليمية؟

ثبت جليًا أن الطائرة بالطيار وليس الطيار بالطائرة من هنا تظهر قيمة الاهتمام الدائم والتطوير المستمر في جميع مراحل إعداد الطالب بالكلية الجوية، التي شهدت تنفيذ خطة تطوير أُعدت بعناية وفق أحدث المعايير العلمية وتم تنفيذها بكل دقة لإعداد وتأهيل طيارين جويين نظريًا وعمليًا ليكونوا على أعلى مستوى عسكري وعلمي يمكنهم من استيعاب ومواكبة التطور الذى يطرأ كل يوم على نظم التسليح وذلك في سهولة ويسر،

في المجال النظري تم تطوير جميع المناهج الدراسية طبقًا لأحدث ما يُدرس في الكليات الجوية على مستوى العالم بما في ذلك إيفاد الطلبة لحضور دورات تأهيل لعدة أشهر خلال فترة الدراسة بأرقى الكليات الجوية للدول المتقدمة في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم.

في المجال العملي، يتم تدريب الطلبة على أحدث طائرات التدريب في العالم حيث يتم تدريب الطلبة الطيارين على طائرة التدريب الأساسي المروحية (جروب) وطائرة التدريب المتقدم النفاثة (K-8) (التي تُصنع داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع).

 

القوات الجوية تشارك أجهزة الدولة في دعم مسيرة التنمية وخدمة المجتمع المدني ما الجهود التي تقومون بها في هذا المجال؟

نشارك في مجال الحد من آثار الكوارث الطبيعية لما لدينا من إمكانيات تتيح لنا سرعة رد الفعل وتنفيذ ما تكلف به من مهام في أقل فترة زمنية ممكنة حيث يتم استطلاع المناطق المتضررة وتدقيق الموقف، مع تنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين ونقل مواد الإغاثة وتقديم خدمة الإسعاف الطائر بالإضافة إلى إمكانية مكافحة الحرائق بواسطة الهليكوبتر كما تحدد القوات الجوية المناطق الملوثة بمياهنا الإقليمية حال حدوث تسرب للزيوت من السفن العابرة.

بعد ثورة 30 يونيو اقتضت الضرورة الأمنية المساهمة في نقل القضاة للإشراف على الانتخابات، وكذلك نقل أسئلة وإجابات امتحانات الشهادات العامة للعديد من المحافظات وخاصة النائية منها، والمساهمة الدائمة في أعمال مكافحة الزراعات المخدرة في تعاون وثيق مع وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وكذا التصوير المساحي لصالح المشروعات القومية للطرق. 

 

معهد طب الطيران وعلوم الفضاء أحد أكبر المراكز المتخصصة في الشرق الأوسط ..ما الإمكانات التي يتضمنها؟

المعهد مخصص لتدريب الأطقم الطائرة بالقوات الجوية وزودناه بأحدث أجهزه التدريب الفسيولوجي مثل جهاز الطارد المركزي وغرفة الضغط المنخفض وغرفه الرؤية الليلية وغرفة الإجهاد البدني والكرسي القاذف ويتم عقد دورات تدريبية بصورة منتظمة لتدريب الأطقم الطائرة عليها, ويقدم المعهد دراسات في طب الطيران والفضاء لتأهيل أطباء القوات الجوية للعمل في التشكيلات وذلك من خلال فرق أساسية ومتقدمة والحصول على درجة الماجستير في طب الطيران وهذه الفرق متاحة أيضًا للأطباء العسكريين الوافدين من الدول الشقيقة.

 

ما الخدمات التي تقدمها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء؟

الوفاء ورد الجميل عنوان المرحلة القادمة للقوات الجوية وفى طليعة الوفاء الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء خاصة من ضحوا بأرواحهم في الفترة الأخيرة خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، ولذلك أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم في جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني، ونتابعهم صحيًا بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية مع ترشيح بعض من أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة كل عام.