عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"زواج القاصرات" في القليوبية.. تجارة بالفتيات مقابل المال

"زواج القاصرات" في القليوبية.. تجارة بالفتيات مقابل المال
"زواج القاصرات" في القليوبية.. تجارة بالفتيات مقابل المال

القليوبية - حنان عليوه

"شبين القناطر" الأعلى في الزواج السياحي والصفقات



 

"عادات وتقاليد"، كلمتان قليلة في الكتابة كثيرة في المعنى، حيث أصبحت المخرج لأي خطأ، ومنها ظاهرة زواج القاصرات، والتي أصبحت تجارة رخيصة بالفتيات، بعيدا عن أعين القانون والرقابة لمحترفي النصب من "مأذونين" تحت السلم والمحامين وأئمة المساجد، لتصبح الفتاة سلعة تباع وتشترى حياتهم مقابل مبلغ من المال، مستغلين فقر أسرهم للتخلص من مسؤولية زواجهن، خاصة بعد ارتفاع الأسعار والتي أصبحت بعض الأسر ضحايا في السجون وأخريات عجزت عن إثبات زواجهن ووقوع تحت طائفة المطلقات.

 

رصدت "بوابة روزاليوسف"، ظاهرة زواج القاصرات بقرى ومدن محافظة القليوبية، والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، خاصة من وقعن تحت رحمة الرجال ودول الخليج.

 

في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، شهدت قرى عرب "جهينة والصوالحة والعليقات"، انتشار تلك الظاهرة، خاصة من الخليجيين، وانتشرت السيدات اللاتي تعملن سمسارة لتوفيق وإقناع أسر الفتيات بالقبول، حيث أصبحت الفتاة بتلك القرى سلعة تباع وتشترى، لتسلم الأسرة ابنتها مقابل مبلغ من المال.

 

يقول محمود إبراهيم، أحد الأهالي بمدينة شبين القناطر، أصبحت ظاهرة "الزواج السياحي" أو زواج "الصفقات"، منتشرة خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث أصبحت الأسر يبيعن فتياتهن للسائحين من الجنسيات العربية، فمنهن من تزوجت وتوفيت ومنهن من حملت وأنجبت أطفالاً بلا هوية، لمجرد أن ثريا عربيا أراد الزواج خلال فترة إقامته في مصر، ثم يتركها ليعود إلى بلده، حيث كان سابقا يرافقن أزواجهن في بلادهم، لكن تلك الأيام الأزواج يتركوهن في بيوت أسرهن ليعود بعد عدة سنوات إليها.

 

 

 

 

وتحتل قرية "عرب جهينة" الصدارة في تلك الظاهرة، حيث تزوجت "م.ل" 18 سنة من "أ. ص. س" 62 سنة، حيث قام بشراء شقة بمدينة الأمل بجوار مساكن عرب جهينة، وتعيش الأسرة حالة من الرفاهية.

 

وفي قرية "عرب العليقات" اعتبرت أسرة الفتاة "ن. م" 17 سنة بأن " إ. ا" 60 سنة الذي توفي بعد الزواج بـ 5 سنوات، وخلال تلك الفترة كانت حصيلة الأسرة بناء منزل مكون من 4 طوابق، وتحمل تكاليف زواج شقيقيها، ولم تنجب منه.

 

أما في "عرب الصوالحة"، حيث تزوجت "هـ. خ. ش" 17 سنة تزوجت من "ن. س" 42 سنة سعودي الجنسية، حيث اعتبرت الأسرة أنه طوق النجاة لانتشال الأسرة من خط الفقر، حيث حصلت الأسرة على العديد من الهدايا من الملابس والهواتف المحمولة واللاب توب وغيرها من الهدايا.

 

 

 

أما في طوخ فلم يختلف الأمر كثيرا، حيث لجأ "ر. ر" إلى زواج نجلته "ن. ر. ر" 20 سنة من خليجي الجنسية منذ 6 سنوات، ورافقته في بلده وعند وصولها علمت بأنه متزوج من 3 سيدات أخريات وهي الزوجة الرابعة.

 وتقول الضحية: إنها رضيت بالأمر الواقع حتى إن تعدت الزوجات الأولى عليها بالضرب لمرات عديدة وطالبته بالعودة إلى مصر، وبالفعل عادت إلى أهلها بعد أن أنجبت طفلة 5 سنوات، وتركها لتعمل في أحد مصانع الملابس.

ويقول "ر.ر" والد الضحية إنه عندما ضاقت به الحياة قام بالتقدم بشكوى إلى السفارة السعودية، وبالفعل حضر إلى مصر وقام بشراء قطعة أرض لها ونجلتها وعاد ولم يرجع منذ 3 سنوات، معبرا عن غضبه باكيا على حالة نجلته التي أصبحت لم يعرف مصيرها التي كان يحلم أن تكون سعيدة.

 

أما الضحية الأخرى "ح. أ. س" 19 سنة فتقول إن أزمة حياتها كانت الزواج الأول حيث تزوجت من "ر. ش" 30 سنة لعلم الأسرة أنه من حال ميسور ويعمل في إحدى الدول الأوروبية، ولم يكتمل الزواج 30 يوما، وكانت الكارثة أنه لم يعقد زواج رسمي وكانت عبارة عن زواج عرفي بإيصال أمانة بقيمة 100 ألف جنيه، وقبل موعد توثيق الزواج رسميا جاء الطلاق، وعندما تقدمت برفع دعوى بمحكمة الأسرة للحصول على قائمة المنقولات فوجئت بقيامه بوضع مادة كاوية على الأجهزة الكهربائية، مما أدى إلى تلفها.

 

وكشف مسؤول بمحكمة الأسرة في "طوخ"، أن المحكمة يرد إليها يوميا كثير من حالات الخلع والطلاق، والنسبة الأكبر لحالات الخلع، حيث يتراوح عمر الزوجة فيها بين 17 إلى20 سنة، ما يثبت زواجها المبكر ومنهن لم يكن زواج رسميا ولم يستطعن الحصول على حقوقهن، وتصل نسبة حالات الزواج المبكر الفاشلة، والتي تنتهي بالخلع أو الطلاق إلى 70 في المئة.

 

من جانبه قال الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، إن تقوم النقابة ودورها في الحد من انتشار ظاهرة زواج القاصرات، حيث يتم عقد سلسلة مؤتمرات لمواجهة تلك الظاهرة، تشمل محافظات الوجهين القبلي والبحري، للتحذير من خطورة زواج القاصرات والزواج العرفي، وتبدأ من محافظة القليوبية، وتعمل على الانتقال للمحافظات الأخرى، خلال الفترة المقبلة من خلال فروعها.

وأوضح عامر أن المؤتمرات تشمل التركيز على العنصر النسائي، للتحذير والتوعية من الزواج المبكر وزواج القاصرات، في جميع محافظات الجمهورية، وهناك مئات الحالات التي يتم الزواج من غير قسيمة، ويعد هذا جريمة في حق المرأة، كما ستنطلق حملات توعوية في الجامعات للتحذير من خطر الزواج العرفي، الذي يتم بكثرة في الجامعات.

مشيرا إلى أنه لا توجد نسب محددة، ولكن لا تخلو محافظة في الجمهورية، من انتشار زواج القاصرات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز